بسام محمد - أبوظبي في السبت 4 يناير 2025 08:52 مساءً - متابعة: نازك عيسى

مع حلول فصل الشتاء، يتكيف الجسم مع درجات الحرارة الباردة بطرق متعددة. بعيدًا عن ارتداء الملابس الثقيلة والتمتع بالمشروبات الساخنة، هناك تغييرات غير مرئية تحدث في تركيب الدهون بالجسم. هل تعلم أن الطقس البارد يمكن أن يؤثر على طريقة تعامل جسمك مع الدهون؟

يخزن الجسم نوعين من الدهون: الدهون البيضاء والدهون البنية، ولكل منهما دور مختلف. تُعد الدهون البيضاء الأكثر شيوعًا في الجسم، حيث تقوم بتخزين الطاقة الزائدة في مناطق مثل الوركين والفخذين والمعدة. لكن يُرتبط تراكم الدهون البيضاء بزيادة خطر الإصابة باضطرابات الأيض.

من جهة أخرى، تحتوي الدهون البنية على عدد أكبر من الميتوكوندريا، وهي المسؤولة عن إنتاج الطاقة. تقوم هذه الدهون بحرق السعرات الحرارية لتوليد الحرارة، مما يساعد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم في الطقس البارد. لذا، تعتبر الدهون البنية أكثر ديناميكية وفعالية في تنظيم حرارة الجسم.

عندما يتعرض الجسم للبرد، يتم تنشيط الدهون البنية، حيث تبدأ في حرق الطاقة المخزنة للمساعدة في الحفاظ على درجة حرارة الجسم. كما أن التعرض المستمر للبرد قد يؤدي إلى تحويل بعض الدهون البيضاء إلى دهون بنية في عملية تعرف بـ “التسمير”. هذا التغيير يمكن أن يعزز من عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز ويساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم.

أظهرت دراسة أن التعرض للبرد يُساهم في تنشيط الدهون البنية، مما يعزز حساسية الأنسولين ويحسن الهرمونات الأيضية الرئيسية مثل اللبتين والأديبونيكتين. على الرغم من أن هذه الفوائد تكون مؤقتة، إلا أن التعرض المنتظم للبرد يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين الصحة الأيضية.

إذا كنت تتعرض للبرد بشكل منتظم خلال فصل الشتاء، فقد يساعد ذلك في تنشيط الدهون البنية وتعزيز صحتك الأيضية، مما يسهم في تحسين التوازن بين أنواع الدهون في الجسم.