لم يعد حال استخدام التقنية كالسابق، فقد كان معظم الناس تتعامل مع نظام تشغيل معين وأجهزة محدودة عند الحديث عن استخدام الحوسبة بمفهومها الحالي. فأنظمة مايكروسوفت ويندوز على اختلاف إصداراتها كانت تتسيد ولوقت طويل على تشغيل اجهزة الكمبيوتر الثابتة والمحمولة ومحدودية الاتصال بالانترنت وخدماتها. ولكن مع ثورة صناعة الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية وظهور مفهوم الحوسبة السحابية ظهرت الى السطح انظمة تشغيل جديدة، البعض منها متعدد الوظائف والآخر محدد لغرض معين، مثل نظام الآي أو اس iOS من شركة ابل ونظام الاندرويد من شركة جوجل وهم الأكثر انتشارا في وقتنا الحالي من اي أنظمة اخرى مسؤولة عن ادارة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بالاضافة الى دخول شركة مايكروسوفت الى سوق المنافسة في هذا المجال مؤخرا من خلال اصدارة نظامها الأخير ويندوز 10. لذلك نجد ان الأشخاص اصبحت تستخدم اجهزة متنوعة وتدار بأنظمة تشغيل مختلفة البنية تماما وهذا يعني عدم وجود اي توافق بين ما تصدره هذه الأنظمة من بيانات وبالتالي لا يمكن مثلا من القيام بتشغيل او استقبال عرض تقديمي أو مادة فلمية مصدره من جهاز يعمل بنظام الاي او اس iOS من شركة ابل على جهاز يعمل بنظام الاندرويد من شركة جوجل بشكل مباشر أو تشغيل مادة من جهاز يعمل بنظام ويندوز 10 الى جهاز يعمل بنظام محدود المهام كتلفاز ذكي من شركة سامسونج او إل جي مثلا دون وجود أجهزة تعمل على تسهيل عملية الربط والعرض، وهنا لا اعني ارسال الملفات ذات الصيغ البرمجية المسؤول عن انتاجها برامج معينة وانما أقصد توافق أنظمة التشغيل بالتحديد في بينها في علمية عرض الوسائط المتعددة. لذلك ومنذ عام 2003 سعت شركتا سوني اليابانية وانتل الاميركية الى ابتكار طريقة يمكن من خلالها كسر عدم التوافقية بين انظمة التشغيل وذلك من خلال تقنية الـ DLNA . وهي اختصار لكلمة Digital Living Network Alliance وهي تعني التحالف او التعاون بين الأجهزة المتصلة بشبكة كمبيوتر حية او نشطة لعملية التشغيل البيني للوسائط المتعددة كالفيديو والمواد الصوتية والصور. وبالطبع فإن الهدف من هذه التقنية انشاء التوافقية في تشغيل الوسائط بين هذه الاجهزة دون الحاجة الى اضافة اية اجهزة مكلفة، لذلك فإن تقنية DLAN تعمل من خلال وسيط شبكي منزلي مثل جهاز نقطة الوصول access point والذي يستخدم غالبا لتوزيع الانترنت في المنزل بشكل سلكي أولا سلكي بتقنية الواي فاي. وعليه فإن الاجهزة كالهواتف الذكية والاجهزة اللوحية وأجهزة التلفاز وأجهزة الكمبيوتر تعمل بأنظمة تشغيل مختلفة البنية ولكن يوجد لكل نظام برنامج الـDLNA الخاص به، ومن خلال اتصال الاجهزة بنقطة الوصول المنزلية بشكل سلكي او لاسلكي WiFi سوف تتمكن تقنية DLAN المتوفرة بالأجهزة من رؤية بعضها ومن ثم توفير الامكانية اللازمة لتشغيل الوسائط وبثها من اي جهاز لتعمل على جهاز معين او على اجهزة متعددة اخرى. وفي عام 2014 ومع تطور خدمات البث التلفزيوني الترفيهي على الانترنت وازدياد عدد المشتركين لهذا النوع من الخدمات المدفوعة والذي من المتوقع ان يصل الى ما يقارب المليار مشترك في عام 2018 حسب الدراسة التي قامت بها مؤسسةABI للابحاث والدراسات أصبحت الحاجة الى توافق عملية التشغيل والعرض على مختلف الاجهزة مطلبا أساسيا وقد ساعدت التنافسية بين الشركات على ذلك . وفي شهر سبتمبر من عام 2014 أعلنت DLNA عن مصطلح VidiPath كواجهة تمكن المستهلك من تميز الاجهزة ذات التوافقية المطلوبة في عملية تشغيل الوسائط، وكأول المطبقين لهذه التقنية قامت DLAN بتجربة عملية حية في معرض INTX2015 مع شركة Comcast الموفرة لخدمات التلفزيون المدفوع من خلال الكابل في الولايات المتحدة الاميركية من تفعيل التقنية على جهازها الموزع للمواد الترفيهية Xfinity من تشغيل المحتويات على أجهزة مختلفة الانظمة والاستخدامات. لذلك نجد ان الكثير من الشركات اصبحت تتوافق مع معايير VidiPath التي تسمح بتشغيل المحتويات على الاجهزة بغض النظر عن اختلاف انظمتها ومصنعيتها، فهل أجهزتك الالكترونية الذكية المنزلية بها DLNA ؟