أخبار مصرية

السفير التركى: مصر العمود الفقرى للاستقرار الإقليمى وملتزمون بالتعاون معها

حمدي عبدالله - القاهرة في الخميس 26 ديسمبر 2024 12:32 صباحاً - قال السفير التركى فى مصر، صالح موطلو شن، إن مصر تشكل العمود الفقرى للاستقرار الإقليمى، وستواصل تركيا ومصر تطوير التعاون من أجل السلام والاستقرار والتنمية ‏في المنطقة والعالم‎.

وأضاف فى تصريحات للصحفيين المصريين أنه تم إحراز تقدم تاريخي في العلاقات التركية المصرية خلال آخر 2024 عامًا، ‏موضحا أن الرئيس رجب طيب أردوغان قام بزيارة تاريخية إلى القاهرة فى 14 فبراير، كما قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة ‏تاريخية إلى أنقرة في 4 سبتمبر، وأخيرا، في 19 ديسمبر، قام الرئيس رجب طيب أردوغان بزيارة تاريخية إلى القاهرة، و زار ‏العاصمة الإدارية الجديدة في وقت حرج بمناسبة انعقاد قمة مجموعة الثمانى.‏

وقال ان رؤساء الدول والحكومات ووفودهم الذين حضروا مجموعة الثماني اثنوا واحتفوا بالقصر الرئاسي بالعاصمة الإدارية ‏الجديدة‎.

وأوضح السفير صالح موطلو شن أنه خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان يوم 14 فبراير، تم إنشاء مجلس التعاون ‏الاستراتيجي بين تركيا ومصر، وعقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاجتماع الأول لهذا المجلس فى 4 سبتمبر بمشاركة العديد من الوزراء. ‏

وذكر السفير صالح موطلو شن أنه تم التوقيع على 17 اتفاقية في اجتماع المجلس في أنقرة، وقال إن معظم هذه الاتفاقيات كانت ‏حول العلاقات التجارية والاقتصادية والأنشطة التنموية المشتركة. و صرح السفير صالح موطلو شن أن الرئيس رجب طيب ‏أردوغان زار دولة واحدة فقط مرتين في عام 2024، وهي مصر. وقال إن هذا الموقف وحده يكشف الأهمية الكبيرة التي توليها ‏تركيا لمصر. ‏‎

وأضاف أن مشاركة الرئيس أردوغان في قمة مجموعة الثماني ترجع أيضًا بشكل مباشر إلى حواره الوثيق مع الرئيس السيسى، ‏و مرتبط بالأهمية التى يوليها له واهتمامه بمصر، واعتبر أنها هى خطوة مهمة ترتبط ‏بتطوير العلاقات الثنائية.‏

وذكر أن كون هذه الزيارة جاءت بعد الأزمة السورية أتاحت الفرصة لتبادل وجهات النظر بشكل متعمق بين البلدين حول ‏القضايا الإقليمية. وعقدت خلال القمة لقاءات بين الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس السيسى، وبين وزير الخارجية هاكان ‏فيدان ووزير الخارجية د. بدر عبد العاطي.

وقال إنه جرت لقاءات ثنائية واستمرت اللقاءات كلا على حدا لما يقرب ‏من ساعة، مما يدل على مدى الأهمية التي تحظى بها التشاور والتنسيق المتعمق بشأن القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية بين ‏البلدين.‏

وأشار إلى أن تركيا تهتم بوجهات نظر مصر ومواقفها بشأن القضايا الإقليمية، وأنها تتشاور مع مصر في كل قضية إقليمية، ‏وتولي أهمية لأخذ موقف مصر فى الاعتبار.‏

وأشار السفير صالح موطلو شن إلى أن مصر من أهم المراكز الدبلوماسية في العالم، لافتا انه إنه قد يكون من الصعب ‏أحيانًا على الدبلوماسيين متابعة الاجتماعات والزيارات والمفاوضات والتطورات السياسية والدبلوماسية في القاهرة بسبب هذه ‏السرعة والكثافة. ‏

وفي هذا السياق، قال إنه خلال قمة مجموعة الثماني، أتيحت الفرصة للعديد من الدول لتبادل وجهات النظر بشأن سوريا في ‏مصر، مستفيدة من هذه الفرص المتنوعة. ‏‎

قال إن تركيا تدعم بشكل كامل أمن واستقرار وتنمية مصر تحت قيادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فتركيا ومصر تحت قيادة الرئيس ‏السيسي والرئيس رجب طيب أردوغان، تتلاحمان وسوف يسيرا إلى المستقبل سويا.‏

وذكر السفير صالح موطلو شن أن الحرب في غزة مستمرة للأسف في عام 2024، وذكر أن تركيا، بالتعاون مع السلطات ‏المصرية، واصلت إرسال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع حتى شهر مايو، أي حتى الهجوم الإسرائيلي على معبر رفح ‏الحدودي. لكن إسرائيل أغلقت المعبر، وقال إن هذه المساعدات توقفت إلى حد كبير نتيجة احتلال وتدمير المعبر على يد القوات ‏المسلحة الإسرائيلية.‏

وقال السفير صالح موطلو شن إنه لا يوجد بديل لمسار مصر فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والتعافي وإعادة الإعمار، لذا على ‏إسرائيل تسليم المعبر للفلسطينيين و الانسحاب من معبر رفح الحدودي، والانسحاب من ممر فيلادلفيا، وبدء المساعدات ‏الإنسانية والمعابر البشرية تحت السيطرة الفلسطينية على حدود معبر رفح في أقرب وقت ممكن.‏

وأكد أن تركيا تدعم موقف مصر بشكل كامل بشأن كل من معبر رفح الحدودى وممر فيلادلفيا، من ناحية أخرى، أشار السفير ‏صالح موطلو شن إلى أن مصر في الطليعة و تبذل بكل صدق جهود وقف إطلاق النار بالتعاون مع قطر في عام 2024، وقال إن ‏الإدارة الإسرائيلية، وخاصة رئيس الوزراء نتنياهو، تضع شروط جديدة عندما تتقدم المفاواضات وذلك سعيا منها لمواصلة ‏الحرب، وبسبب هذا لم تحرز أى نتيجة في المفاوضات. ومع هذا فمصر وقطر تواصلان جهودهما بكل عزم.‏

وقال إن تركيا قدمت المقترحات والتوصيات اللازمة لجميع الأطراف فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وتأمل أن يتم التوصل إلى ‏وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن.‏

وقال إنه يتعين على إسرائيل الانسحاب بشكل كامل من غزة، وليس فقط من معبر رفح الحدودي وممر فيلادلفيا، ولكن يجب ‏أيضًا على المجتمع الدولي جمع المساعدات الإنسانية على الفور والبدء في أنشطة التعافي و إعادة والبناء. ‏‎

وذكر أنهم يدركون جيدا أن نية إسرائيل الحقيقية هي جعل غزة "غير صالحة للحياة" وإجبار الفلسطينيين على الهجرة الطوعية. ‏وأشار إلى أن هذا أمر معروف لدى السلطات المصرية. وذكر أنه لا ينبغي لتركيا ومصر والمجتمع الدولي السماح للفلسطينيين ‏بالهجرة الجماعية من خلال جعل غزة "غير صالحة للحياة " وعدم السماح بإعادة إعمار غزة. ‏‎

وقال السفير صالح موطلو شن أن تركيا شاركت في مؤتمر المساعدات الإنسانية لغزة الذي نظمته مصر في شهر نوفمبر بوفد ‏كبير وأن هذه المبادرة المصرية جاءت في الوقت المناسب للغاية. ‏‎‏ و ذكر أنه من أجل نجاح الاستعدادات لهذه المساعدات ‏الإنسانية والإنعاش وأعمال البناء الجديدة، من الضروري الضغط على إسرائيل وجميع الأطراف لضمان وقف إطلاق النار غير ‏المشروط في أقرب وقت ممكن.‏


وقال السفير صالح موطلو شن، إن تركيا ترسل المساعدات الإنسانية بشكل أساسي إلى غزة وسوريا ثم الصومال والسودان. ‏وذكر أنه تم إرسال كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية للسودان في الفترة الماضية إلى بورتسودان، وذكر أن منظمات الإغاثة ‏الإنسانية التركية ومنظمات المساعدة الفنية بدأت بالفعل أنشطتها في سوريا. وأكد أن تركيا استضافت ما يقرب من 4 ملايين ‏سوري لمدة 10 سنوات وأن مساعداتها لسوريا والسوريين جعلت تركيا واحدة من الدول الرائدة في العالم في مجال المساعدات ‏الإنسانية. وعندما يعود اللاجئون السوريون بشكل طوعي ومشرف إلى بلادهم، لن تتركهم تركيا وحدهم. وأشار إلى أن مليون ‏سوري يعيشون فى مصر. ‏

‏‎وفي هذا السياق، أفاد السفير صالح موطلو شن أنه ينبغى على تركيا وجميع الدول العربية، بما فيها مصر والأردن والعراق ‏والسعودية والإمارات وقطر، مساعدة الإدارة الانتقالية المقامة في سوريا، وتحسسن الظروف المعيشية لإخواننا السوريين الذين ‏سيعودون الى بلادهم من تركيا، الأردن ولبنان ومصر والعراق. ‏

وتابع السفير صالح موطلو شن انه على كافة دول المنطقة ان يتخذ نهجا بناء في الفترة الانتقالية ونحو تشكيل حكومة شاملة ‏تضم جميع شرائح البلاد، بما في ذلك العرب والعلويين والأكراد والتركمان واليزيديين والدروز والمسيحيين، دون النظر الى ‏اللغة والدين والعرق والانتماء العرقي والهوية و ضرورة التعامل مع إدارة المرحلة الانتقالية. ‏‎

ونوه السفير صالح موطلو شن إلى أن الشعب السوري عانى بما فيه الكفاية، لدرجة أنه أصبح فقيرا وتشرد من دياره واضطر ‏للهجرة إلى الخارج، وأنه من الآن فصاعدا لن تتحمل سوريا أى صراع وعدم استقرار جديد، وبالتالي الجميع وينبغي أن ينتهزوا ‏فرصة هذا العصر الجديد.‏

وصرح السفير صالح موطلو شن أيضًا أنه لا ينبغي لأى منظمة إرهابية، بما في ذلك داعش ومنظمة‎‏ ‏‎ YPG , PKK، ان تجد ‏لنفسها ملجأ في الأراضي السورية، ولا ينبغي لها أن تخلق الإرهاب ضد أي بلد في المنطقة وجيران سوريا، ولا ينبغي بأي ‏حال من الأحوال أن تسبب عدم الاستقرار فى أى دولة اخرى. ‏‎

وفى هذا السياق، أكد أيضاً أن وحدة سوريا وسلامة أراضيها وطابعها كدولة عربية تشكل خطوطاً حمراء بالنسبة لتركيا.‏

وأشار إلى أن ثلاثة ثلثي الأراضي السورية تحتلها عناصر منظمة ‏PKK ‎‏ و‏YPG ‎‏ الانفصالية التى بيد الإرهابيين الأجانب.‏

و أدلى السفير صالح موطلو شن بتصريحات بخصوص عام 2025، وذكر أن عام 2025 سيُعتبر الذكرى المئوية لتأسيس ‏العلاقات الدبلوماسية بين تركيا الحديثة ومصر الحديثة. وذكر أنهم، كسفارة، يخططون للقيام بأنشطة دينية وأكاديمية للعديد من ‏الثقافات في الذكرى المئوية. وفي ختام حديثه، أكد السفير صالح موطلو شن، أن تركيا ومصر، البلدين الشقيقين، ستواصلان ‏العمل جنبًا إلى جنب ويدًا بيد على طريق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية في الفترة المقبلة.‏

Advertisements

قد تقرأ أيضا