حنان المشرافي – المدينة المنورة :
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية حيث يقضي الناس جزءاً لا يستهان به من يومهم في متابعة هذه المواقع والمشاركة في طرح محتوياتها أو التعليق عليها.
إن طول فترة الاستخدام هذه وتنوعها، لابد أن تترك أثرا قويا على المستخدم سواءً بالسلب أو الإيجاب، من هنا بدأت الأنظار تتجه إلى هذا التأثير وإلى أي مدى قد يصل، خاصة أن هذا التأثير قد يصاحبه سهولة في الاتصال بين ثقافات ومجتمعات واعتقادات مختلفة.
قد يستهين المرء بما ينشره أو يعتقد أنه غير مؤثر لبساطته، غير أنه لا يجب الاستهانة بأي معلومة أمنية تنشر مهما كانت بساطتها أو حتى لو كانت قد نُشرت من قبل وكل ما يفعله المرء هو إعادة تداولها، وهو لا يعلم أن بعضها قد يمس الوطن في أمنه.
حيث أن هناك جماعات منظمة تعمل بجد في مواقع التواصل الاجتماعي للاستفادة من أي معلومة قد تنشر رغم بساطتها.
وتتنوع أساليب طرح الموضوعات التي تؤثر تدريجيا أو بشكل مباشر على الأمن الفكري والوطني وذلك إما من خلال هاشتاقات معينة أو محاولة تشكيل رأي عام يسير في اتجاه معين عن طريق حسابات حقيقية أو وهمية يتم التغريد من خلالها بل ومن خارج الوطن لطعن الأمن في خاصرته، إما عن طريق نشر الشائعات أو المعلومات أو تفاصيل العمليات الأمنية بصورة مقصودة أو غير مقصودة.
وقد طالب المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي في لقاء سابق له المواطنين بعدم التسرع في نشر المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيما يتعلق بالمعلومات أو العمليات الأمنية وأن هذا هو السبب الرئيسي الذي أعاق إحدى العمليات الأمنية وساهم في تأخيرها خمسة أيام بدلاً من إتمامها خلال يومين مشيراً إلى أن نشر التحركات العسكرية يساعد المطلوبين ويعد إخلالاً بأمن البلاد.
رأي خبراء التقنية وأمن المعلومات
ومن جانب آخر، فإن الحسابات الوهمية المشاركة بشكل سلبي في مواقع التواصل الاجتماعي و وفق دراسة نشرتها العربية.نت للباحث أسامه المحيا بعنوان “دراسة الحسابات الوهمية” فقد بين أن طريقة التأثير تتمثل في إغراق الهاشتاقات بتغريدات متتابعة من حسابات متنوعة تسعى لبث فكرة واحدة وإعادة تكرارها من عدة حسابات وهمية والتي تتشكل خطورتها في إيهام متصفح الهاشتاق أن هذه التغريدات تشكل رأياً عاماً قوياً يؤيده عدد كبير من الناس، بينما الواقع أن هذه الحسابات تُبث من جهة واحدة لهدف واحد.
كما ذكر المحيا قائلا:” إن سبب تأكيدي أن هذه الحسابات تديرها منظمات وعصابات هي دلالات كثيرة منها أن الأسماء المستخدمة تتشابه في الحروف والأرقام وفي المحتوى الذي تقدمه”.
وأضاف قائلا: ” لا يوجد أفراد يواجهون ذلك حتى لا تتم محاسبتهم قانونياً وأن معظم هذه المنظمات تستخدم أسماء تنتمي للمجتمع السعودي وغالباً ما تتقمص أسماء قبائل سعودية “.
ومن الواضح بأن هذه الطريقة المتبعة لنشر الشائعات والمتطلبات الوهمية التي تهدف للمساس بأمن الوطن قد يتأثر بها العديد من الأشخاص كونها لا تبين أن هذه الحسابات والمطالبات مندفعة من جهة واحدة.
كما بين الأستاذ محمود سليمان – استشاري ومدرب معتمد من مايكروسوفت في نظم الشبكات وأمن المعلومات ومحقق جنائي في جرائم الكمبيوتر – بأن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأمن الوطني أمر واقع لأنها منصات أخبار وتواصل خارجة عن السيطرة ولا يمكن التحكم فيها أو فيما يحدث داخلها ويكفي أن نعلم أن هذه المواقع كانت سبباً في اشتعال الحروب والثورات في العديد من الدول.
كما أفاد بأن المواضيع التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي عادة تكون هي حديث العالم وهذا يوضح حجم تأثيرها، ويمكن للمواطن المشارك في هذه المواقع أن يساهم في دفع ضررها عن الأمن الوطني عن طريق إدراكه أنها منصات مفتوحة لا يتم فيها التحقق من أي خبر قبل نشره، فعليه أن يتعامل مع ما ينشر داخلها بحرص مع عدم أخذ محتواها بعين الاعتبار إلا بعد التأكد من مصداقيته، وأنه يجب على كل من يتعرض داخل هذه المواقع لمحتوى يحرض على التطرف الفكري أو العنف أو أي من المواضيع التي تمس المواطن والوطن بسوء إبلاغ إدارة الموقع والجهات الأمنية المختصة إن لزم الأمر .
وختم حديثه موجهاً نصيحة لكافة رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأن شبكة الإنترنت (بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي) عالم في منتهى الخطورة إذا لم نكن حريصين في طريقة استخدامها والتعامل معها، ومن جهة أخرى، فإنها تعتبر وسيلة عظيمة للانفتاح على العالم والتواصل مع مختلف الأشخاص بمختلف اللغات والثقافات فهي سلاح قوي قادر على التأثير على ملايين البشر وتوجيههم.
وأضاف خبير التقنية ومؤسس مجتمع نواة التقنية م. خالد أبو إبراهيم بأن استخدم الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي في بداية الأمر كان للدردشة ولتفريغ الشحن العاطفية، ولكن يبدو أن موجة من النضج سرت، وأصبح الشباب يتبادلون وجهات النظر من أجل المطالبة بتحسين إيقاع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومن هنا تشكلت حركات الرفض الشبابية في بعض الدول وتخطت تلك الأفكار الرافضة للسياسات بسهولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي الوطن العربي وتلك هي بداية بث السموم الفكرية التي غالباً ما تهدف لزعزعة أمن الوطن.
رأي المختصين بعلم الاجتماع
وذكرت دكتورة ندا عبد الله إلياس – دكتوراه في علم الاجتماع – أن وسائل التواصل الاجتماعي لها العديد من العوائد الإيجابية على المجتمع في الجانب المعرفي والتقني والتواصلي وغيرها … إلخ.
وفي المقابل نجد أن تلك المواقع لا تخلو من السلبيات ويقع على الأسرة عاتق كبير لتوعية أبناءها ليدركوا الاستخدام الصحيح لهذه المواقع كما أنه يجب إقامة برامج توعوية فعالة لفئة الشباب بخطورة مواقع التواصل وأنها سلاح ذو حدين والتي من خلالها نستطيع إبعاد الشباب عن الجانب السلبي لها.
كما أننا نلاحظ أنه قد يتعرض شخصين لنفس المحتوى وفي المقابل نجد التأثير السلبي يقع على أحدهما دون الآخر وهذا يرجع للتربية فإن غياب الأم والأب عن الأطفال وانشغالهم عنهم سيؤدي إلى العديد من المشاكل وانجراف الأبناء إلى تيارات معينة، فعملية احتواء الأبناء بما يرضي الله سبحانه وتعالى ووعي الوالدين هذه تؤدي إلى إدراك الأفراد في المجتمع لما هو صحيح وتجنبهم للأمور الخاطئة.
الفكر ليس قلعة حصينة لا يمكن اختراقها فما شهدناه من أحداث سابقة أثبت لنا أنه يمكن تغيير القناعات والأهداف مجرد محادثة أو محتوى يتم نشره في إحدى مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة معينة أو بأسلوب أو تقنية معينة مع أشخاص لديهم الخبرة ويهدفون لتغيير فكر الآخر أصبحت تقود لتغير في الفكر يتبعه جريمة أو تنفيذ الشخص لما يُطلب منه لا شعوريا.
نحن بحاجة لمناعة تشبه حملات التطعيم لتحصين الفكر ضد الأهداف الضالة والسلوكيات المنحرفة فالأمة الإسلامية في أمس الحاجة لها لاسيما الشباب، لكيلا يتم استدراجهم واستغلالهم من قبل جماعات وجهات متطرفة تستخدمهم ضد وطنهم بهدف زعزعة أمن الوطن.
مجتمعاتنا تملك طاقة فعالة قابلة للتوجيه نحو الأفضل في خدمة المجتمع، وعلينا أن ندرك ذلك حتى يمكننا أن نمنحها مناعة ضد داء قاتل يتغلغل في حياتنا حتى أصبح جزء لا يتجزأ منها وقد يكون صامتاً قبل أن يصحو المجتمع على فاجعة .
عرضنا لكم زوارنا الكرام أهم التفاصيل عن خبر وسائل الـتـواصـل الاجتماعي وتأثيرها على الأمــن الـوطـنـي والـفـكـري على دوت الخليج فى هذا المقال ونتمى ان نكون قدمنا لكم كافة التفاصيل بشكل واضح وبمزيد من المصداقية والشفافية واذا اردتكم متابعة المزيد من اخبارنا يمكنكم الاشتراك معنا مجانا عن طريق نظام التنبيهات الخاص بنا على متصفحكم او عبر الانضمام الى القائمة البريدية ونحن نتشوف بامدادكم بكل ما هو جديد.
كما وجب علينا بان نذكر لكم بأن هذا المحتوى منشور بالفعل على موقع صحيفة بلادي نيوز وربما قد قام فريق التحرير في دوت الخليج بالتاكد منه او التعديل علية اوالاقتباس منه او قد يكون تم نقله بالكامل ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.