حمدي عبدالله - القاهرة في الاثنين 30 ديسمبر 2024 03:32 مساءً - نعى قادة وزعماء العالم الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، الذي توفي مساء أمس الأحد، في منزله بولاية جورجيا عن عمر ناهز 100 عام، مُحاطًا بعائلته خلال تلقيه الرعاية في مرحلته الأخيرة، وأشاد القادة بمسيرة كارتر الحافلة بالإنجازات في مجال السلام العالمي والعمل الإنساني، التي توجت بحصوله على جائزة نوبل للسلام عام 2002.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على رأس قادة العالم الذين نعوا كارتر، إذ أشاد بدوره التاريخي في تحقيق السلام بالشرق الأوسط.
وكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر صفحته على "فيسبوك": "سيظل دوره البارز في التوصل إلى اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل محفورًا في سجلات التاريخ البيضاء".
وأضاف أن أعمال كارتر الإنسانية "تجسد نموذجًا رفيعًا للمحبة والسلام والإخاء، ما يبقي ذكراه خالدة كأحد أبرز قادة العالم عطاءً للإنسانية".
وفي خطوة تعكس المكانة الرفيعة للرئيس الراحل داخل الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، تنظيم جنازة رسمية في العاصمة واشنطن.
وفي بيان مؤثر صادر عن البيت الأبيض، تحدث بايدن عن علاقة الصداقة العميقة التي جمعته بكارتر على مدى 6 عقود، قائلًا: "فقد العالم قائدًا استثنائيًا ورجل دولة وإنسانًا".
وأضاف بايدن: "ما يميز جيمي كارتر حقًا أن الملايين في أمريكا والعالم ممن لم يلتقوه شخصيًا اعتبروه صديقًا عزيزًا".
وأشار بايدن إلى العلاقة المميزة التي جمعت بين كارتر وزوجته روزالين، التي توفيت العام الماضي عن عمر 99 عامًا، واصفًا حبهما بأنه "تعريف الشراكة الحقيقية"، وقيادتهما المتواضعة بأنها "تعريف الوطنية".
وأكد أن إرثهما سيستمر من خلال العاملين في مؤسساتهما الخيرية والإنسانية.
ومن جانبه، نشر الرئيس المنتخب دونالد ترامب، رسالة تكريم على منصته "تروث سوشيال"، أشاد فيها بجهود كارتر.
وكتب ترامب: "التحديات التي واجهها كارتر كرئيس جاءت في وقت محوري لبلادنا، وبذل كل ما في وسعه لتحسين حياة جميع الأمريكيين.. نحن جميعًا مدينون له بالامتنان على ذلك".
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن "الحزن العميق" لرحيل كارتر، مؤكدًا أن قيادته "أسهمت بشكل كبير في السلام والأمن الدوليين".
وأشار "جوتيريش" إلى إنجازات كارتر في اتفاقيات كامب ديفيد التاريخية، ومعاهدة سالت الثانية، ومعاهدات قناة بنما، مضيفًا أن دوره في الوساطة بالنزاعات ومراقبة الانتخابات وتعزيز الديمقراطية أهَّله للحصول على جائزة نوبل للسلام.
وعلى الجانب الأوروبي، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كارتر بأنه "مدافع قوي عن حقوق الفئات الأكثر ضعفًا"، مُشيدًا بنضاله المستمر من أجل السلام.
ونو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بـ"دعم كارتر الراسخ لكييف في نضالها من أجل الحرية في مواجهة الغزو الروسي".
وأشاد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بإرث كارتر في "الرحمة واللطف والتعاطف والعمل الجاد"، مؤكدًا أنه "خدم الآخرين في وطنه وفي مختلف أنحاء العالم طوال حياته".
ونعى الملك البريطاني تشارلز الثالث الرئيس الراحل، واصفًا إياه بأنه "موظف عام ملتزم كرس حياته لتعزيز السلام وحقوق الإنسان".
إرث كارتر
وفي مقال مؤثر نشره على منصة "ميديوم"، تحدث الرئيس السابق باراك أوباما عن "نزاهة" كارتر وإيمانه العميق "بالنزاهة والاحترام والتعاطف"، مشيرًا إلى أن كارتر، الذي انتُخب في أعقاب فضيحة ووترجيت، وعد الناخبين بأن يقول الحقيقة دائمًا وقد فعل ذلك، مدافعًا عن المصلحة العامة بغض النظر عن العواقب.
وأضاف: "آمن بأن هناك أشياء أهم من إعادة الانتخاب مثل النزاهة والاحترام والتعاطف، لأن جيمي كارتر آمن بعمق كإيمانه بأي شيء آخر، بأننا جميعاً خُلقنا على صورة الله".
وفي بيان مؤثر، أشاد الرئيس السابق جورج دبليو بوش بكارتر كـ"رجل ذي قناعات راسخة"، مؤكدًا ولاءه لعائلته ومجتمعه ووطنه. وأضاف بوش أن "عمله مع منظمة الموئل للإنسانية ومركز كارتر وضع مثالًا للخدمة سيلهم الأمريكيين لأجيال قادمة".
وفي بيان مشترك، سلط الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، الضوء على التزام كارتر بالحقوق المدنية خلال فترة عمله كسيناتور وحاكم لولاية جورجيا، وجهوده كرئيس في حماية الموارد الطبيعية في محمية آركتك الوطنية للحياة البرية، وجعل الحفاظ على الطاقة أولوية وطنية، وإعادة قناة بنما إلى بنما، وتأمين السلام بين مصر وإسرائيل في كامب ديفيد.