الرياض - محمد الاطلسي - اعلن الجيش الامريكي خوضه أول معركة مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية، هي "الاولى دفاعا عن اسرائيل منذ بدء الحرب الاخيرة في غزة"، كاشفا عن تفاصيل المعركة واحداثيات موقع اندلاعها، والاسلحة المستخدمة فيها، والنتائج التي اسفرت عنها، اثناء تصديه لهجوم حوثي استهدف الكيان الاسرائيلي شمال البحر الاحمر.
جاء هذا في تصريحات لمسؤولين في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون)، ليل الجمعة، كشفت تفاصيل جديدة وصادمة، عن عملية اعتراض البحرية الامريكية الهجوم الحوثي بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة، شمال البحر الاحمر، قبل وصولها الى الكيان الاسرائيلي.
ونقلت وسائل اعلام عن شبكة فوكس نيوز" الامريكية، قول مسؤول دفاعي امريكي: إن المدمرة الامريكية يو إس إس كارني أسقطت 15 طائرة مسيّرة وأربعة صواريخ كروز أطلقها الحوثيون المدعومون من ايران يوم الخميس عبر البحر الاحمر باتجاه اسرائيل. خلال 9 ساعات".
مضيفا: إن "الصواريخ والطائرات المسيّرة كانت متجهة إلى إسرائيل". وأردف المسؤول الدفاعي الامريكي قائلا: "أسقطت المدمرة يو إس إس كارني صواريخ كروز والطائرات بدون طيار بصواريخ أرض-جو من طراز إم إس-2. وقد استغرقت عملية اعتراض الهجوم 9 ساعات".
وتابع المسؤول الامريكي قائلا: الصواريخ والطائرات المسّيرة كانت متوجهة شمالًا على طول البحر الأحمر، حين اعترضتها سفينة يو إس إس كارني، وهي مدمرة من طراز أرلي بيرك". واستدرك: إن مسارها لم يترك مجالا للشك في أن القذائف كانت متجهة إلى إسرائيل".
وذكرت هيئة الاذاعة والتلفزة البريطانية "بي بي سي"، عن مسؤولين امركيين قولهم: إن "السفينة يو إس إس كارني كانت متجهة جنوبا عبر قناة السويس يوم الأربعاء وكانت في شمال البحر الأحمر يوم الخميس عندما أسقطت الطائرات بدون طيار والصواريخ" التي اطلقها الحوثيون.
كذلك أكدت شبكة "سي إن إن" الاخبارية الأمريكية، هذه المعلومات، ونقلت عن وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون): "كان الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن هم من شن هذا الهجوم، ولم يكن يستهدف المدمرة نفسها. الصواريخ كانت تتجه شمالاً على طول البحر الأحمر، باتجاه إسرائيل".
بدورها، نقلت وكالة أسوشيتد برس الامريكية للانباء عن السكرتير الصحفي وزارة الدفاع الامريكية بات رايدر قوله: إن الصواريخ التي اطلقها الحوثيون من اليمن كانت متجهة شمالا على طول البحر الاحمر وتحلق على ارتفاعات جعلتها تشكل خطرا محتملا على الطيران التجاري بناء على ملف تعريف طيرانها".
وأكدت وكالة (NPR) الامريكية للانباء نقلا عن رايدر إن "الصواريخ والطائرات المسيرة كانت تتجه شمالا وربما نحو أهداف في إسرائيل". وذكرت الوكالة إنه "يعتقد محللو الدفاع والمسؤولون العسكريون أن الحوثيين لديهم صواريخ باليستية متوسطة المدى قادرة على الوصول إلى إسرائيل، على بعد أكثر من 1 ميل".
من جانبه، أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي، افيخاي ادرعي استهداف الهجوم الحوثي للكيان الاسرائيلي، وقال في تدوينة علىمنصة أكس (تويتر سابقا): "قامت القيادة المركزية للجيش الأمريكي وسفن تابعة للأسطول الخامس باعتراض عدد من الصواريخ الجوالة والطائرات المسيرة التي تم إطلاقها من اليمن".
وتابع: "يدل اعتراض التهديد على القدرات الأمريكية في المنطقة". وأردف: "دولة إسرائيل تملك من أفضل قدرات الدفاع الجوي حول العالم. وهي جاهزة للتعامل مع مثل هذه التهديدات أيضًا. لدى جيش الدفاع والقيادة المركزية لجيش الولايات المتحدة قدرات التنسيق، وبلورة الصورة والتعاون على مستوى عملياتي عالٍ للغاية".
في المقابل، بدأت قوات الجيش الوطني بمساندة من التحالف العربي والولايات المتحدة الامريكية، الرد على الهجوم الحوثي الذي اعترضت البحرية الامريكية صواريخه الباليستية المجنحة وطائراته المسيرة المفخخة، المنطلقة عبر مياه البحر الاحمر، شمالا باتجاه الكيان الاسرائيلي.
وتتزامن هذه التحركات، مع مع كشف سياسي عربي بارز، عن وصول ما سماه "كتائب يمنية" إلى جنوب لبنان استعدادا لخوض الحرب مع جيش الاحتلال الاسرائيلي، والمعركة البرية التي يعتزم اطلاقها لاجتياح قطاع غزة المحاصر لليوم الرابع عشر على التوالي.
وذكرت القناة الامريكية نقلا عن أحد المسؤولين إن "الصواريخ أطلقها مقاتلو الحوثي المدعومون من إيران، وتم اعتراض اثنين إلى ثلاثة صواريخ، بحسب المسؤول الثاني". مؤكدة ما بثته وكالة "رويترز" البريطانية للأنباء بهذا الشأن.
يأتي هذا بعدما كان زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، أعلن في خطاب متلفز بثته قناة "المسيرة" الثلاثاء قبل الماضي، عن مشاركة جماعته في معركة "طوفان الاقصى" واسناد المقاومة الفلسطينية بالمال و"كل الممكن فعله، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة".
وتعلل الحوثي بافتقاد طريق لايصال مقاتلين لفلسطين، وقال: "لكن مهما كانت العوائق، لن نتردد بفعل الممكن،.. إذا تدخَّل الأمريكي بشكل عسكري مباشر، نحن مستعدون للمشاركة، حتى على مستوى القصف الصاروخي، والمسيَّرات، والخيارات العسكرية، وعلى تنسيقٍ تام في هذا مع إخوتنا في محور الجهاد والمقاومة".
جاءت هذه التصريحات من جماعة الحوثي ردا على مطالبات سياسيين يمنيين في صفوف الشرعية، بينهم الشيخ حميد الاحمر، لها بإسناد المقاومة الفلسطينية بموجهة العدوان الصهيوني الغاشم، وتقديم دعم يتجاوز التظاهرات التضامنية والتبرعات المالية، الى اسناد عسكري مباشر.
وقررت قيادة وزارة الدفاع وهيئة الاركان الامريكيتين، في اطار التفاهمات المبرمة بين رئيس هيئة الاركان صغير بن عزيز، بشأن دعم الجيش الوطني؛ نشر طائرتي إيواكس ومنصات صواريخ باتريوت، لتعزيز منظومة الدفاع الجوي في اليمن وتأمين الملاحة الدولية على ضوء تطورات غزة والتهديدات الحوثية بالقصف الصاروخي.
جاءت هذه الاتفاقات بالتزامن مع اعلان متحدث القيادة المركزية الأميركية إن "قوات بلاده المتمركزة في جميع أنحاء المنطقة تراقب الفصائل المتحالفة مع إيران و"التي من المحتمل أن تفتح جبهات جديدة هناك" بعد عملية "طوفان الأقصى" التي اطلقتها المقاومة الفلسطينية، فجر السبت 7 أكتوبر الجاري
وكانت قيادة ايران و"حزب الله" في لبنان أكدتا في وقت سابق، أنهما ستتدخلان عسكريا حال التدخل العسكري الامريكي وفي حال لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وبالمثل زعيم جماعة الحوثي، أعلن رسميا، "المشاركة بكل الممكن حتى الصواريخ والطائرات المسيرة" في الحرب.
وتتواصل سياسيا التنديدات للحرب في فلسطين، واتفقت بيانات معظم الدول العربية المعلنة في "الدعوة إلى الوقف الفوري للتصعيد، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس". بينما انضمت الامارات رسميا إلى أميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا ودول أوروبا في ادانة المقاومة الفلسطينية وأسر رهائن اسرائيليين.
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية تجاوز "أكثر من 4137 قتيلا وأكثر من 13 ألف جريح". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم 291 ضابطا وجنديا، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق كتائب القسام، ابو عبيدة.