إذا كان من درس مستفاد رئيسي من أزمة انقطاع التيار الكهربائي في مصر، هو أن المصارحة والمكاشفة والشفافية والخطاب السياسي والإعلامي للحكومة وقت الأزمات تحديدا لا يقل أهمية عن الحل الواقعي للأزمة، فإن وقت الأزمات لا ينتظر المواطن فقط الحل، ولكن يهمه أن يعرف ما هي المشكلة؟ ما هو الواقع الحالي؟ ما هي آفاق الحل؟ وما هو الجدول الزمني حتى تعود الحياة إلى طبيعتها؟، وهذا تحديدا ما قام به السيد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في مؤتمره الصحفي عن أزمة الكهرباء.

ربما تأخر المؤتمر قليلا، ولكن أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا، حيث أنه من حق المواطن ابتداء أن يكون لديه المعلومة الموثقة في التوقيت السليم، هذا يقطع الطريق كثيرا عن "أهل الشر" الذين اعتادوا أن ينفخوا في "نار الأزمات" وأن يسلطوا الأضواء على الأخطاء دون الإنجازات، ولذلك كان خروج السيد رئيس الوزراء مبديا الحقائق بالأرقام، ومعتذرا للمواطن في عرف جديد تقره الجمهورية الجديدة ألا وهو عرف الاعتذار الرسمي من المسئول عن الأخطاء.

ما يميز المؤتمر أيضا هو الشمول الذي تحدث به رئيس الوزراء، سواء في عرض أسباب الأزمة وأسباب تفاقمها وكذلك في شمولية الحلول المقترحة، ما بين حلول لترشيد الاستهلاك من جهة ولتوفر إمدادات الطاقة خاصة الغاز من جهة أخرى، وكذلك حرصه على وضع ذلك كله في مستهدفات بجدول زمني واضح لبداية انكسار حدة الأزمة ومدى زمني لانتهائها.

ما يمكننا التركيز عليه أيضا هو بدائل الطاقة المختلفة، والتي قطعت فيها الدولة المصرية شوطا كبيرا في سبيل وجود بدائل متعددة للطاقة، حتى يمكننا أن نحل تلك المشكلة بشكل جذري ويكون لدينا البدائل المختلفة لإيجاد الحلول دائما تحت كل الظروف.

باختصار، فإن الأزمة على صعوبتها ولكن بها العديد من الدروس المستفادة، أهمها على الإطلاق بأن المصارحة والمكاشفة التي أقرها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي كعرف سياسي للحكم في ظل الجمهورية الجديدة هي طوق النجاة الرئيسي والركيزة الأساسية في جميع الأحيان خاصة وقت الأزمات.