والمتأمل لثورة 30 يونيو المجيدة يجد أنها ثورة شعبية عظيمة انطلقت لإنقاذ هوية مصر من الاختطاف وكذلك لإصلاح المسار الذي يليق بمصر في بناء دولتها القوية وجمهوريتها الجديدة.
فقد جاءت هذه الثورة الخالدة لتحافظ على هوية الوطن ومنعت خطر التقسيم، فهي من وحدت الصف المصري من جديد وأحدثت التوافق الوطني في وقت كانت مصر على شفا حرب أهلية.
فقضية الهوية قد تكون من أخطر الأزمات التي تهدد كيان وأمن واستقرار الدول، ولهذا انتصرت ثورة 30 يونيو لصالح الهوية التي تم تهديدها خلال حكم الإخوان الإرهابية، حيث شهدت الدولة المصرية في الفترة السابقة لثورة 30 يونيو أزمة اختطاف هوية هددت بعواقب وخيمة على أمن الوطن وسلامته واستقراره.
وجاءت ثورة 30 يونيو لتوقف هذه التداعيات الخطيرة، والآثار السلبية، حيث شهدت مصر سيطرة لتيار سياسي معين جعل الانتماء لا يتسع أو يمتد ليشمل الوطن ككل بل يرتبط بجماعة معينة عملت على تحقيق مصالحها السياسية، وتجلى ذلك بصورة واضحة في تولي المناصب السياسية المختلفة سواء على مستوى الحكومة، أو المحافظين، أو السلطة التشريعية وأيضا وسائل الإعلام المختلفة حيث سيطر عليها المنتمين لهذا التيار.
ويضاف إلى ذلك أنه عندما تكون الأولوية لجماعة معينة أو تيار معين فإن ذلك يؤدي إلى انقسامات بين المواطنين، وينعكس سلبا على أزمات الشرعية، والمشاركة، والتكامل القومي، وهو ما شهدته مصر في الفترة السابقة لثورة 30 يونيو، حيث ارتفعت درجة الاستياء وعدم الرضا عن السياسات المطبقة وعن تضارب الولاءات.
وقد ترتب على هذه الانقسامات وهذا التضارب في الانتماءات حدوث تهديد للأمن والاستقرار، وظهور الجماعات الإرهابية والتي لجأت إلى استخدام العنف المسلح والذي يعتبر أخطر مؤشرات عدم الاستقرار السياسي.
إن ثورة 30 يونيو هي ثورة شعبية نبيلة للحفاظ على الدولة الوطنية المصرية وسعت إلى إصلاح المسار والتخلص من الأزمات التي تهدد أمن الوطن واستقراره في أولويات اهتمامها سواء منها ما يتعلق بأزمة الهوية، أو أزمة التكامل أو بباقي الأزمات التي يطلق عليها أزمات التنمية.
كانت ثورة 30 يونيو هي المظلة الحاضنة لما نتج عنها من بيئة صحية لإصلاح المسار السياسي والأمني والاقتصادي والتشريعي فقد بذلت الدولة جهود مكثفة لمواجهة الإرهاب والتخلص منه، وتوحيد صفوف أبناء الوطن وفقا لقاعدة المساواة والعدالة التي تعتمد عليها فكرة المواطنة بمعنى عدم التمييز بين المواطنين نتيجة لانتماءاتهم، أو توجهاتهم، أو المناطق التي يتواجدون فيها داخل إقليم الدولة، ووضع في هذا الإطار الدستور المصري في عام 2014 والذي يضمن المساواة التامة بين المواطنين المصريين في الحقوق والواجبات، ووجه اهتماما كبيرا إلى قطاعات وفئات المجتمع المختلفة مثل الشباب، والنساء، والمصريين في الخارج، كما اهتم بالتأكيد على فكرة المواطنة، وبالسياسات الاجتماعية، ويترتب على ذلك تنمية الإحساس الجمعي بالولاء والانتماء للوطن.
كل ذلك لم يكن سيتم لولا قيام هذه الثورة الشعبية الإنسانية العظيمة.
وإننا إذ نحتفل بالذكري الحادية عشرة لثورة يونيو اليوم فعلينا أن نتذكر بأن الطريق الذي بدأناه في ذلك التاريخ يجب أن يستمر ولا يتوقف حتى يتم بناء مصر الحديثة ومواصلة المسيرة لتحقيقها وكل ما حلمنا به وتطلعنا إليه فلم تكن الثورة للتخلص من حكم الجماعات الإرهابية وحسب بل هي ثورة بناء مصر الحديثة والحفاظ علي الأمن القومي للوطن ودائمًا ما يكون البناء أصعب من الهدم.
إن ثورة 30 يونيو المجيدة كانت دليلا على وحدة وتماسك المصريين، فالشعب المصري أثبت يومها أنه نسيج واحد في ملحمة وطنية سطرها التاريخ بأحرف من نور.
لقد كشفت 30 يونيو 2013 عن الوجه القبيح للجماعة الإرهابية أمام العالم، كحاضنة لكافة تنظيمات العنف والإرهاب حول العالم.
وسطر المصريون ملحمة عظيمة في ثورة 30 يونيو، عندما خرجوا جميعا وعلى قلب رجل واحد في الشوارع والميادين، مُعلنين رفضهم لاستمرار الإخوان بعد موجة غير مسبوقة من الاضطرابات وعدم الاستقرار وتردي الأوضاع الداخلية وفقدان المصريين للأمان.
وحمل الرئيس عبد الفتاح السيسي على عاتقه إنقاذ مصر من الانقسام والدخول في مرحلة اللاعودة، وعمل منذ توليه حكم البلاد على بناء الإنسان المصري، حتى يكون قادرا على مواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط به.
إن ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة.. أعادت اكتشاف قوة وصلابة الإنسان المصري.. وحقيقة معدنه الأصيل.. حيث معاني الشرف والفخر.. والمجد والبطولة.
وساد الاستقرار بلادنا بعد فترة من الفوضى واليوم مصر تقف على أرض صلبة، دولة مؤسساتها راسخة يعم فيها الأمن والاستقرار في محيط إقليمي مضطرب ذات بنية تحتية متطورة في جميع القطاعات.
دولة تعمل بكل طاقاتها ليل نهار لبناء المصانع وتحديثها واستصلاح الصحراء بملايين الفدادين وتحسين الصحة والتعليم إلى ما يليق بقدر الإنسان المصري وتشييد المدن والطرق، وشبكات الطاقة، والمياه والري وإنشاء وتطوير شبكة استراتيجية من الموانئ، والربط بين جميع أنحاء الدولة بخطوط مواصلات متنوعة.. سريعة وحديثة.
إن مصر - رغم التحديات - تمضى على طريق التنمية والنهضة.. وبإذن الله العلى القدير.. لا رجعة عن هذا المسار.. وعن تحقيق الحلم المصري في التقدم.. والحياة الكريمة لجميع المواطنين.
كان جميلا تهنئة الرئيس للشعب المصري في كلمته اليوم حيث توجه بالحديث إلى كل المصريين.. المكافحين الشرفاء.. من أبناء شعب مصر العظيم على اتساع الوطن مؤكدا علمه وتقديره لهم ولبطولاتهم اليومية في التصدي للمعاناة التي يعيش عليها الشعب في ظل الاوضاع الاقتصادية العالمية وطمئن الرئيس المصريين بأن الأولوية القصوى للحكومة الجديدة.. هو تخفيف تلك المعاناة.. وإيجاد مزيد من فرص العمل.. وبناء مستقبل أفضل.. لجميع أبناء مصر الكرام."
وهذه العلاقة النبيلة بين الرئيس والشعب والتي تعكس التقدير المتبادل بين الرئيس والمواطن وبين الموطن والرئيس وتفهم كل منهما لدوره من أجل صالح الوطن اعتبرها رمانة الميزان التي تحفظ استقرار مصر وتماسكها، من حيث تحمل التضحيات والعمل المستمر على بناء وطن قوى كريم.. يليق بحجم التضحية.. نحو المستقبل المشرق لمصرنا الغالية بإذن الله.
كل عام ومصر عزيزة أبية غالية تفرح بإنجازاتها ورئيسها وبما يصنعه شعبها من عبقرية وتتحدث عن نفسها مثلما رسمتها القصيدة الوطنية لشاعر النيل حافظ إبراهيم:
أنا تاج العلاء في مفرق الشرق
ودراته فرائد عقدي
إن مجدي في الأوليات عريق
من له مثل أولياتي ومجدي
ودائما وأبدا.. تحيا مصر.
د. حنان يوسف ـ أستاذ الاعلام ورئيسة المنظمة العربية للحوار
عرضنا لكم زوارنا الكرام أهم التفاصيل عن خبر د. حنان يوسف تكتب لـ «دوت الخليج»: 30 يونيو.. ثورة إنقاذ الهوية وإصلاح المسار على دوت الخليج فى هذا المقال ونتمى ان نكون قدمنا لكم كافة التفاصيل بشكل واضح وبمزيد من المصداقية والشفافية واذا اردتكم متابعة المزيد من اخبارنا يمكنكم الاشتراك معنا مجانا عن طريق نظام التنبيهات الخاص بنا على متصفحكم او عبر الانضمام الى القائمة البريدية ونحن نتشوف بامدادكم بكل ما هو جديد.
كما وجب علينا بان نذكر لكم بأن هذا المحتوى منشور بالفعل على موقع مبيدأ وربما قد قام فريق التحرير في دوت الخليج بالتاكد منه او التعديل علية اوالاقتباس منه او قد يكون تم نقله بالكامل ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.