الرياض - محمد الاطلسي - علماء: الصدوع التي تتحرك ببطء تستغرق وقتًا أطول للوصول إلى الحالة الحرجة
أوضح علماء آلية حدوث الزلازل باستخدام ما يعرف بنظرية الارتداد المرن، إذ أنه وفقًا لنظرية علم الزلازل، يمكن أن تتحرك الصفائح الأرضية بسرعة تصل إلى 20 سم سنويًا، وهذه الحركة تكون غالبًا نتيجة تدفق الصفائح المحيطية تحت الصفائح القارية
وأشاروا العلماء، إلى أن ذلك يحدث في مناطق الاندساس مع مرور الزمن، حيث تتراكم الإجهادات في حدود الصفائح نتيجة الاحتكاك بينها، مما يؤدي إلى تشويه المنطقة الحدودية للصفائح بشكل مرن.
وأوضح العلماء أن الطاقة المرنة المتراكمة تصبح كافية لتجاوز الاحتكاك وتحريك الصفائح إلى الأمام، مما يؤدي إلى وقوع زلزال.
ومع ذلك، لا تتوقف القوى التي تحرك الصفائح عن العمل، لذلك تبدأ حدود الصفائح في تجميع الطاقة المرنة مرة أخرى، مما يزيد من احتمالية حدوث زلازل مستقبلية.
وأشار العلماء، إلى أنه عند النظر إلى الصفائح الأرضية في المحيطات، تكون حدودها ضيقة ومحددة بسبب صلابة الصخور تحتها.
ومع ذلك، في حالة الصفائح القارية، غالبًا ما تكون حدود الصفائح معقدة وتتميز بالتضاريس الجبلية المشوهة والصدوع المتعددة.
وأكدوا أنه من الممكن أن تبقى هذه الصدوع نشطة لفترات طويلة حتى إذا توقفت حركة الصفائح.
ولهذا السبب، يمكن أن تحدث الزلازل في بعض الأحيان بعيدًا عن حدود الصفائح.
وأوضحوا أنه بالنسبة للصدوع التي تتحرك ببطء، فتستغرق وقتًا أطول للوصول إلى الحالة الحرجة، وقد تمر مئات أو حتى آلاف السنوات بين حدوث زلازل كبيرة.
ولفتوا إلىى أن زلزال المغرب الأخير والذي راح ضحيته الآلاف، يقع على حدود الصفائح الإفريقية والأوراسية، وهما يتصادمان ببطء.
ويع
تبر حزام الجبال الضخم الذي يمتد من الأطلس في شمال إفريقيا إلى جبال البيرينيه وجبال الألب وجبال أخرى في أوروبا والشرق الأوسط نتيجة لهذا التصادم.
ومع ذلك، نظرًا للبطء النسبي لحركة الصفائح في هذه المنطقة، فإن الزلازل الكبيرة نادرة الحدوث.
وفي 8 سبتمبر / أيلول الجاري، ضرب زلزال بقوة 6.8 درجة جبال الأطلس بالمغرب، ما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف.
وفي شباط/ فبراير 2023، تعرضت منطقة كبيرة من تركيا وسوريا للدمار بسبب زلزالين كبيرين وقعا على التوالي، ما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف.
أما في الأردن يستعد المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، لاطلاق التمرين الوطني "درب الأمان 3" المقرر الأسبوع الحالي، والذي يحاكي وقوع زلزال قوي يتضمن إخلاء منشآت حيوية بينها عشرات المدارس إضافة إلى كيفية استقبال المساعدات، وذلك بالتزامن مع عمليات الإنقاذ المستمرة للبحث عن المفقودين جراء زلزال المغرب، والتي شارك فيها فريق الإنقاذ الدولي الأردني.