الإصابات المتكررة لأمجد وصلاح تحتاج دراسة لمعرفة الأسباب .. والجماهير العمانية مضرب المثل

تكريم المنتخب واجب وطني دعما لمرحلة التصفيات .. ومرحلة الإحلال التدريجي مطلب بات ملحا

الإحلال التدريجي

بطبيعة الحال، ليس هناك بني آدم يعمر للأبد، وليس هناك مكان حكر على شخص ما، بل الحياة تسير في حالة دوران وتغير، والبقاء دائمًا للأفضل كما يقال، ومن هنا فإنه آن الأوان للبدء التدريجي في عملية الاحلال في صفوف منتخبنا، خصوصًا وأن مرحلة ما بعد التصفيات ستكون صعبة على بعض الأسماء التي واصلت العطاءات مع الأحمر لسنوات طويلة للغاية، وعلينا الإيمان بأن المواهب الموجودة بالكرة العُمانية والشابة يجب أن تأخذ فرصتها للتجربة بأسرع وقت ممكن، وبأنها تمتلك القدرات الكافية للدفاع عن ألوان الوطن في كل المحافل الرياضية.

ندرك تمامًا، أن هناك مرتكزات لكل عمل، وبأن هناك عمودًا فقريًّا لكل فريق أو منتخب، لذلك ليس من السهل تطبيق الإحلال الكامل في هذا الجانب، ولكن إعطاء مساحة كافية وفرصة أكبر للاعبين الواعدين في المشاركة بالمراكز التي يلعبون بها على فترات متفاوتة وبدقائق أكبر مع مرور الوقت، واللعب بجانب التشكيلة الحالية للمنتخب فترة أطول، فالأحمر يحتاج إلى دماء جديدة متى أظهرت قدراتها ومتى ما أكدت على طموحاتها في القريب العاجل بإذن الله تعالى.

الانتظار لفترة أطول قد يؤدي إلى خسارة الكثير من الجوانب منها التوقيت ومنها الفترة الزمنية المتبقية عن المنافسات، ومنها دخول هؤلاء اللاعبين في مرحلة اليأس وبالتالي هبوط طموحاتهم وعدم تقبلهم لذلك في أوقات أخرى قد تكون بعيدة عليهم مقارنة بما يقدمونه حاليًّا، هذا الأمر يعود للجهاز الفني ومدى قدرته على المجازفة والسَّير قُدُمًا في ذلك.

القادم

بعد هدوء مرحلة ما بعد خسارة اللقب، بات علينا تحديد أهدافنا القادمة بشكل واضح بعيدًا عن أي تسويف أو تجاوز لما حدث، بل علينا دراسة كل ما تحقق وأسهم في ضياع اللقب الذي كان في متناول اليد قبل نهاية المباراة بدقائق معدودة، حيث الأخطاء التي حدثت سواء من الجهاز الفني أو اللاعبين أسهمت في سرقة فرحة شَعب انتظر هذه اللحظة طويلًا، خصوصًا وأنه لم ينسَ درس المدينة الرياضية بالبصرة وضياع اللقب في مثل هذه الظروف وبغمضة عين، وباعتقادي أن هذه الأمور وتكرارها بذات السيناريوهات يُعَدُّ أمرًا يحتاج إلى تدخل لمعالجته، وليس السكوت عليه والبكاء على ضياع اللقب الذي كان قريبًا منَّا في خليجي 25 و26 على التوالي، فالأحمر كان الأحق باللقب وليس العراق أو البحرين في المناسبتين، لكننا افتقدنا إلى الجوانب الرئيسية التي يجب أن نستند إليها لتحقيق ذلك، فالاتحاد العُماني لكرة القدم يتحمل الكثير من المسؤولية عن هذا الحزن الذي أصاب الجماهير العُمانية التي زحفت بعشرات الآلاف للوقوف خلف المنتخب دون أن تكترث لبُعد المسافة أو الجوانب المادية الصعبة التي تكبدها كل منهم تجاه ذلك، علينا الانتظار قليلًا ثم البحث في ذلك بشكل متأنٍّ جدًّا.

دراسة عاجلة

صلاح اليحيائي

أجدني أطالب بقوة الاتحاد العُماني لكرة القدم والجهاز الطبي بضرورة إجراء دراسة متأنية وبأسرع وقت ممكن حول تكرار إصابات صلاح اليحيائي وأمجد الحارثي، فاللاعبان من أفضل لاعبي منتخبنا ويرتكز عليهما أي مدرب يقود الفريق، إلا أن الإصابات المتكررة وفي أماكن مختلفة يدعو للتأني ومحاولة الوصول للأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى ذلك، فلا يعقل أن نخسر اللاعبين بشكل متواصل وفي أوقات نحتاجهما بشدة، وليس من المنطق أن لا يكون هناك علاج ناجع لإصابتيهما، فأعمار اللاعبين ما زالت صغيرة وهذه الإصابات لا يجب أن تتكرر بهما دائمًا بهذا الشكل المتواصل، وعلى الاتحاد العُماني لكرة القدم إجراء فحوصات شاملة للاعبين وقبل بداية التصفيات بفترة كافية حتى لا تتكرر هذه المشكلة من جديد في ظل التحديات المحيطة بالمنتخب في الفترة القادمة.

أرشد الأفضل

بعد أن حرم عصام الصبحي من جائزة هداف البطولة، جاء الدور على واحد من أفضل لاعبي البطولة وأحقهم بلقب الأفضل بها، وهو أرشد العلوي الذي حصل على جائزة أفضل لاعب في مباراتين مساهمًا في تأهل فريقه للنهائي، وقدَّم أداء مميزًا أشاد به كل النقاد والإعلاميين ومتابعي البطولة من خارج الخليج، وكان الأمر حاسمًا بأن يحصل على الأفضل، فكانت المفاجأة مدوية وغير محفزة للاعب بقدر ما هي محبطة لما قدَّمه أرشد على مدار البطولة. وفي جانب آخر، قدَّم أرشد بطولة استثنائية لن ينساها الجميع، وأصبح محط أنظار الأندية الخليجية حاله حال عصام والرشيدي، وبات على أرشد أن يستمر على هذا النهج لأطول وقت لأن وجوده بهذه الجودة سيكون داعمًا للأحمر بإذن الله تعالى.

نجوم واعدة

مكسب آخر حققه منتخبنا في بطولة خليجي 26 وهو بروز نجوم واعدة تستطيع أن تواصل العمل والمسير بذات الإيجابية مع الفريق الأحمر مستقبلًا، ولعل أبرز هؤلاء اللاعبين هو ثاني الرشيدي الذي قدَّم مباريات رائعة وخصوصًا في لقاء السعودية الذي لعب به في مركز قلب الدفاع، فقد كان واحدًا من أبرز نجوم المباراة، وحتى في المباراة النهائية رغم تغيير مركزه إلا أنه قاتل على فرصته كثيرًا وقدَّم أداء متوازنًا وكانت أخطاؤه قليلة لا تذكر مقارنة بأخطائه السابقة في الأندية التي لعب لها. من ضمن اللاعبين الواعدين كذلك ملهم السنيدي الذي ورغم قلة الدقائق التي لعبها إلا أنه يمتلك إمكانات لم يكشف عنها بعد، وعليه المحافظة عليها والتطوير من ذاته، وباعتقادي أن سرعته والقوة البدنية التي يمتلكها ستضعه في مقدمة اللاعبين خلف أمجد الحارثي في المستقبل، ولا ننسى أن هناك لاعبين لم يأخذوا فرصتهم في البطولة مثل حسين الشحري وعبدالسلام الشكيلي الذي دخل دقائق قليلة فقط، والفرج الكيومي وعاهد المشايخي، هؤلاء يحتاجون إلى وقت ليس بالطويل حتى يدخلوا في المنظومة الرئيسية للأحمر.

شكرا للجماهير

ما قدَّمته الجماهير العُمانية من نماذج رائعة لمساندة منتخبنا يُعَدُّ درسًا رائعًا لكل الوسط الرياضي، فالتضحيات التي قدَّمتها حشود الجماهير العُمانية هو أمر غير مستغرب عنهم، لكنه ـ كذلك ـ يجب أن لا يمر مرور الكرام، حيث يحتاج هؤلاء المحبون وقفات مختلفة من الاتحاد ووزارة الثقافة والرياضة والشباب والقطاع الخاص على حد سواء، فالمسافات التي تقطعها الجماهير العُمانية لمساندة منتخبنا في منافسات مختلفة هو أمر ليس بالهيِّن، وأمر يحتاج إلى مال وجهد وتضحيات، وبالتالي ما أظهرته الجماهير العُمانية في الكويت يُعَدُّ امتدادًا لمشاهد سابقة حضرت خلالها الجماهير بشكل مشابه دون أي ضجر، فهي الجماهير التي وصلت للبصرة، وهي التي وصلت للأردن، وهي التي وصلت إلى اليمن، حبًّا في المنتخب ودعمه لتحقيق الأهداف، فالشكر غير كافٍ في حق هؤلاء الأوفياء نظير هذا العمل الكبير والجهد المبذول منهم، وأتمنى مساندتهم بالطرق المثالية لتكملة مشوارهم في قادم الأيام رفقة الأحمر العُماني.

قمة مرتقبة

الرياض ـ أ.ف.ب: تعود عجلة كرة القدم السعودية للدوران بعد انتهاء منافسات كأس الخليج، مع إقامة الدور ربع النهائي من مسابقة كأس الملك الذي يشهد قمة مرتقبة اليوم الثلاثاء بين الاتحاد متصدر الدوري ووصيفه الهلال، وتوقف الدوري المحلي الذي يتصدره الاتحاد بفارق نقطتين عن الهلال حامل اللقب بعد إقامة 13 مرحلة، مع انطلاق كأس الخليج في الكويت وبلغ المنتخب السعودي مع مدربه الفرنسي العائد هيرفيه رونار نصف النهائي بتشكيلته الأساسية، حيث خسر أمام عُمان 1-2. على ملعب المملكة أرينا في الرياض، يتبارز الهلال مع ضيفه الاتحاد، بعد أن هيمن عليه في آخر ثماني مواجهات.