وأضافت في تصريحات لبرنامج "زي ما التاريخ بيقول" المذاع عبر الراديو 9090، وتقدمه الإعلامية بسنت بكر، أن المومياوات أكبر شاهد على الطب في مصر، كاشفة عن السر وراء إقبال المصري القديم على تحنيط الجثامين.

وبينت أن الهدف الأساسي هو أن تتعرف الروح على الجسد، وحتى لا يفسد وهي فكرة دينية فلسفية، مؤكدة أن من يقوم بالتحنيط بالشكل الذي نراه اليوم، لا بد أن يكون متقنا لـ التشريح واستخدام الآلات الحادة والجراحية وألّا يشوه الجسد.

وذكرت أن المتتبع لعميلة التحنيط نفسها يدرك مدى عبقرية المصري القديم في علم الطب، حيث كان يستخرج عبر آلة حادة المخ من "الأنف" حتى لا تكون هناك رطوبة في الجسم، ويتم وضع الأعضاء الداخلية لمدة 40 يومًا في ملح النطرون، وذلك للتخلص من البكتريا.

كما تشمل العملية أيضا شق البطن واستخراج الأمعاء والكبد، وهو ما يؤكد أن علم التشريح بدايته في مصر الفرعونية، ويتم التعامل بشكل حساس مع القلب إذ يعتبرونه شاهدًا على الإنسان، ولذلك كانوا يرتدون تميمة مكتوب عليها: "يا قلبي لا تكون شاهدًا علي".

ولفتت خبيرة الترميم، إلى أن الخطوة التالية تشمل حشو الجسد "بردي ونشارة الخشب" وبعدها يتم تقفيله مرة أخرى، وقد كانت عملية مكلفة للغاية، ولذلك أغلب المومياوات تعود للملوك والنبلاء، وتصل مدة عملية التحنيط 70 يومًا.

وشددت على أن المومياوات تجمع علوم متعددة منها الكمياء والفيزياء والتشريح الذي هو بداية لانطلاق فروع الطب في مصر القديمة، ويمكن نأن نقول بكل فخر إن "مصر قدمت الطب للعالم"، ويوجد الأدوات المستخدمة لدى المصري القديم والخاصة بالجراحة، وومنها المشارط، والمقص والملقاط.