انت الأن تتابع خبر إيران تعيش حالة ارتباك في سوريا .. ما الأسباب؟ والأن مع التفاصيل
رياض - احمد صلاح - تعيش إيران حالة من الارتباك جراء ما يحصل في سوريا بعد عملية "ردع العدوان" التي نتج عنها سيطرة فصائل المعارضة السورية على الغالبية العظمى من محافظة حلب، بما فيها قواعد مؤثرة للحرس الثوري الإيراني مثل جبل عزان ومعامل الدفاع جنوبي حلب، بالإضافة إلى كامل محافظة إدلب.
ارتياب من الموقف الروسي
كما أن طهران مرتابة من الموقف الروسي حيال ما يجري في سوريا، ولديها شكوك من وجود تفاهم دولي برضا روسيا لإحداث واقع جديد في سوريا مع تقليص الوجود الإيراني.
ووفقاً لمصدر، فإن طهران لم تلمس خلال الاتصالات مع المسؤولين الروس جدية بدعم هجوم معاكس للنظام السوري لاستعادة المناطق التي فقدها خلال الأيام الماضية، خاصة وأن موسكو طلبت منها التحرك من أجل مساندة دمشق، هذا الشعور هو ما دفع عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني للتوجه إلى دمشق ولقاء الأسد والتأكيد على الدعم له، على أن يزور العاصمة التركية أنقرة بعدها، لكنه لا يمتلك تصوراً واضحاً حول كيفية تقديم الدعم للنظام السوري في ظل فقدان دور حزب الله اللبناني، والعراقيل التي تمنع الدفع بالفصائل العراقية بزخم كبير إلى الميدان السوري.
تردد لدى الفصائل العراقية
وأفادت مصادر أمنية لموقع تلفزيون سوريا، أن إيران تحاول منذ الساعات الأولى لإطلاق عملية "رد العدوان" شمال غربي سوريا العمل على حشد فصائل عراقية موالية لها من أجل الزج بها في المواجهات مع فصائل المعارضة السورية، لكن تسيطر حالة من الخشية والحذر على هذه الفصائل، مما يدفعها للتردد بالموافقة على الطلب الإيراني.
وأكدت المصادر أن حالة من الخوف تسيطر على الفصائل العراقية تمنعها من العبور إلى سوريا، لأنها تلقت تحذيرات أميركية من اتخاذ مثل هذه الخطوة منذ أن كانت المواجهات تدور في جنوبي لبنان، حيث أوضح الجانب الأميركي للحكومة العراقية أن نشاط هذه الفصائل الخارجة عن قرار الدولة العراقية سيتم التعامل معه على أنه مهدد للانتشار الأميركي على الحدود السورية العراقية، خاصة بعد ضلوع هذه الفصائل سابقاً في هجمات عديدة ضد القوات الأميركية في المنطقة.
وتسود حالة من الحذر منذ عدة أشهر في الأوساط العراقية من احتمالية أن تمتد الضربات الإسرائيلية إلى الأراضي العراقية، ولذا بذلت الجهات السياسية المتنفذة جهوداً حثيثة لإقناع الفصائل بخفض نشاطها لعدم استفزاز الموقف الإسرائيلي والأميركي، وللتأكيد على الالتزام بالعمل وفق المصالح العراقية فقط وعدم إبراز التبعية لإيران خاصة مع قرب تسلم ترامب لمنصب رئيس الولايات المتحدة.
حركة النجباء العراقية التي يقودها أكرم الكعبي هي الوحيدة التي لديها الحماسة للتجاوب مع مطالب طهران، لكنها تعاني من محدودية القدرة على التحرك عبر الحدود في ظل انتشار القوات الأمنية العراقية الرسمية لإغلاق الحدود، والمراقبة الأميركية للمناطق الحدودية.
وبحسب المصادر، فإن القوى الشيعية العراقية غير مرتاحة لإصرار إيران على تحميل العراق لأعباء فوق طاقته، ابتداءً من مطالبته بمساندة حزب الله اللبناني في مواجهة إسرائيل، وصولاً إلى الطلب من الفصائل التحرك لمساندة الأسد، لكن هذه القوى لا تملك إلا التجاوب مع الرغبات الإيرانية ولو بالحدود الدنيا بحكم المساندة الإيرانية لهم، لكنهم بالمقابل باتوا يستشعرون حجم التراجع لقوة إيران، والرغبة الدولية بتحجيم نفوذها الإقليمي.
وفي ظل هذه الصعوبات، يحاول الحرس الثوري الإيراني في هذه الأثناء حشد ما يستطيع من المقاتلين الأفغان العاملين تحت مسمى لواء فاطميون من أجل إرسالهم إلى الجبهات في سوريا تحت إشراف مستشارين عسكريين إيرانيين، لكن المعضلة الكبيرة فقدان الحرس الثوري لقواعد ارتكاز مهمة شمالي سوريا أبرزها تلك التي كانت موجودة غرب وجنوبي حلب.
وفق المعطيات الحالية، فإن القدرة الإيرانية على الدفع بمقاتلين تابعين لها إلى المعارك في سوريا ستكون منخفضة، ولا يعني غياب القدرة التامة على مساندة النظام السوري، لأن الحدود السورية العراقية واسعة ويمكن الاستفادة من بعض طرق التهريب التي قد تسهل وصول دفعات من المقاتلين المدعومين من إيران.
على العموم، من الواضح أن طهران تمر بفترة شك تجاه مستقبل نفوذها في سوريا بعد كل هذه التطورات التي أضرت بنفوذها في الدرجة الأولى، وبات من المحتمل فعلاً أن تتلقى المزيد من الخسائر مستقبلاً خاصة إذا ما حصلت تفاهمات روسية أميركية إسرائيلية بعد تولي ترامب الرئاسة رسمياً، حيث ينتشر مثل هذا الاعتقاد في العديد من الأوساط الدولية.