اليوم .. منتخبنا الوطني الأول فـي تحد صعب أمام كوريا الجنوبية بتصفيات المونديال

 تقليل الأخطاء واستغلال الفرص والمراقبة اللصيقة والتركيز الذهني أبرز أسلحة الانتصار

متابعة ـ صالح البارحي:

 من العاصمة الكورية الجنوبية (سيئول) .. وعلى استاد جويانج تحديدًا.. وأمام حشود جماهيرية متوقعة تقف خلف الشمشون.. وبدءًا من الساعة الثالثة مساء اليوم بتوقيت مسقط.. تنطلق مواجهة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مع نظيره المنتخب الكوري ضمن منافسات الجولة السابعة من المرحلة الثالثة للتصفيات النهائية المؤهله لمونديال 2026م.. هذه المباراة لها الكثير من الاعتبارات للطرفين.. وكثير من الحسابات كذلك.. حيث يأمل منتخبنا برجاله أن يسجل نتيجة إيجابية تدفعه للأمام بحثًا عن التمسك بفرصة التأهل للمونديال خصوصًا وأنه سيلاقي الكويت والأردن وفلسطين فيما تبقى من مواجهات بالمجموعة.. ما يعني أن مباراة اليوم تُعَدُّ اختبارًا قويًّا يأمل من خلاله أن تسعفه الظروف ويعود بنقطة واحدة على الأقل تسانده في مشواره بحثًا عن حلم طال انتظاره.. نعم ندرك أن التأهل المباشر بات صعبًا، إلا أن التمسك بفرصة التواجد بمباريات الملحق لا يجب أن نفرط بها بأي حال من الأحوال.. فيما المضيف العنيد يأمل في أن ينهي الحسابات مبكرًا، ويضع نفسه في المونديال قبل الختام بثلاث جولات خصوصًا إن سارت الأمور في صالحه بنتائج المباريات الأخرى.. 

جهد عال

بلا شك بأن مباراة اليوم تحتاج إلى الكثير من الجهد العالي والتركيز والانضباط، واستغلال الفرص بل أنصافها، هذا إن أردنا أن نعود بنتيجة جيدة وحصد حتى ولو نقطة واحدة على الأقل في المشوار المهم للغاية، وعندما أتحدث عن هذه العوامل فإنني أدرك تمامًا بأن المنتخب الذي يواجهنا ليس بالفريق الهيِّن، ولديه الكثير من الحلول التي تجعله في فورمة عالية، ولديه هدف واضح بعيدًا عن أي تأويل أو مجافاة الواقع.

وعندما أتحدث عن ذلك ـ أيضًا ـ فإن لدي الدلائل التي أسهمت في خسارة نقاطنا الثلاث أمام كوريا في مسقط، فمجرد إغفال ما تحدثت عنه سابقًا في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة كلفنا الخسارة بثلاثة أهداف مقابل هدف، بعد أن كانت النتيجة تعادل المنتخبين 1/‏‏1 حتى دقائق متأخرة من عمر المباراة، حيث حصل الأحمر على فرصة العمر بانفراد تام للغساني وعصام الصبحي لكنه فضل الإبطاء في تمرير الكرة رغم وجود مدافع واحد فقط بين الاثنين، فضاعت الفرصة الذهبية التي كانت ستضع المنتخب الكوري تحت الضغط بعد أن يكون متأخرًا 1/‏‏2 ومن الممكن أن يحظى منتخبنا بفرص أخرى تنهي المباراة، هذه الفرصة أحبطت الفريق فغاب التركيز وغاب الانضباط، جاء بعدها مباشرة إصابة محمد المسلمي وأحمد الخميسي ليخرج الاثنان في توقيت صعب، ليتلقى المنتخب هدفين قاتلين وسهلين للغاية لتذهب النقاط كاملة للمنتخب الكوري في مشهد كان الأقرب لنا لولا الرعونة والتعامل السلبي مع الوقت الحاسم لتلك المواجهة في نهاية المطاف.

الابتعاد عن الأخطاء

الذي يمر على مباريات منتخبنا في التصفيات، فإنه يجد أن خسائرنا فيها لم تكن بسبب سوى المستوى باستثناء مباراة الأردن في عمَّان التي خسرها الأحمر برباعية نظيفة، أما بقية المباريات فكانت بسبب أخطاء سهلة للغاية كان من السهل جدًّا السيطرة عليها لو تمتع لاعبونا بالانضباط والتركيز الذهني طيلة المباراة، فالهدف الذي سجله أيمن حسين في البصرة كان بخطأ دفاعي بحت، والأهداف الثلاثة لكوريا الجنوبية في مسقط كلها بأخطاء دفاعية بحتة وخصوصًا عمق الدفاع وبتسديدات من خارج منطقة الجزاء، وحتى الخسارة أمام العراق في مسقط كانت بسبب أخطاء دفاعية واضحة المعالم، فيما يقدم الفريق على المستوى العام مستوى جيدًا يعيبه فقط ضياع الفرص أمام المرمى في تلك المناسبات. اليوم، الأحمر يدخل اللقاء في ظل غياب اثنين من أعمدته الرئيسية وهما محمد المسلمي للاعتزال وحارب السعدي للإيقاف، وهما اللذان يشكلان عنصري الخبرة بالفريق ولديهما صفة القيادة، ناهيك عن أنهما يلعبان في الجانب الدفاعي وهو ما نحتاج إليه اليوم لمواجهة طموحات كوريا الجنوبية بلاعبيه المحترفين وجماهيره الحاشدة، إلا أن ذلك لا يجب أن يكون سببًا في ضياع الهُوِيَّة التي ظهر عليها الأحمر مؤخرًا في خليجي 26 بالكويت، وعلى رشيد جابر أن يدرك بأن هناك ثغرات ستظهر في الخط الخلفي للمنتخب، وبات عليه عدم المجازفة بالتوجه نحو الخط الأمامي بكثافة بل عليه التوازن واللعب بحذر، وأن يكون حاضرًا مع أي تطور في المباراة، وعليه التأكيد على مراقبة أبرز مفاتيح لعب المنتخب الكوري إن أردنا تحقيق مبتغانا مع صافرة النهاية والعودة بنتيجة أفضل للقادم.

المغادرة إلى الكويت

تغادر في تمام الساعة الثانية ظهر غد بعثة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم عبر مطار سيئول الدولي متجهة إلى الكويت، وذلك استعدادًا لملاقاة المنتخب الكويتي مساء الثلاثاء على ساحة استاد جابر الدولي في الجولة الثامنة من تصفيات مونديال 2026.

صافرة إيرانية

أوكلت مهمة إدارة مباراة اليوم إلى طاقم تحكيم مكوَّن من الإيراني علي رضا فغاني يساعده الأسترالي أنطون شيتينين وأشلي بيتشام والحكم الرابع الياباني كوكي ناجامين، وسيشرف على تقنية الفيديو (فار) الحكمة الأسترالية المخضرمة كاثرين مارجريت جاسويكز ويساعدها مواطنها جوناثان باريرو، ويراقب المباراة الصيني يونجي شين ومواطنه تايجون ليو مراقب الحكام والفلبيني مارك أبل دي كاسترو المسؤول عن تقنية حكم الفيديو.

حارب السعدي: البركة فـي الشباب ونأمل فـي نتيجة إيجابية

قال حارب السعدي مايسترو وسط الميدان الغائب عن لقاء اليوم بسبب الإنذارات: الحمد لله سارت الأمور على ما يرام خلال فترة الإعداد لمباراة اليوم ومواجهة الكويت، ودية السودان جاءت جيدة في كل الأحوال ومنحت الجهاز الفني فرصة لمعرفة أدق التفاصيل، علينا أن نقدم كل ما لدينا في المباراة المهمة، لأن النقطة ستخدمنا كثيرًا في قادم الوقت، أنا متأسف لغيابي عن المباراة بسبب تراكم البطاقات، ولكن البركة في الشباب فالكل على قلب رجل واحد، وسيبذلون كل جهدهم إن شاء الله تعالى، دعواتي لرفيق دربي محمد المسلمي في رحلته القادمة رغم أن اعتزاله وقع خبره علينا محزنًا.

منتخبنا  بالأبيض

سيظهر منتخبنا في لقاء اليوم باللون الأبيض الكامل باستثناء حراس المرمى الذين سيظهرون باللون الأسود الكامل، فيما سيلعب المنتخب الكوري الجنوبي باللون الأحمر وحراس المرمى باللون الأخضر.