دبي - احمد فتحي في الأحد 27 أكتوبر 2024 01:14 مساءً - حمدي أحمد _ قال سامح سعد العضو المنتدب لشركة مصر للسياحة سابقًا، إن المستثمرين العقاريين نوعان، الأول يريد استرجاع أمواله بأعلى عائد وفي أسرع وقت وهذا النوع يتجه إلى المشروعات السكنية المتكاملة التي تظهر عوائدها على المستثمر خلال فترة قصيرة تصل إلى عام أو اثنين.

وأوضح سعد، أن النوع الثاني يتجه إلى بناء الفنادق، وفي هذا النوع يتم استرجاع الأموال المستثمرة على المدى المتوسط والطويل في فترة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات وفي بعض الحالات تصل إلى 15 و20 سنة، ولذلك فإن المطورين العقاريين لا يهتمون حاليًا ببناء الفنادق لأنها استثمار طويل الأجل والأفضل لهم هو بناء التجمعات السكنية «الكومباوند» التي تدر عائدًا سريعًا مقارنة بالفنادق.

الساحل يعاني غياب التنوع ومقومات المجتمع الجاذب للسائح الأجنبي

وأشار العضو المنتدب لشركة مصر للسياحة سابقًا، إلى أنه بسبب ذلك عدد الفنادق الموجودة في الساحل الشمالي قليل وضعيف، ولا تقوم على إدارتها شركات عالمية متخصصة، وبالتالي الساحل يعاني من غياب التنوع الفندقي الذي يمكنه جذب السائحين من الشرائح المختلفة، مضيفًا، «حتى إذا تم بناء فنادق داخل الكومباوندات فإنها تكون صغيرة ولا تتعدى 100 أو 150 غرفة».

ولفت سعد، إلى أن عدد الغرف الفندقية في الساحل الشمالي ضعيف جدًّا ولا توجد إحصائية دقيقة لها، لكن عدد الغرف الفندقية المرخص لها في مصر والمعترف بها يبلغ 225 ألف غرفة، وهناك 200 ألف أخرى تحت الإنشاء والتقييم.

وتابع سعد: «تصميمات قرى الساحل الشمالي تجعله غير قابل للعمل به طوال العام، مقارنة بشرم الشيخ والغردقة والجونة الذين يعملون طوال العام، وذلك لأن العامل الرئيسي في تشغيل هذه المدن طوال العام هو السائح الأجنبي، الذي يريد توافر مختلف أنواع الفنادق في المدينة التي يزورها بداية من 3 و4 نجوم إلى 5 و7 نجوم، مع الشقق الفندقية والشاليهات، وهذا الأمر يعاني منه الساحل الشمالي كثيرًا، ولذلك فإن الساحل الشمالي حتى الآن يعتمد على المصريين أكثر من الأجانب».

وأضاف أن قرى الساحل الشمالي مترامية الأطراف والانتقال فيها يحتاج إلى سيارات خاصة، والسائح لن يأتي إلينا بسيارته الخاصة حتى ينتقل من مكان لآخر، فضلًا عن ارتفاع أسعار الإقامة بشكل مبالغ فيه، وهذا لا يستهوي السائح الأجنبي، بحسب سامح سعد.

وتابع: «لذلك لا بد من حل هذه المشاكل أولًا قبل جذب السائح إلى الساحل الشمالي»، مشيرًا إلى أن الساحل مؤهل للعمل 9 أشهر في العام، وليس 12 شهرًا، لأن شهور الشتاء التي تشهد نوات البحر المتوسط سيكون من الصعب تشغيل رحلات الطيران بها من وإلى الساحل، لأنها ستتسبب في خسائر للشركات، حيث إن السائح إذا جاء لمصر في هذه التوقيتات لن يستطيع التحرك بحرية طوال فترة إقامته، وبالتالي لن يأتي من البداية.

وأوضح أنه حتى يتم تشغيل الساحل الشمالي طوال فترة 9 أشهر، لا بد من نقل تجربة الجونة حاليًا والمعمورة قديمًا إليه، من خلال بناء فنادق كبيرة لا تقل عن 250 إلى 300 غرفة، متنوعة الدرجات بداية من النجمتين والـ 3 نجوم وحتى الـ 7 نجوم، لاستيعاب كل فئات السياح، بالإضافة إلى التوجه نحو الإسكان السياحي الذي يفضل الأجانب شراؤه لقضاء فصل الشتاء بأكمله في مصر مع الأجواء الدافئة بعيدًا عن برودة الجو لديهم، وبناء وحدات للعاملين والمقيمين في الساحل الشمالي والموجودين طوال العام به.

وتابع، «إذا تم تنفيذ ذلك فإننا نكون نجحنا في بناء مجتمع متكامل بمختلف درجات الإسكان والفنادق، ومن هنا أصبحت عوامل التشغيل طوال العام موجودة، فضلًا عن ضرورة التوجه نحو بناء مناطق الترفيه المختلفة سواء مطاعم أو كافتريات وغيرها، وبالتالي السائح لن يحتاج إلى التنقل خارج المنطقة المقيم فيها لأن كل الخدمات أصبحت متوافرة».

وتمنى العضو المنتدب لشركة مصر للسياحة سابقًا، أن تضع المشروعات الكبيرة الجديدة في رأس الحكمة وساوث ميد التابعة لمجموعة طلعت مصطفى هذه الأمور في اعتبارها عند التنفيذ، وإذا تم ذلك سوف نضمن تشغيل الساحل الشمالي طوال العام، ولكن إذا تكرر النموذج الحالي ببناء القرى والتجمعات السكنية بنفس النظام فإن الأمور لن تتغير وستظل كما هي عليه.