اخبار الخليج / اخبار الإمارات

الذكاء الاصطناعي يفتح كنوز الماضي: ثورة في فك رموز المخطوطات القديمة

نشكركم على متابعتكم خبر الذكاء الاصطناعي يفتح كنوز الماضي: ثورة في فك رموز المخطوطات القديمة على موقع دوت الخليج والان مع التفاصيل الكاملة

بسام محمد - أبوظبي في الجمعة 3 يناير 2025 01:54 مساءً - متابعة بتول ضوا

يشهد عالم الآثار والتاريخ ثورة حقيقية بفضل التقدم الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح بالإمكان فك رموز المخطوطات القديمة والنصوص التي ظلت عصية على الفهم لقرون طويلة. من مخطوطات هيركولانيوم المحروقة إلى الألواح المسمارية التالفة، يفتح الذكاء الاصطناعي أبوابًا جديدة للمعرفة حول الحضارات القديمة.

شهد “تحدي فيزوف” إنجازًا تاريخيًا، حيث نجح علماء الكمبيوتر من جامعة كنتاكي، باستخدام شبكات عصبية متطورة مثل نموذج TimeSformer، في الكشف عن أجزاء كبيرة من نص يوناني قديم من مخطوطات هيركولانيوم. هذه المخطوطات، التي تفحمت بسبب ثوران بركان فيزوف عام 79 ميلاديًا، ظلت لغزًا محيرًا للباحثين لقرون. هذا الاكتشاف، الذي وصفته عالمة البرديات فيديريكا نيكولاردي بـ “لحظة تاريخية”، يُمثل قفزة نوعية في فهمنا للفلسفة والأدب اليوناني القديم.

لا يقتصر استخدام الذكاء الاصطناعي على المخطوطات اليونانية والرومانية، بل يمتد ليشمل نصوصًا من ثقافات وحضارات مختلفة. ففي كوريا الجنوبية، تُستخدم شبكات تعتمد على المحولات لترجمة السجلات التاريخية لسلالة جوسون المكتوبة بالهانجا، مما يُسرّع عملية البحث ويوفر رؤى جديدة حول تاريخ هذه السلالة. كما يُستخدم الذكاء الاصطناعي في مشروع Fragmentarium بجامعة لودفيج ماكسيميليان لتحديد الشظايا المسمارية المتداخلة، مما كشف عن أجزاء من ملحمة جلجامش وترنيمة بابلية غير معروفة سابقًا.

يعتمد الذكاء الاصطناعي على تحليل الأنماط المعقدة في النصوص القديمة، مثل أشكال الحروف وأنماط الكتابة وتوزيع الحبر. تُدرّب الشبكات العصبية على كميات هائلة من البيانات، مما يُمكنها من التعرف على هذه الأنماط واستنتاج الكلمات والجمل المفقودة. في حالة مخطوطات هيركولانيوم، تم استخدام التصوير المقطعي المحوسب عالي الدقة لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد للصفحات المتفحمة، ثم قام الذكاء الاصطناعي بتحليل هذه الصور للكشف عن آثار الحبر المخفية.

على الرغم من الإنجازات الكبيرة، لا تزال هناك تحديات تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في فك رموز المخطوطات القديمة، مثل ضمان دقة النتائج وإمكانية الوصول إلى البيانات والأدوات. يُشدد الخبراء على أهمية التعاون بين التخصصات المختلفة، مثل علوم الكمبيوتر وعلم الآثار والتاريخ، بالإضافة إلى ضرورة توفير البيانات مفتوحة المصدر لضمان الشفافية وإمكانية تكرار النتائج.

يُؤكد نجاح الذكاء الاصطناعي في هذا المجال دوره كمُكمل للجهود البشرية، حيث يُوفر البيانات التي يُمكن للمتخصصين تحليلها وتفسيرها. مع استمرار تطور هذه التقنية، يُتوقع أن نشهد اختراقات أكبر في فك رموز اللغات المفقودة واستكشاف الكنوز المخفية في المكتبات القديمة، مما سيُعيد تشكيل فهمنا لتاريخ الحضارات الإنسانية.

 

Advertisements

قد تقرأ أيضا