نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر ابن رشد في ذكرى رحيله.. صراع الفكر والتنوير في السينما والإذاعة في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - تحل اليوم ذكرى رحيل الفيلسوف والمفكر الكبير ابن رشد، أحد أعمدة التنوير في تاريخ الفكر الإسلامي، عُرف ابن رشد بإسهاماته الفريدة في الفلسفة والعلوم، وبصراعاته مع قوى السلطة والتطرف.
هذه الشخصية الملهمة كانت موضوعًا رئيسيًا في فيلم "المصير" للمخرج يوسف شاهين، وأيضًا في عمل إذاعي نادر أعده الفنان الراحل عبد الوارث عسر، حيث تم تسليط الضوء على إرثه الفكري وصراعاته مع السلطة السياسية والدينية.
"المصير": فيلم يجسد التنوير في مواجهة التطرف
قدّم فيلم المصير ابن رشد كمفكر تنويري واجه الفكر المتطرف، في سياق درامي مشوق يدور خلال القرن الثاني عشر الميلادي. جسّد الفنان نور الشريف شخصية الفيلسوف في عمل تناول صراعه مع الخليفة أبو جعفر المنصور، الذي تحول من صديق إلى خصم نتيجة ضغوط القوى المتطرفة.
الفيلم، الذي أخرجه يوسف شاهين، أبرز كيف كانت أفكار ابن رشد تمثل تهديدًا لقوى التطرف والجهل، وركّز على دوره المحوري في التصدي لمحاولات تدمير الحضارة الأندلسية.
طاقم العمل وتجسيد الحقبة التاريخية
شارك في الفيلم مجموعة من كبار نجوم السينما المصرية، منهم ليلى علوي، محمود حميدة، صفية العمري، محمد منير، وخالد النبوي. قدم هؤلاء النجوم أداءً مميزًا ساهم في إبراز التوترات الفكرية والسياسية التي شهدتها تلك الحقبة.
جسّد العمل، من خلال رؤية شاهين السينمائية، قضايا معاصرة برؤية تاريخية، مع التركيز على أهمية الفكر في مواجهة قوى القمع والتطرف.
ابن رشد في الإذاعة: عمل فني يوثّق الإرث الفكري
في عمل إذاعي مميز، قدّم الفنان الراحل عبد الوارث عسر حلقة تناولت حياة ابن رشد، مستعرضة أبرز محطاته الفكرية والصراعات التي خاضها. كتب المادة العلمية للحلقة الدكتور محمد يوسف موسى، وشارك في الأداء الإذاعي نخبة من الفنانين، منهم سميحة أيوب، محسنة توفيق، وعبد الرحيم الزرقاني، أخرج الحلقة مصطفى أبو حطب، لتكون توثيقًا صوتيًا لإرث ابن رشد ودوره التنويري.
صراع مع السلطة وتحول المصير
ألقت الحلقة الضوء على الصراع الكبير بين ابن رشد والخليفة المنصور، الذي انقلب عليه بعد صداقة وثيقة، مما أثر على مسار حياته وموقعه كقاضٍ وفيلسوف. كما استعرضت إسهاماته في العلوم والفلسفة، التي أثرت في الحضارة الإنسانية بشكل كبير، لكنها أثارت في الوقت ذاته عداوة القوى المتطرفة.
إرث ابن رشد في مواجهة الزمن
سواء عبر السينما أو الإذاعة، يبقى ابن رشد رمزًا لفكر مستنير واجه الظلم والتطرف، وحمل راية التنوير في أزمنة مظلمة. تستمر ذكراه وإسهاماته في إلهام الأجيال، ليظل اسمه علامة فارقة في تاريخ الفكر الإسلامي والعالمي.