بسام محمد - أبوظبي في الجمعة 3 يناير 2025 12:56 مساءً - متابعة بتول ضوا

في قلب غابات سومطرة المطيرة، تنمو واحدة من أغرب وأندر النباتات في العالم: زهرة التايتان أرام (Amorphophallus titanum)، المعروفة أيضًا باسم “زهرة الجثة”. هذه الزهرة العملاقة لا تُبهر بحجمها فحسب، بل برائحتها الكريهة التي تشبه رائحة اللحم المتحلل، وهي خدعة ذكية تستخدمها لجذب الملقحات. في هذا المقال، سنتعمق في عالم هذه الزهرة الفريدة ونكشف أسرارها.

تُعتبر التايتان أرام من أكبر الأزهار في العالم، حيث يصل ارتفاعها إلى ثلاثة أمتار. لكن ما يميزها حقًا هو رائحتها النفاذة التي تُشبه رائحة الجثث المتحللة. هذه الرائحة القوية هي السبب في تسميتها بـ “زهرة الجثة”.

قد يبدو الأمر غريبًا، لكن هذه الرائحة الكريهة ليست عيبًا في الزهرة، بل هي وسيلة ذكية لجذب الحشرات التي تُساعد في عملية التلقيح. تُصدر الزهرة هذه الرائحة لجذب ذباب الجيف والخنافس، التي تتغذى عادة على الجثث المتحللة. تعتقد هذه الحشرات أنها وجدت وجبة شهية، فتقترب من الزهرة وتنقل حبوب اللقاح بين الأزهار الصغيرة الموجودة في قاعدتها.

أظهرت الدراسات أن الرائحة الكريهة للتايتان أرام تتكون من مزيج معقد من المواد الكيميائية الكبريتية، بما في ذلك مركب “بوتريسين” الذي يُوجد أيضًا في اللحم المتحلل. يتم إطلاق هذه الروائح في دفعات قصيرة فقط عندما يسخن النبات، ما يزيد من جاذبيته للحشرات.

تنمو التايتان أرام في غابات سومطرة بإندونيسيا، وهي نادرة للغاية. يستغرق النبات سنوات عديدة للوصول إلى مرحلة الإزهار لأول مرة، وعندما يحدث ذلك، يستمر الإزهار لبضعة أيام فقط. هذه الفترة القصيرة تجعل رؤية الزهرة في حالة إزهار حدثًا نادرًا ومميزًا.

تُعتبر التايتان أرام من أكبر الأزهار غير المتفرعة في العالم.

تُنتج الزهرة حرارة تصل إلى 36 درجة مئوية، وهي درجة حرارة جسم الإنسان، وذلك لزيادة انتشار الرائحة.

يُمكن أن يصل وزن درنة النبات (الجزء الموجود تحت الأرض) إلى أكثر من 100 كيلوغرام.

تُعتبر زهرة التايتان أرام مثالًا رائعًا على التكيف والتطور في عالم النباتات. فرائحتها الكريهة، التي قد تُثير الاشمئزاز لدى البعض، هي في الواقع أداة فعالة لضمان بقائها واستمراريتها. هذه الزهرة العملاقة تُذكرنا بعجائب الطبيعة وقدرتها على الإبداع والابتكار