نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث تفاصيل خبر حكاية كورة.. حارس أسطوري انتصر على الملاريا والسرطان وأعتزل بسبب " يوم القيامة " في المقال التالي
أحمد جودة - القاهرة - "الكورة حياة.. ولإن كلنا عندنا شغف بكرة القدم وأخبارها وأحداثها" يضع "دوت الخليج الرياضي" بين أيديكم كل الأخبار والأحداث والتحليلات والحكايات لما تفعله عناصر اللعبة من مسؤولين ومدربين ولاعبين وحكام داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
ونقدم لكم هنا "حكاية كورة" والذي سنتناول خلاله حكاوي كروية فريدة من ونوعها وقصص رياضية ممزوجة بنكهة خاصة، نستعرضها في الأسطر التالية:
قصة مولد حارس أسطوري
بداية القصة في سانتا في واحدة من المدن الأرجنتينية وهي التي شهدت ولادة الطفل كارلوس روا في العام 1969 وفق طقوس الكنيسة السبتية واكتسب طيلة حياته مجموعة من الخصائص التي كونت شخصيته من البيئة التي نشأ فيها والطبيعة الساحرة التي عاصرها.
وعندما وصل إلى التاسعة عشر من عمره في العام 1988 وجد نفسه يلعب في صفوف الفريق الأول لواحدة من أعرق الفرق الأرجنتينية آنذاك نادي راسينج وحقق معهم الكثير من النجاحات منقطعة النظير وهي التي استمرت لنحو خمسة مواسم ظل فيها الحصن المنيع الذي يقف في وجه الخصوم.
اصابته بالملاريا
وفي واحدة من المواسم التي شهدت تغير حياة كارلوس روا رأسًا على عقب، قررت إدارة نادي راسينج الأرجنتيني على غير المعتاد الذهاب لإقامة معسكر تدريبي في الأدغال الأفريقية وبالتحديد في الكونغو، حيث كان الفريق وقتها يستعد لإنطلاقة موسم جديد.
وسافر روا رفقة بعثة فريقه لإقامة المعسكر التدريبي، لكنه وجد مرض الملاريا في استقباله حيث أصيب به وجعله يمكث هناك في البلاد في محاولة للتغلب عليه والتعافي من الاصابة به على الرغم من أن الطب لم يكن متقدم وقتها مثل عصرنا الحالي لكنه تغلب عليه بالفعل وتعافى منه ولكن لم تكن تلك الواقعة الأغرب في مسيرة روا.
مسيرة جديدة مع نادي لانوس
عقب نجاحه في التغلب على مرض الملاريا عاد روا إلى الوطن بعقل ناضج وجسم سليم ووصل لإدارة ناديه راسينج عرضًا لا يمكن رفضه من أتلتيكو لانوس وبالفعل تم الموافقة على العرض ولعب ثلاثة مواسم متتالية مع فريقه الجديد وتمكن من وضعه في المركز الثالث من الدوري المحلي.
وعلى مستوى البطولات القارية نجح روا في قيادة فريقه للفوز على لقب كوبا كونيمبول وهو ما جعله ينجز مهمته على اكمل وجه بل وبات الجوهرة التي امتلكها لانوس قادته للتتويج بالبطولات والوقوف على منصات التتويج.
مايوركا يفتح أبواب تألق جديدة للحارس الأرجنتيني
لمع إسم الحارس الأرجنتيني وبدأت مجموعة من الفرق العالمية مراقبته على رأسها مايوركا الاسباني، حيث لم يفوت رئيس النادي الفرصة واقنع اخطبوط التانجو بترك بلاد الفضة نحو إسبانيا ظنًا منه أن ما فعله مع لانوس سيجعل الفريق المنافس في الليجا ضمن مصاف الكبار.
وفي العام 1997 تمكن فريق نادي مايوركا من الصعود بعد احتلال صدارة ترتيب الدرجة الاولى وبدأت عمليات البحث عن تكوين فريق جديد وبالفعل تم التوقيع مع روا ومدربه في لانوس الارجنتيني هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر السابق.
وأنهى نادي مايوركا موسمه الأول في الليجا بالمركز الخامس ووصل لنهائي الكأس، حيث إصطدم بفريق نادي برشلونة، الذي تحصل على الدوري الاسباني في نفس الموسم ولم يسمح لكتيبة كوبر تذوق لذة البطولات المحلية وتوج البلوجرانا بلقب الكأس على حسابهم.
الرحلة الدولية مع التانجو
في أعقاب التألق الذي ظهر عليه الحارس مع فريقه الجديد نادي مايوركا، بات المنتخب الارجنيتين يراقبه عن كثب بل وبات الأكثر جدارة بالانضمام لمنتخب التانجو حيث لعب مونديال 1998 الذي أٌيم في فرنسا وكان خير رهان حيث لم يستقبل أي هدف في دور المجموعات.
وقاد روا منتخب بلاد الفضة للوصول إلى الدور ثمن النهائي لملاقاة المنتخب الانجليزي وتلقى صدمة من البداية مع أن سجل عليه آلا شيرر ومايكل أوين هدفين في ستة دقائق فقط لكن لاعبوا المنتخب الارجنتيني تمكنوا من تحقيق التعادل والوصول لركلات الجزاء الترجيحية.
وهنا جاء دور روا مع التألق مجددًا حيث نجح في التصدي لركلتين كانتا كفيلتين بإقصاء المنتخب الانجليزي والوصول إلى الدور ربع النهائي قبل الخروج على يد المنتخب الهولندي لكنه عاد لفريقه بطلًا متوجًا بعد أن خاض موسمًا ناجحًا إنه اه في المركز الثالث خلف الريال وبرشلونة في الليجا ووصيف بطولة كأس الكؤوس الأوروبية بالخسارة من نادي لاتسيو في النهائي.
الحياة تبتسم لأخطبوط مايوركا
عقب كل النجاحات التي مر بها كارلوس روا لم يكن يتوقع أن يتسلم جائزة زامورا لأفضل حارس في الليجا وهي التي تُقدم لمن تلقى أقل عددًا من الأهداف وباتت المرة الوحيدة في تاريخ مايوركا التي يحقق فيها حارس مرماه تلك الجائزة.
وحصل روا على جائزة أفضل حارس في أوروبا وهي التي سبقه لها انخيلوا بيروزا وأليفر كان وبات واحد من أفضل الحراس في القارة الأوروبية خلال تلك الفترة والحقبة الزمنية على الرغم من الإمكانيات الضعيفة لفريق نادي مايوركا.
فشل انتقال روا لمانشستر يونايتد
في الوقت الذي كان فيه روا يقف ليتسلم الجوائز الفردية التي حققها بفضل مستواه الرائع مع فريق نادي مايوركا كان فريق نادي مانشستر يونايتد يحقق لقب دوري أبطال أوروبا عام 1999 على حساب فريق نادي بايرن ميونخ الألماني.
وكان المانيو بحاجة إلى روا لكن الحارس الارجنتيني لم يكن بحاجة إلى الانتقال للشياطين الحمر واتخذ واحدًا من القرارات الصادمة بالنسبة لجماهير كرة القدم الأوروبية بعد أن ادار ظهره لمستقبله ورفض كافة العروض التي وصلت إليه أبرزها من العملاق الانجليزي مانشستر يونايتد.
قرار اعتزال كارلوس روا بسبب الهلاك ويوم القيامة
قرر روا أن يرحل ويعلن اعتزاله كرة القدم خاصةً أنه كان من رواد نظيرة أن الأليفة الحديثة سوف تدمر البشر والهلاك قادم لا محالة حيث اختفى عن الانظار وترك هاتفه وكافة الرسائل معلقه وقدم واحدة من البيانات التي قال فيها:"سأذهب إلى أسرتي، وأنتظر نهاية العالم، لا بد في هكذا توقيت أن تكون مستعدًا، في عالم مليء بالحروب والخراب، الجوع، الفقر، الفيضانات والبراكين، يمكنني أن أؤكد لكم أن كل من لا يؤمن بوجود الله، وليس لديه اتصال قوي به، سيكون في ورطة كبيرة عما قريب.. حينما ينتهي العالم" قال هذه الكلمات ورحل…
العودة لمايوركا مجددًا
وفي عام 2000 وعقب التأكد من أن موعد يوم القيامة لم يأت بعد قرر روا العودة مجددًا لفريق نادي مايوركا ولكن مع وضع بعض الشروط الصارمة أبرزها ألا يلعب أي مواجهة يوم السبت سوى إن كانت تقام في الليل ولا يستثنى من ذلك الشرط أي مباراة حتى وإن كانت جماهيرية كبرى.
وكلف قرار الاعتزال والعودة مجددًا لواحد من أبرز حراس المرمى عقب نجاحه في الوصول لذروة مسيرته أفقده المركز الأساسي لصالح الحارس الارجنتيني الشاب ليو فرانكو وانتهت ايامه الفريق الذي شهد توهجه.
الانتقال لألباثيتي والاصابة بالسرطان
انتقل لفريق نادي الباثيتي بدوري القسم الثاني وساهم في صعودهم لليجا قبل أن يصاب بسرطان الخصيتين على الرغم من إنه لا يتعاطى الكحول أو يدخن وكان نباتيًا لا يتناول اللحم وهو ما جعل الجميع يُصدم من ذلك الخبر الذي بات الرصاصة الاخيرة في مسيرة الحارس الذي قضى عامًا كاملًا بين الخضوع للعمليات والعلاج الكيميائي.