وقال الأمين العام: "إن ميلاد المؤتمر الشعبي العام كتنظيم يمني جاء في الـ24 من أغسطس 1982م ليكسر الصراع القائم في تلك المرحلة ويؤسس لمرحلة عمل سياسية قائمة على مفاهيم الحوار وتجسيد مبادئ الشراكة والمشاركة في السلطة وصناعة القرار".

وأضاف: إن المؤتمر ظل منذ تأسيسه وحتى قيام الوحدة يضم كل المكونات الشعبية والسياسية في الساحة اليمنية، وهناك الكثير لم يكونوا يؤمنون بالفكر الذي قام عليه المؤتمر، ووجدوا في الانضمام إليه فرصة للحصول على مصالح ومكاسب، وعندما رأوا مصالحهم في مكان آخر تركوا المؤتمر.

ولفت إلى أن هذا التساقط كان بمثابة تنقية واختبار لمعرفة من حقاً يؤمن بالمؤتمر ومبادئه وميثاقه والانحياز معه في صف الوطن.

واستطرد أمين عام المؤتمر: إن الظروف التي تمر بها البلاد في المرحلة الراهنة تستوجب تغليب المصلحة الوطنية ومنطق التلاقي والحوار بعيداً عن الاستقواء بالخارج، خاصةً وقد ثبت خلال سنوات العدوان أن الخارج لا يريد لليمن وأبنائه الخير، وأن مشاريعه أصبحت واضحة، وأن هدفه تقسيم اليمن وتحقيق مصالحه عبر تغذية الصراعات والحروب والاقتتال بين اليمنيين.

وتابع قائلاً: إن اربعة عقود كانت كافية لتمكين المؤتمر من قراءة مسيرته بعد أن جرَّب السلطة والشراكة وأن يكون خارج السلطة بالمعنى الذي كان عليه في الماضي، وهذا حرر مواقفه من حسابات السياسة السلبية وأصبح اليوم أكثر قُرباً لما يعيشه الوطن وأبناؤه، وهذا يفرض على المؤتمر تقييم نفسه برؤية نقدية تستند إلى مبادئه التي جسَّدها الميثاق الوطني..

وجدَّد غازي أحمد علي - في تصريح لـ"الميثاق" تنشره في عددها القادم- التأكيد على مواقف المؤتمر المنحازة إلى صفوف الشعب اليمني في مقاومة العدوان الغاشم المستمر على الوطن وذلك انطلاقاً من قِيَم ومبادئ المؤتمر وارتباطه بالتربة اليمنية.

وقال: سنظل حريصين كل الحرص على وحدة وتماسك الجبهة الداخلية بين القوى المواجِهة للعدوان وفي المقدمة أنصار الله، باعتبار ذلك بوابة الصمود والنصر على العدوان وتحالفه.

واختتم الأمين العام تصريحه ـ الذي هنَّأ من خلاله قيادة المؤتمر وكوادره وأعضاءه برئاسة المناضل صادق بن أمين أبوراس بمناسبة ذكرى التأسيس ـ قائلاً: إنْ شاء الله تكون المرحلة القادمة أكثر تماسكاً واصطفافاً حول قيادة المؤتمر والمِضِي معها قُدُماً باتجاه تعميق الوحدة الوطنية على أساس الشراكة، باعتبار اليمن لكل أبنائه.