بسام محمد - أبوظبي في الأربعاء 15 يناير 2025 03:56 مساءً - متابعة: نازك عيسى

يعتقد الأطباء الآن أنهم أصبحوا أكثر فهماً لسبب معاناة مرضى اضطراب ما بعد الصدمة، وغيرهم، من صعوبة في إبعاد الذكريات المزعجة. إذ يبدو أن نقص النوم يتداخل مع قدرة الدماغ على قمع استرجاع الذكريات التي يفضل هؤلاء الأشخاص نسيانها.

النوم الجيد يعزز قدرة الدماغ على قمع الأفكار المتطفلة

أظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ أن الأشخاص الذين حصلوا على قسط كافٍ من النوم يتمتعون بقدرة أكبر على التحكم في المناطق الدماغية المسؤولة عن إدارة الذكريات.

وإن الأشخاص الذين نالوا قسطاً جيداً من الراحة أظهروا تحكماً أكبر في تلك المناطق الدماغية المعنية بالذكريات.

وقال سكوت كيرني، أستاذ علم النفس المساعد بجامعة يورك في إنجلترا: “هذا الأمر مهم للغاية لفهم قضايا الصحة العقلية، فقد ثبت أن الأشخاص الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة يواجهون صعوبة في النوم أيضاً”.

في هذه الدراسة، استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي لمراقبة نشاط الدماغ لدى 85 شخصاً سليماً. حصل نصف المشاركين على ليلة نوم جيدة في مختبر النوم، بينما بقي النصف الآخر مستيقظاً طوال الليل.

ثم اختبر الفريق قدرة المشاركين على قمع الذكريات المزعجة.

وأضاف كيرني: “لقد أظهرنا في دراسات سابقة أن قدرة الدماغ على قمع الذكريات المتطفلة تعتمد على الحصول على نوم مريح”.

“إن قمع الذكريات هو وظيفة معقدة وذكية في الدماغ، حيث يضعف كافة الروابط المرتبطة بالذاكرة، وبالتالي يمنع استرجاع الصورة الكاملة للتجربة عندما يُحفزها عامل خارجي”.

خلال التجربة، طُلب من المشاركين النظر إلى وجوه سبق أن شاهدوها، وكان كل وجه مقترناً بمشهد معين. بعض هذه المشاهد كانت مزعجة، مثل صورة لحادث سيارة أو مشهد قتال.

وكانت مهمة المشاركين هي إما تذكر أو قمع الذكرى المرتبطة بكل وجه.

وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين حصلوا على نوم جيد وكان عليهم قمع الذكريات أظهروا نشاطاً أكبر في القشرة الجبهية الأمامية الظهرية اليمنى، وهي منطقة في الدماغ تتحكم في الأفكار والعواطف، مقارنة بالمشاركين الذين ظلوا مستيقظين طوال الليل.

كما تبين أن النوم الجيد يساهم في تقليل النشاط في الحُصين، وهو جزء من الدماغ مرتبط باسترجاع الذاكرة، عند محاولة قمع الذكرى. وبالتالي، يوفر النوم الجيد للدماغ قدرة أفضل على التحكم في استرجاع الذكريات، مما يسهم في تقليل الأفكار المتطفلة.