تعريف مادة الميلانين

الميلانين هو صبغة طبيعية تنتجها الخلايا الميلانينية التي توجد في الجلد والشعر والعينين،يلعب الميلانين دورًا حيويًا في تحديد لون البشرة والشعر والعينين، ويتميز بقدرته على حماية الجسم من التأثيرات الضارة للأشعة فوق البنفسجية (UV) التي تصدر عن الشمس،علاوة على ذلك، يسهم الميلانين في الوقاية من سرطان الجلد والمشكلات المتعلقة بالتعرض المفرط لأشعة الشمس،

دور الميلانين في حماية الجسم

تعتبر حماية الجسم من الأشعة الشمسية إحدى الوظائف الأساسية للميلانين،يقوم الميلانين بامتصاص وتفريغ الأشعة فوق البنفسجية، مما يقلل من الأضرار المحتملة التي قد تصيب الجلد والخلايا الداخلية،يتمتع الأفراد ذوو البشرة الداكنة بمعدل ميلانين أعلى مقارنة بالأفراد ذوي البشرة الفاتحة، مما يساهم في تقليل مخاطر الإصابة بالحروق الشمسية وسرطان الجلد،

العلاقة بين الميلانين والبشرة

تتفاوت نسبة الميلانين في البشرة بشكل كبير بين الأفراد بناءً على العوامل الوراثية،كلما ارتفعت نسبة الميلانين في البشرة، كانت البشرة أكثر داكنة، بينما تؤدي النسبة المنخفضة إلى بشرة فاتحة، كما هو الحال لدى الأشخاص الذين يعانون من البرص أو البهاق،تساهم أشعة الشمس في تحفيز إنتاج الميلانين، ما يؤدي إلى تغير لون الجلد ليصبح أكثر سمرة، وهو ما يعرف بتأثير “التان” الناتج عن التعرض المطول للشمس،

تأثير الميلانين على لون الشعر

يعتمد لون الشعر بشكل أساسي على كمية الميلانين الموجودة فيه،يتميز الأفراد ذوو الشعر الداكن بتركيز عالٍ من الميلانين السوي (Eumelanin)، الذي يمنح الشعر لونًا أسود أو بني،بينما الأفراد ذوو الشعر الفاتح، مثل الأشقر أو الأحمر، يمتلكون كميات أقل من الميلانين السوي أو الميلانين الفيوميلاني (Pheomelanin)، الذي يمنح الشعر لونًا أفتح،مع تقدم العمر، تنقص كمية الميلانين المنتجة في الشعر، مما يؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض أو الرمادي، وهو نتيجة لعدم وجود صبغة الميلانين،

تأثير الميلانين على لون العينين

يؤثر الميلانين أيضًا على لون العينين، فالزيادة في كمية الميلانين في قزحية العين تعمل على تحويل لونها إلى درجات داكنة مثل البني أو الأسود،بينما القليل من الميلانين يؤدي إلى عيون أفتح، مثل الأخضر أو الأزرق،كما هو الحال مع لون الشعر والبشرة، تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في تحديد لون العين،

آلية إنتاج الميلانين في الجسم

يتم إنتاج الميلانين داخل الجسم عبر عملية بيولوجية معقدة تبدأ في الخلايا الميلانينية،تحتوي هذه الخلايا على إنزيم يعرف باسم تيروزيناز، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تحويل الحمض الأميني تيروزين إلى الميلانين،بعد إتمام عملية التصنيع، يتم توزيع الميلانين في الجلد والشعر والعينين لتعزيز اللون المميز لكل فرد،تتحدد كمية الميلانين المنتجة بواسطة العوامل البيئية مثل التعرض لأشعة الشمس، بالإضافة إلى العوامل الجينية،

أنواع الميلانين

يوجد ثلاثة أنواع رئيسية من الميلانين، كل نوع يسهم في تشكيل اللون المميز للجسم

1. الميلانين السوي (Eumelanin) يُعتبر الميلانين السوي الأكثر شيوعًا ويتواجد بكثرة في الشعر الداكن والبشرة الداكنة،ينقسم الميلانين السوي إلى نوعين
   • السوي البني يوجد بشكل رئيسي لدى الأشخاص ذوي الشعر البني والأشقر.
   • السوي الأسود يوجد في الأشخاص ذوي الشعر الأسود والرمادي، وهو الأكثر شيوعًا بين الأفراد ذوي الأصول الإفريقية والعربية.
2. الفيوميلانين (Pheomelanin) يمثل هذا النوع من الميلانين اللون الأحمر في الشعر ويمنح البشرة لونًا مائلًا إلى الحمرة،يكون الفيوميلانين أكثر شيوعًا في الأشخاص ذوي الشعر الأحمر.
3. الميلانين العصبي (Neuromelanin) يوجد هذا النوع من الميلانين في الجهاز العصبي المركزي، وبخاصة في الدماغ،يعتقد أن للميلانين العصبي دورًا مهمًا في حماية الخلايا العصبية من التلف، ومع ذلك لا تزال الأبحاث جارية لفهم دوره بشكل كامل.

العوامل المؤثرة في إنتاج الميلانين

تتعدد العوامل التي تؤثر على إنتاج الميلانين في الجسم، ومن بينها

1. التعرض لأشعة الشمس يساهم التعرض للأشعة الشمسية في زيادة إنتاج الميلانين كوسيلة لحماية البشرة من الأضرار الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية، مما يفسر ازدياد درجة سمرة البشرة لاحقاً.
2. الجينات الوراثية تلعب الجينات دورًا حيويًا في تحديد كمية الميلانين التي ينتجها الجسم، إذ تحدد الوراثة ما إذا كان الشخص سيحصل على بشرة داكنة أو فاتحة، وشعرًا أسود أو أشقر، وعينين بنيتين أو زرقاوين.
3. التغيرات الهرمونية يمكن أن تؤثر بعض التغيرات الهرمونية على إنتاج الميلانين، مثلما يحدث خلال فترة الحمل مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الميلانين وظهور الكلف (البقع الداكنة) على الجلد.
4. التقدم في العمر مع التقدم في العمر، يبدأ الجسم في تقليل إنتاج الميلانين، ما يتسبب في ظهور الشيب في الشعر وأحيانًا في تفتيح لون الجلد.

المشاكل الناتجة عن اضطرابات الميلانين

عند حدوث اضطرابات في إنتاج الميلانين، قد تظهر عدة مشاكل صحية وجمالية، ومنها

1. النمش هو عبارة عن بقع صغيرة بنية تظهر على الجلد نتيجة لزيادة إنتاج الميلانين في مناطق معينة،يكون الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة أكثر عرضة لظهور النمش خاصةً عند التعرض المستمر لأشعة الشمس.
2. الكلف هي حالة جلدية تتظافر فيها بقع داكنة على الوجه، وخصوصًا عند النساء الحوامل أو اللواتي يعانين من تغييرات هرمونية.
3. البهاق يمثل حالة تؤدي إلى فقدان الخلايا الميلانينية قدرتها على إنتاج الميلانين، مما ينتج عنه ظهور بقع بيضاء على الجلد.
4. البرص (Albinism) هو حالة وراثية نادرة تؤدي إلى نقص تام أو جزئي في إنتاج الميلانين،يعاني المصابون بالبرص من بشرة وشعر فاتحين جدًا، إضافةً إلى حساسية شديدة للأشعة الشمسية.
5. سرطان الجلد الأفراد ذوو البشرة الفاتحة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد لأن بشرتهم تحتوي على مستويات أقل من الميلانين، والذي يوفر الحماية من الأشعة فوق البنفسجية.

طرق الحفاظ على صحة الجلد والشعر مع الميلانين

للحفاظ على صحة الجلد والشعر والعينين، من الضروري حماية الميلانين من التلف،ويمكن تحقيق ذلك عبر الالتزام بالنصائح التالية

1. استخدام واقي الشمس يساهم استخدام واقي الشمس في حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، مما يقي الميلانين ويقلل من مخاطر تلف الجلد وظهور البقع الداكنة.
2. تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة تساعد مضادات الأكسدة مثل فيتامين (C) و(E) في حماية الخلايا الميلانينية وتعزيز صحة البشرة.
3. تجنب التعرض المفرط للشمس يُفضل الامتناع عن التعرض المفرط لأشعة الشمس، خاصًة خلال الساعات التي تتسم بالذروة، لتفادي الأضرار الناتجة عن تلك الأشعة.