نشكركم على متابعتكم خبر بلينكن في كوريا الجنوبية في ذروة أزمة سياسية على موقع دوت الخليج والان مع التفاصيل الكاملة
بسام محمد - أبوظبي في الأحد 5 يناير 2025 08:52 مساءً - متابعة: نازك عيسى
وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى كوريا الجنوبية يوم الاثنين، في زيارة تأتي في ذروة أزمة سياسية بعد عزل الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول إثر محاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية في ديسمبر الماضي.
ورغم الثلوج القارسة، تجمع آلاف من مناصري ومعارضي الرئيس المعزول في شوارع سيول يوم الأحد، عشية انتهاء المهلة المحددة لتنفيذ مذكرة توقيفه.
تعد هذه الزيارة، على الأرجح، آخر زيارة رسمية يقوم بها بلينكن إلى سيول قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، إذ تشمل جولته أيضًا اليابان وفرنسا. ومن المقرر أن يلتقي بلينكن نظيره الكوري الجنوبي شو تاي يول يوم الاثنين.
كان الرئيس المعزول حليفًا مهمًا للإدارة الأميركية، بفضل قراراته الجريئة التي ساهمت في تحسين العلاقات مع طوكيو وتعزيز دور كوريا الجنوبية على الساحة الدولية. وكان يون قد شارك في قمة ثلاثية تاريخية مع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني، كما اختارته الإدارة الأميركية لترؤس قمة عالمية حول الديمقراطية.
وفي تعليق على زيارة بلينكن، اعتبر سيدني شيلر من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن الوزير الأميركي قد يواجه انتقادات من اليسار الكوري الجنوبي بسبب الظروف السياسية الراهنة، لكنه سيكون قادرًا على الحفاظ على حياد نسبي بين جميع أطراف الأزمة.
ورغم أن وزارة الخارجية الأميركية لم تتطرق بشكل مباشر إلى الوضع السياسي في كوريا الجنوبية في بيانها، إلا أنها أكدت أن بلينكن سيسعى للحفاظ على التعاون بين سيول وطوكيو، خصوصًا بعد أن وافقت اليابان على تبادل مزيد من المعلومات الاستخباراتية بشأن كوريا الشمالية.
من جهته، يدافع زعيم المعارضة التقدمية لي جاي ميونغ عن تبني نهج دبلوماسي مع كوريا الشمالية، وانتقد نشر منظومة الدفاع الصاروخي “ثاد” الأميركية، التي اعتبرتها الصين استفزازًا. كما يعارض اليسار الكوري الجنوبي المواقف المتساهلة مع اليابان على خلفية الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية بين عامي 1910 و1945.
في سيول، تجمّع مناصرو الرئيس المعزول أمام مقر إقامته رغم البرد القارس والثلوج التي غطت العاصمة. وقال بارك يونغ شول، أحد الحضور: “عشت في حرب ودرجات حرارة تصل إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر… هذا الثلج لا شيء”، مؤكدًا أن “الحرب هنا مجددًا”.
وفي الجانب الآخر، نظّم معارضو الرئيس تجمعًا مماثلًا. وقالت لي جين-اه (28 عامًا)، العاملة في أحد المقاهي: “تركت عملي كي آتي إلى هنا وأحمي بلادنا والديمقراطية. أقيم على بُعد ساعتين من هنا، والمشاركة في التظاهرات ثم العودة كانت مرهقة، لكن الثلج لن يوقفنا، سنظل هنا”.
وتنقضي مهلة تنفيذ مذكرة توقيف الرئيس المعزول مع حلول منتصف ليل الاثنين الثلاثاء (15:00 ت.غ. الاثنين). وقد أصدرت المحكمة المذكرة بعد أن امتنع يون عن الامتثال لثلاث مذكرات استدعاء للإجابة على أسئلة المحققين بشأن محاولته فرض الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر، وهي خطوة تراجع عنها بعد ساعات لكنها أدخلت البلاد في أزمة سياسية عميقة.
وأكد المحققون عزمهم على تنفيذ مذكرة التوقيف ضمن المهلة المتاحة، بعدما حاولوا القيام بذلك يوم الجمعة، لكنهم تراجعوا بسبب مواجهات مع الأمن الرئاسي الذي لا يزال يقدم الحماية ليون.
ويخضع الرئيس المعزول (64 عامًا) للتحقيقات بناءً على شبهات عدة، من بينها “التمرّد” واتهامات بتعريض الديمقراطية الكورية الجنوبية للخطر. بعد ساعات من إعلان فرض الأحكام العرفية، تمكن عدد كافٍ من النواب من التصويت لصالح رفع الأحكام العرفية، في خطوة ضغطت على الرئيس للتراجع عن قراره.
وبتراجع يون عن هذه الخطوة، تحت وطأة الضغط الشعبي والدستوري، تجنب المزيد من التصعيد في الأزمة السياسية التي هزت البلاد.