فى المباراة التي جمعت المنتخب النيجري وغريمه الجنوب إفريقي أمس في مباريات دور الثمانية من كأس الأمم الإفريقية، تصدرت الجماهير المصرية المشهد بعد أن زحفت على استاد القاهرة بالآلاف فى محاولة لمداواة الهزيمة ما دفعهم لتشجيع نيجيريا بدلا عن منتخب مصر.

وقبل مواجهة المنتخب المصري وجنوب إفريقيا الأسبوع الماضى، فتحت شركة تذكرتي الحجز على تذاكر مباريات دور الثمانية.

ولأن منتخب جنوب إفريقيا صعد وهو ثالث مجموعته بأداء هزيل بينما واجهه المنتخب المصري الذى صعد بالعلامة الكاملة 9 نقاط، لم تتوقع الجماهير المصرية أن يغادر الفراعنة البطولة مبكرًا ومن دور الـ16، فاندفعوا بالآلاف لحجز تذاكر دور الثمانية إذ كان من المفترض أن تواجه مصر منتخب نيجيريا في مباراة أمس.

وفقًا للنظام الإلكترونى فى حجز التذاكر لا يمكن بأي حال استعادة ثمن التذكرة أو بيعها أو منحها لأخرين، إذ ترتبط التذكرة باسم المشجع ورقم بطاقته ولا يمكن استرجاع قيمتها أو بيعها لآخرين.

ووجدت الجماهير المصرية نفسها تردد عبارة فيلم ظرف طارق لأحمد حلمى "واحد مصري يشجع أيه؟ نيجيريا طبعًا".

ويلعب منتخب نسور نيجريا كرة القدم الهجومية التي يحبها المصريون، وقد خاض مباراة ممتعة انتهت بفوزه على الكاميرون ليصعد لدور الثمانية فى مواجهة جنوب إفريقيا التي تقدم أداءا رجوليًا يخلو من المتعة، كل هذه العوامل دفعت الجماهير المصرية لمؤازرة النسور فى مباراة أمس.

كانت الجماهير المصرية تهتف لمصر مرة ولنيجيريا مرة كحفل زفاف حضر فيه الجميع بينما غاب العريس وظلت عروسه حزينة تصفق لآخرين، وكان بإمكانك أن تسمع من مدرجات الدرجة الثالثة الدعاء على خافيير أجيري المدير الفنى المقال.

واحتفل المصريون وكأنهم فى كرنفالهم الخاص فرسموا العلم النيجري على الوجوه ورقصوا وصفقوا فى المدرجات مع كل هجمة وكل كرة جميلة وكل هدف.

قبل المباراة بقليل، كان منظمو البطولة يصيحون على أبواب الاستاد للتحذير من اقتراب غلق الأبواب، بينما صوت الموسيقى يأتي عاليًا من بعيد

الجماهير النيجيرية تقود مسيرة بالأعلام الخضراء والطبول والمزامير وتدخل الملعب على هذه الأنغام لتحتل موقعها بمدرجات الدرجة الثالثة شمال

المشهد دفع الجماهير المصرية للانضمام لهذا الكرنفال الإفريقي المبهج حتى اختلطت ألوان نيجريا الخضراء بفانلات مشجعي مصر الحمراء فى المدرجات وظل الجميع يهتف ويصفق ويغنى حتى نهاية المباراة التي ظلت مثيرة للدقائق الأخيرة

بعد انتهاء المباراة ظلت الجماهير النيجرية تحتفل بفوزها ولكنها لم تنسى أن تصفق للمصريين الذين شاركوهم سعادتهم طوال الـ90 دقيقة حتى أن مجموعة من النيجيريين هتفت في الشارع

وهم يصفقون لمنتخبهم الذي صعد للمربع الذهبي فى الوقت الذي قرر فيه نجوم منتخب مصر، الاعتذار للجماهير فى إعلان مدفوع أثار غضب الجميع وأكد على أن اللاعبين لا يقدرون تلك الخيبة التي اصابت ١٠٠ مليون مصري كان ينتظر أن يرفع الكأس الإفريقية بيديه بعد أن نجحت البطولة شعبيًا وتنظيميًا