«يا سادة الاعلام انتبهوا !!!».. كان هذا عنوان التحذير الذي أطلقه المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، من إطلاق باقة إسرائيلية مكونة من 24 قناة باللغة العربية قريباً.

التحذير الذي أطلقه «الشيخ» قبل 24 ساعة تضمن 4 نقاط رئيسية، أولها من «إطلاق باقة اسرائيلية من ٢٤ قناة باللغة العربية قريباً، رياضة/سينما/دراما/أطفال/أخبار، ومحاولات لإطلاقها عبر أقمار عربية».

ثاني نقطة كانت إشارة إلى «تحركات مريبة غير مصرية لشراء أرشيف الدراما المصرية من القطاع الخاص»، والثالثة «عروض مغرية لمنتجين مصريين متوقفين عن الانتاج لتنفيذ دراما مصرية تنتج حصريا للعرض على قنوات غير مصرية»، واختتمها بـجزئية رابعة تحدثت عن «شبكات إقليمية تعتمد موازنات ضخمة أفلام ومسلسلات عربية».

«المصري اليوم» حاولت التواصل مع «الشيخ» لاستيضاح تفاصيل الأمر إلا أنه لم يُجِب، لكن مفاجأة أخرى فجرها لـ«المصري اليوم» المنتج محمد فوزي، حيث قال: «فوجئت بتواصل بعض السماسرة معي منذ أيام لمعرفة تفاصيل شراء مسلسلات وأعمال قمت بإنتاجها، وعلمت بأنهم تواصلوا مع عدد كبير من المنتجين، وهناك من اندفع خلف العروض المالية بالفعل، ولا أحد يعرف حقيقة ما يدور».

وتابع: «طلبوا مني نسب وأرقام وإحصائيات لكنني رفضت تماماً وطلبت منهم معرفة مصدر التمويل وتحديد الحقوق وكل التفاصيل الخاصة، خاصة بعد أن قيل لي بشكل مباشر أطلب أي رقم».

وقال «فوزي» إن هناك تحركات مريبة بالفعل في الدراما المصرية، موضحاً وجود مكاتب سمسرة تنفذ مخطط شراء أعمال من الدراما المصرية لقنوات مجهولة وبأعلى سعر.

من جانبه، رأى الخبير الإعلامي الدكتور صفوت العالم، أن «النايل سات قمر ملك مصر، وما يحدث يمس الأمن القومي والهوية المصرية والثقافية التي نشأنا عليها«.

وأضاف «العالم» في تصريحات لـ«المصري اليوم»: «بعيداً عن المكاسب والخسائر فإن وجود قنوات إسرائيلية قضية ثقافة وأمن قومي لكن الخطورة أن اسرائيل لديها قنوات باللغة العربية من قبل وبدأت تأخذ في الانتشار داخل الوطن العربي بدءً من عرضها لمباريات كرة القدم وحتى عرض الأفلام العربية«.

ويضيف «العالم»: «هذه القنوات ستبدأ في استخدم الإثارة والجنس وغيرها لتغيير الثقافة والنشأة الاجتماعية، ونحن لا يوجد لدينا إعلام مخطط، وإعلامنا به مشاكل كثيرة وتخبط، لذلك هذا ليس الوقت المناسب لفتح المجال للقنوات الإسرائيلية«.

واستكمل: «إسرائيل لديها التكنولوجيا التي تستطيع مواجهتنا بها، وآلية التحكم في الإعلام المصري غائبة وإدارة الإعلام تائهة، وعلى شركة القمر الصناعي التنسيق مع مكرم محمد أحمد حتى لا تدخل قنوات إسرائيلية إلى مصر«.

وحذر صفوت العالم من الفجوة بين التخطيط الإعلامي في مصر وخارجها بقوله: «هم لديهم آليات للاجتذاب منذ أيام شبابنا، هم يعرفون ماذا يريدون تحديداً، يعرضون مباريات وأفلام ساخنة عربية لم نشاهدها من قبل، لذلك لو دخلت القنوات الاسرائيلية مصر سيبدأ غسيل المخ«.