حمدي عبدالله - القاهرة في الخميس 19 ديسمبر 2024 04:33 مساءً - أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الخميس رفض مصر لأي سيناريوهات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية سواء من خلال التهجير أو من خلال فصل غزة عن الضفة والقدس، وأيضا التزامها الكامل بدعم الأشقاء اللبنانيين من أجل استكمال الاستحقاقات الدستورية عبر انتخاب رئيس للجمهورية في إطار السيادة الوطنية اللبنانية والتوافق الداخلي .. مشددًا على أهمية التنفيذ الكامل وغير الانتقائي لقرار مجلس الأمن رقم 1701 وتمكين الجيش اللبناني من بسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة الثانية للقمة الحادية عشرة للدول الثماني النامية التي خصصت لمناقشة الكارثة الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة ولبنان، والتي تناولت الأوضاع في فلسطين ولبنان والجهود المصرية لاستعادة الاستقرار في المنطقة.
وقال السيسي: إن مصر لن تألو جهدا في دعم شعوب أمتها العربية والإسلامية لحفظ سيادتها وسلامة أراضيها وستواصل جهودها الحثيثة لخفض التصعيد في المنطقة واستعادة الأمن والاستقرار والسلام من أجل المضي قدما على طريق التنمية والتقدم وبناء مستقبل أفضل للشعوب العربية.
وأضاف: "إننا نجتمع اليوم في ظروف بالغة الدقة تشهد فيها منطقة الشرق الأوسط تهديدات جساما حيث أضحت الأحداث الجارية في المنطقة خير شاهد على ما يعيشه العالم من ازدواجية في المعايير وإفراغ للمبادئ والقيم الإنسانية من معانيها وتهميش لقواعد القانون الدولي".
وتابع: إن ما حدث منذ أكتوبر 2023 تعدى كل الحدود والقواعد الدولية والإنسانية فقد تخطت أعداد الوفيات من الفلسطينيين 45 ألف شهيد غالبيتهم من السيدات والأطفال وأصيب أكثر من 107 آلاف معظمهم من السيدات والأطفال فيما بلغت أعداد النازحين 1.9 مليون شخص وامتدت الانتهاكات الإسرائيلية لتشمل موظفين دولييـن لقــوا حتفهـــم أثنـــاء تأديـــة عملهـــم كما تم تدمير أكثر من 70% من البنية التحتية فى غزة.
ونبه الرئيس إلى أن معدلات الفقر والبطالة والجوع سجلت أرقاما كارثية تتراوح ما بين 80% إلى 100% مع التوقع بأن يعاني أكثر من 90% من سكان القطاع من نقص غذائي حاد..لافتا إلى أن الانتهاكات امتدت لتشمل سكان الضفة الغربية والقدس الشرقية الذين يعانون من توسع الأنشطة الاستيطانية وعنف المستوطنين والاقتحامات العسكرية لمدن الضفة.
وجدد السيسي التأكيد على محورية دور وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني .. مشددا على أن حق العودة للشعب الفلسطيني لن يسقط بالتقادم.
وشدد الرئيس على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة ورفع العوائق الإسرائيلية أمام النفاذ الإنساني بما يمهد لترتيبات ما بعد الحرب..قائلا : إن النجاح لن يكتب لأي تصور لليوم التالي في قطاع غزة إذا لم يتم تأسيس هذا التصور، على تدشين الدولة الفلسطينية متصلة الأراضي على خطوط الرابع من يونيو لعـام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار السيسي إلى أن نيران الحرب الإسرائيلية امتدت إلى لبنان الشقيقة ، حيث أسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد ما يزيد على 4000 شخص من بينهم نساء وأطفال وما يتجاوز 16 ألف جريح ونزوح ما يقرب من 1.2 مليون شخص وقد حرصت مصر منذ وقوع العدوان على تقديم كل سبل الدعم الممكن للشعب اللبنانى الشقيق حيث أقامت مصر جسرا جويا مباشرا بين القاهرة وبيروت نجحت خلاله في إيصال 92 طنا من المستلزمات الطبية والإغاثية.
وقال : إن مصر رحبت بالإعلان عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ وتشدد على أهمية تضافر الجهود الدولية لحشد التمويل اللازم لإعادة الإعمار فى لبنان لاسيما وأن التقديرات الدولية تشير إلى حاجة لبنان إلى نحو 5 مليارات دولار، لإعادة الإعمار علي الاقل".
وأضاف الرئيس: "إذ تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكثر من عام وامتدت إلى لبنان الشقيق كما تشهد سوريا الشقيقة، انتهاكا صارخا لسيادتها على خلفية استيلاء إسرائيل على المزيد من الأراضي السورية مؤخرا وشن اعتداءات على الأراضي السورية وإعلانها من طرف واحد، عن إلغاء اتفاق فض الاشتباك لعام 1974".
وأعرب السيسي عن إدانة مصر وبأشد العبارات تلك الممارسات وتؤكد دعمها التام لوحدة واستقرار سوريا، وسيادتها وسلامة أراضيها كما تؤكد دعمها لكل جهد يسهم فى إنجاح العملية السياسية الشاملة في سوريا بمشاركة الشعب السوري بكل مكوناته وشرائحه ودون إملاءات أو تدخلات خارجية.