حماس تقول إن نتنياهو قرر «التضحية» بالرهائن وتعمل مع الوسطاء للجم العدوان

البيت الأبيض يعلن تقديمه «الاستشارة» والكرملين يحذر من دوامة التصعيد وبكين تدعو إلى منع «كارثة إنسانية»

القدس المحتلة ـ عواصم ـ دوت الخليج ـ وكالات:

استشهد وأصيب مئات الفلسطينيين في سلسلة مجازر دموية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما شنت غارات واسعة متزامنة على أرجاء قطاع غزة.

وحتى إعداد الخبر ـ أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في تصريح صادر عنه ارتقاء أكثر من 322 شهيدا ومفقودا ووقوع عشرات الإصابات في الغارات الإسرائيلية على القطاع.

وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات واسعة على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، في استئناف شامل لحرب الإبادة الجماعية التي لم تتوقف منذ 18 شهرًا.

وأضافوا أن طائرات الاحتلال شنت فجأة غارات على رفح وخانيونس وغزة وشمال غزة ونفذت أحزمة نارية عنيفة.

وأفادت الأنباء أن طائرات الاحتلال شنت غارات جديدة على دير البلح وجباليا بعد هدوء استمر دقائق بعد الموجة الأولى من القصف التي طالت كل القطاع.

ووفق وسائل إعلام إسرائيلية فقد شاركت 100 طائرة حربية إسرائيلية في الهجوم على قطاع غزة.

وأكدت مصادر طبية تسجيل عشرات الشهداء والإصابات جراء العدوان الواسع المتزامن.

وأعلنت قوات الاحتلال استئناف الحرب الدموية على غزة، في إصرار على انتهاك اتفاق وقف إطلاق الذي تنصلت من الالتزام ببنوده طوال الأيام الماضي، بدعم أميركي. ‏وقال جيش الاحتلال: بناءً على توجيهات المستوى السياسي، تشن قوات الجيش والشاباك هجومًا واسعًا على أهداف في أنحاء قطاع ‌غزة. وأكد محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، تسجيل استهدافات متفرقة من طائرات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

وقال: هناك صعوبات كبيرة تواجه طواقمنا في العمل في القطاع نتيجة استهداف أكثر من هدف في نفس التوقيت. وأكدت مصادر ارتقاء شهداء وإصابة آخرين بقصف طائرات الاحتلال مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج وسط مدينة غزة. وذكر مصدر طبي أن 8 شهداء بينهم 5 أطفال و50 جريحا وصلوا إلى مستشفى المعمداني في مدينة غزة جراء الغارات على المدينة، ولا تزال طواقم الإسعاف تنقل ضحايا فيما يتعذر الوصول لأماكن استهداف أخرى. ووفق مصادر إعلامية، استهدفت طائرات الاحتلال منزلا للدكتور أيمن ابو طير مدير قسم التغذية في مجمع ناصر الطبي، محيط مسجد البشرى وسط عبسان الكبيرة شرق خان يونس. وأفادت المصادر بانتشال 10 شهداء حتى الآن من منزل الدكتور أبو طير ولازال هناك 4 تحت ركام المنزل الذي تعرض للقصف. كما قصفت طائرات الاحتلال منزلا مأهولا بالسكان لعائلة ابو ماضي في شارع السماسمة غرب خان يونس. كما استهدف القصف مخيم غيث غرب خانيونس ما أدى إلى شهداء في صفوف النازحين. وأكدت مصادر محلية انتشال عدد من الشهداء والإصابات جراء قصف من الطائرات المروحية لخيمة تؤوي نازحين في منطقة الإقليمي في مواصي مدينة خانيونس. وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام بوصول 9 شهداء بينهم أطفال وعشرات الإصابات لمستشفى الكويت التخصصي الميداني جراء قصف الاحتلال لعدد من خيام النازحين في مواصي خانيونس، ما يرفع عدد الشهداء إلى 14 جراء قصف خيام النازحين. ووصل عدد من الشهداء والإصابات لمستشفى الكويت التخصصي جراء عدد من الاستهدافات في مواصي خانيونس. ووفق المصادر؛ وصل 32 شهيدا الى ثلاجة الشهداء في مستشفى ناصر الطبي بخانيونس جراء غارات جوية إسرائيلية بالمدينة فيما وصل 25 شهيدًا إلى مستشفى غزة الأوروبي من مجزرتين ارتبكهما الاحتلال ضد عائلتي جرغون في معن وأبو طير في عبسان. وارتقى شهداء وجرحى نتيجة قصف إسرائيلي على مبنى الأحرار بمنطقة الشاطئ الشمالي غرب مدينة غزة. كما وصلت إصابات إلى مستشفى الإندونيسي جراء قصف إسرائيلي على شمال غزة، وقصفت طائرات الاحتلال مدرسة أربكان في جباليا البلد التي تأوي نازحين. ووصل عشرات الإصابات إلى مستشفى العودة تل الزعتر جراء استهداف عدد من منازل المواطنين شمال قطاع غزة وتحركت إسعافات إلى مخيم البريج بعد غارات إسرائيلية عنيفة. وقصفت طائرات الاحتلال قصفت عدة منازل في دير البلح وسط القطاع وارتكبت مجازر فيها. وقال مصدر طبي إن مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، استقبل 17 شهيدًا معظمهم نساء وأطفال في الاستهدافات على المنطقة الوسطى. وأعلنت وزارة الداخلية أن الأجهزة المختصة بوزارة الداخلية والأمن الوطني تتابع التطورات الميدانية الناجمة عن سلسلة من الاستهدافات والقصف الإسرائيلي الذي طال معظم محافظات قطاع غزة. واتّهمت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو باستخدام الحرب في غزة «قارب نجاة له» من أزمات سياسية داخلية حتى وإن كان هذا الأمر يعني «التضحية» بالرهائن الذين ما زالوا محتجزين على قيد الحياة في القطاع. ونقل بيان لحماس عن عضو مكتبها السياسي عزّت الرشق قوله عقب الغارات غير مسبوقة في نطاقها وكثافتها منذ شهرين إنّ «قرار نتنياهو بعودة الحرب هو قرار بالتضحية بأسرى الاحتلال وحكم بالإعدام ضدّهم»، مضيفا أنّ «نتنياهو قرّر استئناف حرب الإبادة بوصفها قارب نجاة له من الأزمات الداخلية». كما أكد قيادي في حماس أن «الحركة تعمل مع الوسطاء للجم عدوان الاحتلال». وأوضح «حماس وفصائل المقاومة في حالة انعقاد دائم لتقييم الوضع والعمل مع الوسطاء للجم العدوان» مؤكدا أن الحركة «التزمت باتفاق وقف النار ونفذته بدقة، لكن الاحتلال الاسرائيلي تنصل من تنفيذه وانقلب عليه باستئناف العدوان والحرب». وفي واشنطن أعلن البيت الأبيض أنّ إسرائيل استشارت إدارة الرئيس دونالد ترامب قبل أن تشنّ سلسلة الغارات واسعة النطاق على قطاع غزة. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت لشبكة فوكس نيوز إنّ «الإسرائيليين استشاروا إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة»، مشدّدة على أنّه «كما أوضح الرئيس ترامب، فإنّ حماس وجماعة أنصار الله وإيران وكلّ من يسعى لترويع ليس إسرائيل فحسب، بل الولايات المتحدة أيضا، سيدفع ثمنا باهظا ـ أبواب الجحيم ستُفتح على مصراعيها».

وفي موسكو حذّر الكرملين من «دوامة التصعيد» في غزة حيث قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين إن «تفاقم الوضع، دوامة أخرى من التصعيد، يشكل مصدر قلق بالنسبة إلينا». كما دعت الصين إلى اتّخاذ خطوات لمنع وقوع «كارثة إنسانية» في غزة، بعدما شنت إسرائيل ضرباتها الأعنف على القطاع منذ وقف إطلاق النار. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينج إن «الصين تشعر بقلق بالغ من الوضع الحالي بين إسرائيل وفلسطين»، داعية طرفي النزاع إلى «تجنّب أي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد الوضع ومنع كارثة إنسانية أوسع نطاقا».