بسام محمد - أبوظبي في الخميس 23 يناير 2025 10:54 صباحاً - متابعة- بتول ضوا

في عالمنا الرقمي المتسارع، أصبح الهاتف المحمول جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ومع هذا التطور، ظهرت بعض الظواهر الغريبة، مثل متلازمة الاهتزاز الوهمي، وهي حالة يشعر فيها الشخص باهتزاز هاتفه في جيبه أو حقيبته، بينما هو في الواقع لا يهتز. هذه الظاهرة، التي تصيب ما يقرب من 89% من مستخدمي الهواتف المحمولة، تثير تساؤلات حول تأثير التكنولوجيا على أدمغتنا وإدراكنا.

متلازمة الاهتزاز الوهمي، أو ما يُعرف أيضًا بـ “الاهتزاز الشبحي”، هي حالة نفسية تجعل الشخص يعتقد خطأً أن هاتفه يهتز أو يصدر رنينًا، بينما لا يوجد أي إشعار أو مكالمة واردة. هذا الإحساس الوهمي قد يكون قويًا لدرجة تجعل الشخص يتحقق من هاتفه باستمرار، مما يسبب له الإزعاج والقلق.

هناك عدة تفسيرات محتملة لأسباب هذه الظاهرة، معظمها يتعلق بكيفية معالجة أدمغتنا للمعلومات الحسية:

• تفسير الدماغ الخاطئ للإشارات الحسية: قد يكون الدماغ يفسر بعض الإشارات الحسية الخفيفة، مثل احتكاك الملابس بالجسم أو حركة بسيطة، على أنها اهتزازات الهاتف.
• توقع الاهتزاز المستمر: نظرًا لاعتيادنا على تلقي الإشعارات والتنبيهات بشكل متكرر، يصبح الدماغ مهيأً لتوقع هذه الاهتزازات، حتى في غيابها.
• الحساسية المفرطة للنغمات السمعية: يتمتع البشر بحساسية خاصة للنغمات التي تقع بين 1000 و 6000 هرتز، وهي النطاق الذي تقع فيه معظم نغمات رنين الهاتف. هذه الحساسية قد تساهم في ظهور الإحساس الوهمي بالاهتزاز.
• الإفراط في استخدام الهاتف المحمول: تشير الأبحاث إلى أن الإفراط في استخدام الهاتف المحمول قد يزيد من احتمالية الإصابة بهذه المتلازمة.

على الرغم من أن متلازمة الاهتزاز الوهمي لا تُعتبر حالة طبية خطيرة، إلا أنها قد تؤثر سلبًا على جودة حياة الشخص، حيث قد تسبب له:

• الإزعاج والقلق: الشعور المستمر باهتزاز الهاتف قد يسبب الإزعاج والقلق والتوتر.
• تشتت الانتباه: قد يؤدي التحقق المستمر من الهاتف إلى تشتت الانتباه وعدم التركيز في المهام اليومية.
• التأثير على النوم: قد يعاني بعض الأشخاص من صعوبة النوم بسبب توقعهم المستمر لاهتزاز الهاتف.

إذا كنت تعاني من هذه المتلازمة، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك:

• الحد من استخدام الهاتف المحمول: حاول تقليل الوقت الذي تقضيه في استخدام هاتفك، وخصص أوقاتًا محددة للتحقق من الإشعارات.
• ممارسة تقنيات الاسترخاء: مارس تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا للتخفيف من التوتر والقلق.
• الوعي بالظاهرة: بمجرد أن تدرك أن هذا الإحساس وهمي، قد يصبح من الأسهل تجاهله.