الرياض - محمد الاطلسي - منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية سنة 1948 لجأ الاحتلال بتشكيل العديد من الألوية من بينها لواء الغفعاتي ولواء الغولاني، بالإضافة إلى لواء المظليين الإسرائيليين، لكن رغم التجنيد الكبير للجنود في صفوف ألوية الاحتلال إلا أنه يخسر فيها الكثير من جنوده خلال الحروب.
خلال الحرب الأخيرة على غزة تمكنت المقاومة الفلسطينية في القطاع من قتل العديد من الجنود الإسرائيليين المتوغلين في القطاع من بينهم قائد في لواء المظليين الإسرائيليين.
ما هو لواء المظليين الإسرائيليين؟ طالب حاييم لاسكوف الرئيس الخامس لهيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء مدرسة خاصة بالمظليين في الجيش الإسرائيلي، وذلك للقيام بتدريب الجنود باستخدام معدات فائضة من الجيش البريطاني.
تم إنشاء اللواء في منتصف الخمسينيات عندما دُمجت وحدة القتال 101 مع الكتيبة 890 لتشكيل لواء مشاة نخبة. وتم تجهيز الوحدة الجديدة بمسدس يوزي الآلي كسلاحها الرئيسي نظراً لتوفيره لإطلاق نار تلقائي خفيف وصغير الحجم، وهو خاصية أساسية لوحدات الاستطلاع والقوات الخاصة.
كانت الأهداف في إنشاء لواء المظليين هي:
الحصول على قوة قيادية نخبة. الابتكار وتحسين مهارات القتال ضمن وحدات أخرى. تنشئة الجيل القادم من قادة وضباط الجيش. لواء المظليين خاض مرة واحدة فقط إسقاطاً مظلياً عملياً، خلال حرب سيناء عام 1956. في حرب 1967، شاركت وحدات الاحتياط من هذه الوحدة، التي تشكلت في لواء المظليين الـ55، في احتلال القدس، إلى جانب لواء القدس ولواء هاريل والدعم المدرع.
وكجزء من تقليد جيش الاحتلال الإسرائيلي الفريد للواء، يرتدي جنوده سترة وحزاماً فوق قمصانهم. يحتفظ الجيش الإسرائيلي بأربعة ألوية مظليين احتياطية، وهي حالياً 55 و226 و551 و646 ويتكون أفرادها المجندون من جنود الاحتياط الذين أتموا بالفعل خدمتهم العسكرية الإجبارية في اللواء 35.
اللواء في حرب سيناء 1956 في عام 1956، شهدت المنطقة حدثاً تاريخياً هو العدوان الثلاثي، المعروف أيضاً بحرب 1956 في مصر والدول العربية، وبأسماء أخرى في الدول الغربية، مثل "أزمة السويس" و"حرب السويس". كانت هذه الحرب نتيجة للتصاعد السياسي والاقتصادي، حيث قادت بريطانيا وفرنسا إلى التحالف مع إسرائيل ضد مصر.
بدأت الأزمة بعد توقيع اتفاقية الجلاء في عام 1954، وظهرت تداعياتها في العلاقة بين عبد الناصر والدول الغربية. كانت هناك توقعات إيجابية بفضل دعم مشروع السد العالي الذي كان يهدف إلى دفع التقدم الزراعي والصناعي في مصر.
مع استمرار المناوشات الحدودية بين الدول العربية وإسرائيل، أعلن عبد الناصر عداءه لإسرائيل، وشدد على سيطرته على قناة السويس. رغم محاولاته الحصول على دعم عسكري من الغرب، إلا أنه تواجه رفضاً، مما دفعه للجوء إلى الاتحاد السوفييتي.
رد الغرب على هذه الخطوة المفاجئة جاء من خلال خطة "أوميجا"، التي استهدفت تقليص نفوذ عبد الناصر وتحديد حدود نفوذه في المنطقة. كما فرضت عقوبات على مصر، بما في ذلك حظر المساعدات العسكرية والمحاولة في إشعال التوترات بين مصر والدول العربية.
شارك في هذه الحرب العديد من الألوية الإسرائيلية من بينها اللواء 35 "المظليون الإسرائيليون" التي استطاع الجيش المصري إسقاط فرقة منه بالكامل على مدخل الشرقية إلى ممر ميتلا، إذ قتل فيها 38 مظلياً وأصيب 100 آخرون.
حرب الأيام الستة 1967 ولواء المظليين الإسرائيليين شارك لواء المظليين الإسرائيليين في حرب الأيام الستة في يونيو/حزيران من عام 1967،إذ اشتعلت نيران الحرب في المنطقة، وأطلقت عليها العديد من الأسماء، من "نكسة حزيران" في سوريا والأردن، إلى "نكسة 67" في مصر، وتُعرف عند الاحتلال الإسرائيلي باسم "حرب الأيام الستة".
خاضت إسرائيل صراعاً مع كل من العراق ومصر وسوريا والأردن خلال هذه الحرب التي استمرت من 5 يونيو/حزيران إلى 10 يونيو/حزيران 1967.
النتائج كانت صادمة، إذ احتلت إسرائيل أراضي واسعة، بما في ذلك سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان.
رغم ذلك تمكنت الجيوش العربية من قتل 800 إسرائيلي من بينهم العديد من الجنود في كتيبة المظليين فيما وصلت الخسائر الإسرائيلية إلى 5% من إجمالي المعدات العسكرية عند الاحتلال.
اجتياح لبنان 1978 شارك المظليون في غزو لبنان عام 1978، التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية ما بين 14 إلى 18 مارس/أيار 1978 وذلك ضد منظمة التحرير الفلسطينية.
يعرف هذا الاجتياح بعمليَّة الليطاني، المعروفة أيضاً بحرب جنوب لبنان في عام 1978، تمثلت في حملة عسكريَّة نفّذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، حيث قام بالاحتلال والتقدّم في الأراضي اللبنانيّة حتى وصل إلى نهر الليطاني.
تمّت الحملة في شهر مارس/آذار من عام 1978، واستمرّت لمدّة ثلاثة أشهر، حيث توغّل جيش الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الجنوبيّة من لبنان، مستولياً على هذه المناطق وسيطر عليها. كان الهدف من الحملة القضاء على المنظّمات الفلسطينيَّة المتمركزة في المنطقة وتدمير بنيتها التّحتيّة، بهدف الحدّ من الهجمات التي كانت تستهدف الأراضي المحتلة وسُكّان المناطق الشّماليّة.
بعد ذلك، انسحبت إسرائيل من الأراضي اللبنانيّة وعادت إلى الحدود الدوليّة. يُعَدُّ هذا الصراع جزءاً من تاريخ المنطقة العربيّة، حيث تشكّل عمليَّة الليطاني حدثاً مهماً في التفاعلات بين إسرائيل ولبنان في ذلك الوقت.
خلال هذا الاجتياح قام لواء المظليين الإسرائيليين بالمشارك في هذه الحرب والتي خسر فيها العديد من جنوده؛ إذ قتل 18 شخصاً من اللواء من أصل 300 فيما جرح 113 آخرون.
لواء المظليين والانتفاضة الثانية في 28 سبتمبر/أيلول 2000، شهدت فلسطين اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، المشهورة بانتفاضة الأقصى، واستمرت حتى 8 فبراير/شباط 2005 عندما تم التوصل إلى اتفاق هدنة في قمة شرم الشيخ. تميزت هذه الفترة بتصاعد المواجهات المسلحة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
اتفاق الهدنة في شرم الشيخ الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون يوم 8 فبراير/شباط 2005 كان النقطة الختامية لهذه الفترة المضطربة.
خسر جيش الاحتلال الإسرائيلي 334 جندياً من عدة ألوية من بينها لواء المظليين الإسرائيليين، فيما شهدت المناطق المعنية اجتياحات إسرائيلية متعددة، بما في ذلك عملية الدرع الواقية وأمطار الصيف والرصاص المصبوب.
اندلعت الانتفاضة عقب دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون إلى باحة المسجد الأقصى، مما أدى إلى احتجاجات المصلين وأول أعمال العنف في هذه الانتفاضة. وأصبح الطفل الفلسطيني محمد الدُرّة رمزاً للانتفاضة بعد توثيق فيديو لإعدامه عند عمر 11 عامًا.
لم تقتصر الخسائر الاسرائيلية خلال هذه الحرب على الجنود فقط بل أيضاً تضمنت 50 دبابة من نوع ميركافا وعدة مركبات عسكرية إسرائيلية.
حرب غزة 2023 خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة والتي انطلقت بعد طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول شارك العديد من الألوية في الاجتياحات العسكرية على القطاع، إذ أكد ضابط عملياتي في "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، أن الجيش الإسرائيلي تكبد خسائر كبيرة في لواء المظليين.
وأفاد الضابط العملياتي أن قوات الاحتلال الإسرائيلية لا تكشف عن العدد الحقيقي لقتلاها في هذه المعركة وفي إعلان آخر، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، إن عدد المختطفين لدى "حماس" قد انخفض إلى 241 شخصاً.
وأشار إلى أن الجيش يقوم بتحديث الأرقام بشكل دوري وفقاً للمعلومات الاستخباراتية. بالإضافة إلى ذلك، أعلن هغاري عن مقتل قائد دبابة في لواء المظليين الإسرائيليين، إيتاي سعدون، خلال المعارك في غزة، مرفقاً ذلك بتصاعد عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 339.
يُشير ضابط العمليات إلى التنسيق الميداني والعملياتي بين "سرايا القدس" و"كتائب القسام"، حيث يواجهون الجيش الإسرائيلي بشراسة على جميع محاور التقدم. ويرفض الجيش الإسرائيلي الكشف عن تفاصيل دقيقة حول عدد قتلى المعركة، فيما تظهر الأحداث الحالية لصالح الفصائل الفلسطينية.