بسام محمد - أبوظبي في الجمعة 27 ديسمبر 2024 02:53 مساءً - متابعة بتول ضوا

تُعتبر الولائم في روما القديمة أكثر من مجرد وجبات طعام؛ كانت تُجسد مظاهر البذخ والثقافة والمكانة الاجتماعية. لكن وراء هذه الاحتفالات الفاخرة، تختبئ عادات غريبة قد تُصيبنا بالدهشة والاستغراب في أيامنا هذه. في هذا المقال، سنغوص في عالم الولائم الرومانية القديمة لنكشف لكم عن أغرب العادات والتقاليد التي كانت تُمارس خلالها.

• التقيؤ المُتعمّد: من أغرب العادات التي اشتهر بها الرومان هي التقيؤ المُتعمّد بين الوجبات. لم يكن الأمر مُقتصرًا على حالات التُخمة، بل كان يُعتبر وسيلة “لإفساح المجال” في المعدة لمزيد من الطعام، خاصةً وأن الولائم كانت تستمر لساعات طويلة. كان الرومان يُؤمنون بالاستمتاع بكل ملذات الحياة، والطعام كان في مقدمة هذه الملذات.
• الاستلقاء أثناء تناول الطعام: كان الاستلقاء على الأرائك أثناء تناول الطعام من المظاهر الشائعة في الولائم الرومانية، ولكن هذا الامتياز كان مخصصًا للرجال فقط. أما النساء، فكانت إما تتناول الطعام على مائدة أخرى، أو تجلس بوضعية جلوس على الركبتين أو بجانب زوجها.
• النوم بين الوجبات: نظرًا لطول مدة الولائم، كان يُسمح للضيوف بالاستلقاء والاستمتاع بقيلولة سريعة بين الوجبات، لإراحة المعدة والاستعداد لجولة جديدة من الطعام.
• تسمين الحيوانات قسرًا: لم يكتفِ الرومان بتربية الحيوانات من أجل الطعام، بل لجأوا إلى أساليب قاسية لتسمينها بسرعة، مثل إجبارها على تناول كميات كبيرة من الطعام أو مواد مُعينة. هذه الممارسة تُشبه إلى حد كبير بعض الممارسات الموجودة حتى اليوم في بعض الدول.
• شرب السمّ بشكل يومي: اعتاد الأباطرة الرومانيون، بدءًا من نهاية القرن الأول الميلادي، على تناول كميات صغيرة من السموم بشكل يومي لاعتقادهم بأن ذلك يُحصّنهم ضد السموم القاتلة، وكأنه نوع من التطعيم ضد السم.
• التركيز على اليد اليُمنى: على الرغم من أن الرومان كانوا يُفضلون في البداية استخدام اليد اليُسرى، إلا أنهم تأثروا باليونانيين الذين يُفضلون اليد اليُمنى، فغيّروا قناعاتهم وأصبحوا يُركزون على استخدام اليد اليُمنى في مُختلف الأمور.

لم تقتصر الولائم الرومانية على غرابة العادات، بل تميزت أيضًا بمظاهر البذخ والترف، حيث كانت تُقدم أشهى وأندر الأطعمة، وتُستخدم أواني فاخرة مصنوعة من الذهب والفضة. كان الهدف من هذه الولائم إظهار الثروة والمكانة الاجتماعية.

تركت الولائم الرومانية بصماتها على الثقافة الأوروبية، حيث استمرت بعض الممارسات، مثل تسمين الحيوانات، حتى يومنا هذا. كما أن فكرة الولائم الفاخرة كرمز للمكانة الاجتماعية لا تزال موجودة في مُجتمعاتنا بشكل أو بآخر