يعد مشروع محور المحمودية بالإسكندرية، أحد المشروعات القومية المهمة التى يتم العمل بها حاليا على قدم وساق، تمهيدا لافتتاحه فى 30 يونيو المقبل، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بسرعة الانتهاء من هذا المحور الهام الذى يعد شريان أمل لمدينة الإسكندرية.

وأهمية مشروع تطوير محور ترعة المحمودية بالإسكندرية ترجع إلى أنه سيؤدى لتحول ديموجرافى للأراضى على جانبى المحور مع التنوع فى الأنشطة المختلفة، وتنوع المناطق الخدمية والاستثمارية، وتطوير لجميع شبكات المرافق لتتواكب مع المتطلبات الحالية والمستقبلية المحافظة.

"اليوم السابع" انتقل إلى مقر تنفيذ مشروع محور المحمودية قبل افتتاحه فى 30 يونيو المقبل، والذى تحول إلى خلية نحل، لسرعة تنفيذ المشروع والانتهاء منه فى الموعد المحدد، حيث بدأ تنفيذ المشروع فى فبراير 2018 بمعدات تصل إلى 450 مُعَدّة على جانبى الترعة لإنجاز مشروع "شريان الأمل".

وقال المهندس شادى شافعى استشارى المشروع لأعمال الكبارى، إن المشروع يتكون من 5 كبارى طولية مع محور المحمودية، والمحور سوف يعمل على تقليل الكثافة المرورية، مشيرا فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى أن الكبارى الطولية تتضمن إنشاء 5 كبارى ومنها بشاير الخير (أ) وتم إنجاز نحو 60% وسيتم تسليمه بعد الانتهاء منه نهاية شهر مارس المقبل، حيث جارى صب القاعدة الخرسانية وتركيب الأعمال المعدنية للكوبرى، أما كوبرى بشاير الخير (ب) فهو يربط بين المحور والطريق الساحلى وسيتم الانتهاء منه فى 30 يونيو المقبل، أما كوبرى أنطونيادس فقد بلغت نسبة الإنجاز فيه 55% بطول 570 مترا، أما كوبرى أبو سليمان فجاء بطول 2 كيلو متر وبلغت نسبة إنجاز الأعمال به إلى 25%، وأخيرا كوبرى صينية المطار ويربط الطريق الزراعى والساحلى بكوبرى ترعة المحمودية وجارى الانتهاء منه.

وقال المهندس محمد بيومى، مدير المشروع لقطاع الكبارى، إن مشروع المحمودية يعمل على خلق محور مرورى جديد بالإسكندرية، والمحور هو مشروع حضارى تنموى متكامل، وحول مواصلة العمل قال: إن العمل تم تقسيمه على ورديتين ليلا ونهارا للعمل 24 ساعة بالمشروع لسرعة الانتهاء منه قبل الموعد المحدد.

وأكد محمود أبو حطب رئيس الحدادين بالمشروع: "نحن على استعداد لمواصلة الليل بالنهار لخدمة مصر وتقديم هذا الإنجاز الكبير لأهالى الإسكندرية، فهو مشروع الأمل وحل الأزمة المرورية بها مستقبلا". 

تأهيل القطاع المكشوف بالمشروع لتوفير كميات أكبر من المياه تصل إلى 1.5 مليون متر مكعب يوميا

وينقسم المشروع إلى قطاع مكشوف، يبدأ من تقاطع الكوبرى الدولى الساحلى بالكيلو 55 وحتى محطة مياه السيوف بالكيلو 62 بطول حوالى 7 كيلو متر طولى.

ويتم حاليا تأهيل القطاع المكشوف لتوفير كميات المياه المطلوبة لمحطة السيوف وللامتداد المستقبلى لمدينة الإسكندرية بإجمالى 1,5 مليون متر مكعب يوميا، وعمل 6 حارات مرورية بكل اتجاه على جانبى القطاع المكشوف وتدبيش أجناب الترعة بإجمالى 45 ألف متر مسطح.

أما القطاع المغطى فهو يبدأ من محطة مياه السيوف بالكيلو متر 62 وحتى المصب بالكيلو متر 77 بطول حوالى 15 كيلو متر طولى، حيث تم إنشاء "هدار" رئيسى للتحكم فى مدخل المياه وحتى المصب مع مد 3 خطوط مواسير مياه خرسانية تتراوح أقطارها من (500 ملى متر) إلى (2000 ملى متر) بإجمالى أطوال حوالى 40 كيلو مترا، وهى خطوط رى وطوارئ وطرد.

كما تم مد خط مواسير بولى إيثيلين مثقب لرشح المياه الجوفية (قطر 500 ملى متر) (بطول حوالى 13 كيلو مترا) مع تطهير الترعة وإزالة الإطماءات المتراكمة عبر السنين بقاع الترعة، بإجمالى حوالى 2,5 مليون متر مكعب وعمل تدبيش لقاع الترعة بدبش دلومايت، بإجمالى نحو 2 مليون متر مكعب دبش وتنفيذ أعمال طرق أسفلتية بكامل المشروع بإجمالى مليون متر مسطح.

المشروع يتخلله 25 محورا عرضيا للربط بالأحياء الداخلية.. 11 كوبرى سيارات و14 للمشاة

ويتخلل المشروع عدد 25 محورا عرضيا لربط "الشريان" بالأحياء الداخلية، ليعطى قبلة الحياة للمدينة للخروج من أزمتها المرورية، فضلاً عن وضع الإسكندرية على خريطة التنمية الشاملة والمستدامة.

ويسهم المشروع فى رفع الكفاءة الإنتاجية وجودة المياه والضغوط بالشبكات وبالتالى حل مشكلة ضعف وانقطاع المياه بمحافظة الإسكندرية، ويسع المحور الجديد من 6 إلى 8 حارات مرورية فى كل اتجاه، مع تخصيص حارة لأتوبيسات النقل العام.

ومن المقرر أن يكون عرض المحور ما بين 80 و120 متراً، ويخدم المشروع 4 أحياء ذات كثافة سكانية عالية ومستوى اجتماعى متوسط، وهى أحياء منتزه أول وشرق ووسط وغرب الإسكندرية، بالإضافة إلى خدمة باقى الأحياء من خلال المحاور الرئيسية والفرعية وربطها بمحور المحمودية الجديد.

ويتضمن المشروع تنفيذ عدد 5 كبارى جديدة بالقطاع المغطى أحدهم بمنطقة أبو سليمان وآخرين بمنطقتى أنطونيادس والمطار لربط المحور على طريق القبارى السريع وكذلك كوبرى بشاير الخير (أ) وبشاير الخير (ب) لربط محور المحمودية على محور الدائرى الساحلى.

أما عن القطاع المكشوف فيتضمن 6 كبارى سيارات للدوران للاتجاه الآخر لربط جانبى الترعة، كما يتضمن المشروع تنفيذ حوالى 14 كوبرى مشاة للربط بين جانبى المحور.

2 مليون متر مسطح مناطق تنموية ويوفر 40 ألف فرصة عمل

ويعد المشروع محورا تنمويا متكاملا سيلبى كل متطلبات التنمية والحركة والاستثمار وحل المشكلة المرورية بالإسكندرية، وكذا خدمة التوسعات العمرانية الجديدة وسيتم استثمار الأرض المكتسبة من تغطية ترعة المحمودية فى عمل مشروعات إسكان متعدد المستويات على طول المحور، وكذلك عدد 14 نقطة تنموية لخدمة الأهالى تشمل دور عبادة وساحات شعبية ونقاط أمنية ومرورية وحماية مدنية ومراكز تجارية ومحطات لوسائل النقل العام كما شملت الدراسة حصر جميع المسطحات والأراضى الفضاء غير المستغلة والمصانع المعطلة بقطاع الأعمال والتى لا تعمل بكامل طاقتها بهدف إعداد برامج لتأهيلها والاستفادة منها بإجمالى مسطح حوالى 2 مليون متر مسطح.

ومن جهة أخرى يوفر المشروع حوالى 15 ألف فرصة عمل مباشرة وحوالى 25 ألف فرصة عمل غير مباشرة بإجمالى حوالى 40 ألف فرصة عمل بالمشروع.

المشروع يتغلب على كل التحديات وأهمها نقل المرافق العامة

واستطاع مشروع محور المحمودية، تحويل ترعة المحمودية من مستنقع للمخلفات والأوبئة إلى شريان مرورى ومحور تنموى متكامل بطول 21 كيلو متراً، بدءاً من تقاطع الكوبرى الدولى الساحلى بالكيلو 55 ترعة المحمودية شرقاً حتى المصب بمنطقة الدخيلة بالكيلو 77 ترعة المحمودية غرباً.

وواجه المشروع العديد من التحديات منها نقل المرافق العامة من شبكات مياه وصرف صحى وكهرباء وغاز طبيعى وكذلك عدد 33 مسجدا منشأ فى حرم الترعة والمتعارضة مع تصميم المشروع وإنشاء عدد 14 نقطة تنموية بديلة.