نشكركم على متابعتكم خبر متلازمة كيسلر: شبح يُهدد رحلات الفضاء ومستقبل البشرية في المدار على موقع دوت الخليج والان مع التفاصيل الكاملة
بسام محمد - أبوظبي في الأحد 29 ديسمبر 2024 01:54 مساءً - متابعة بتول ضوا
مع تزايد النشاط البشري في الفضاء وإطلاق المزيد من الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية، يتراكم الحطام الفضائي في مدار الأرض، مما يُشكل خطرًا متزايدًا على الرحلات الفضائية ومستقبل استكشاف الفضاء. يُعرف هذا الخطر المُحتمل باسم “متلازمة كيسلر”. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل ما هي متلازمة كيسلر وأبعادها وتأثيرها المُحتمل.
متلازمة كيسلر هي سيناريو افتراضي اقترحه عالم الفيزياء الفلكية الأمريكي دونالد كيسلر في عام 1978. يصف هذا السيناريو وضعًا يزداد فيه تركيز الحطام الفضائي في المدار الأرضي المنخفض بشكل كبير، بحيث يُصبح التصادم بين هذه الأجسام أمرًا حتميًا. يُؤدي كل تصادم إلى إنتاج المزيد من الشظايا والحطام، مما يزيد من احتمالية حدوث المزيد من التصادمات في سلسلة متتالية لا يُمكن السيطرة عليها.
بمعنى آخر، تخيل سلسلة من ردود الفعل المتسلسلة: قطعة صغيرة من الحطام تصطدم بقمر صناعي، مما يُؤدي إلى تفتته إلى آلاف القطع الصغيرة الأخرى. هذه القطع الجديدة تُصبح بدورها حطامًا يُهدد الأقمار الصناعية الأخرى، وهكذا دواليك. في نهاية المطاف، قد يُصبح المدار الأرضي المنخفض مكتظًا بالحطام لدرجة تجعل إطلاق أي مركبة فضائية جديدة أو حتى استخدام الأقمار الصناعية الموجودة أمرًا بالغ الخطورة أو مُستحيلًا.
هناك عدة عوامل تُساهم في تفاقم مشكلة الحطام الفضائي وتزيد من احتمالية حدوث متلازمة كيسلر:
- زيادة عدد عمليات الإطلاق الفضائية: مع انخفاض تكلفة إطلاق الأقمار الصناعية، يزداد عددها في المدار، مما يزيد من احتمالية التصادم.
- انفجارات الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية القديمة: قد تنفجر بعض الأقمار الصناعية أو مراحل الصواريخ القديمة بسبب بقايا الوقود أو البطاريات، مما يُنتج كميات كبيرة من الحطام.
- التصادمات العرضية: حتى التصادمات الصغيرة بين الأجسام الفضائية يُمكن أن تُنتج كميات كبيرة من الشظايا.
- تُشكل متلازمة كيسلر تهديدًا خطيرًا لمجموعة واسعة من الأنشطة البشرية التي تعتمد على الفضاء، بما في ذلك:
- الاتصالات: تعتمد شبكات الاتصالات العالمية بشكل كبير على الأقمار الصناعية.
- الملاحة: تُستخدم أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS) في الملاحة الجوية والبحرية والبرية.
- الطقس والمناخ: تُستخدم الأقمار الصناعية لمراقبة الطقس والمناخ والتنبؤ بالتغيرات المناخية.
- الأبحاث العلمية: تُستخدم الأقمار الصناعية لإجراء الأبحاث العلمية في مجالات مختلفة.
- محطة الفضاء الدولية: تُعتبر محطة الفضاء الدولية هدفًا مُحتملًا للتصادم مع الحطام الفضائي.
- يُبذل المجتمع الدولي جهودًا كبيرة للحد من مشكلة الحطام الفضائي وتقليل خطر حدوث متلازمة كيسلر، من بين هذه الجهود:
- تصميم الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية بحيث تتخلص من نفسها بعد انتهاء مهمتها: يُمكن تحقيق ذلك عن طريق حرقها في الغلاف الجوي أو دفعها إلى مدارات “مقبرة” بعيدة عن المدارات النشطة.
- تطوير تقنيات لإزالة الحطام الفضائي الموجود: تُجرى أبحاث لتطوير تقنيات مثل الشباك الفضائية والرماح الليزرية لالتقاط الحطام وإزالته من المدار.
- وضع قوانين دولية لتنظيم الأنشطة الفضائية: يُمكن أن تُساهم هذه القوانين في الحد من إنتاج المزيد من الحطام.