القاهرة - محمد ابراهيم -
تحل، اليوم السبت، ذكرى ميلاد الفنان الراحل صلاح ذو الفقار، أحد أبرز نجوم السينما المصرية وأكثرهم موهبة وتأثيرًا. لم يكن مجرد ممثل عادي، بل كان فنانًا متعدد الأوجه، أبدع في تقديم أدوار متنوعة بين الكوميديا، والرومانسية، والدراما، ليترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن المصري والعربي.
من ضابط شرطة إلى نجم سينمائي
وُلد صلاح ذو الفقار في 18 يناير 1926، ونشأ في عائلة فنية لها باع طويل في السينما، حيث كان شقيقه المخرج الكبير عز الدين ذو الفقارورغم عمله في بداية حياته كضابط شرطة، إلا أن شغفه بالتمثيل دفعه إلى اتخاذ قرار جريء بترك السلك الشرطي والتفرغ للفن، بعد أن شجّعه شقيقه على خوض التجربة. لم يتردد ذو الفقار في اقتحام عالم السينما، وكانت انطلاقته من خلال فيلم عيون سهرانة، ليبدأ رحلة من النجاحات الفنية التي جعلت منه نجمًا لا يُستهان به.
ثنائية ذهبية مع شادية
لم تكن مسيرته الفنية فقط هي المليئة بالأحداث، بل كذلك حياته العاطفية، حيث جمعته قصة حب كبيرة بالفنانة الراحلة شادية، والتي تُوّجت بالزواج الذي استمر لسبع سنوات. لم يقتصر ارتباطهما على الحياة الزوجية، بل قدّما معًا مجموعة من أنجح الأفلام التي ما زالت تحظى بجماهيرية واسعة، مثل مراتي مدير عام وكرامة زوجتي، حيث شكّلا ثنائيًا سينمائيًا استثنائيًا في تاريخ السينما المصرية.
إرث سينمائي خالد
استطاع صلاح ذو الفقار أن يكون نجمًا استثنائيًا بأعماله الفنية الراقية، فهو الفنان الذي رسم البهجة في أدواره الكوميدية، وأبكى الجمهور في مشاهد درامية عميقة، وألهم أجيالًا من الفنانين بأدائه السلس والمقنع حتى بعد رحيله، ما زالت أعماله تعيش بيننا، لتؤكد أن الفن الحقيقي لا يموت، وأن صلاح ذو الفقار سيظل حاضرًا بروحه وإبداعه في ذاكرة السينما العربية.