نظمه معهد بيت الحكمة

مؤتمر شباب فلسطين نحو إطلالة وطنية يؤكد على فتح حوار جاد لتشكيل ائتلاف شبابية وحاضنة خاصة وتقديم الدعم المالي لهم

غزة- أحمد المشهراوي- دوت الخليج

أكد عدد من الشخصيات الرسمية والأكاديمية والنخب الشبابية إلى أهمية فتح حوار جاد لتشكيل قوة ضغط حقيقية، تفضي إلى ائتلاف شبابي مدعوم من قطاعات واسعة لتفعيل انتخابات مجالس الطلبة والاتحادات وجمعيات الخريجين والمؤسسات المعلقة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

وشددت الشخصيات إلى ضرورة تشكيل حاضنة خاصة في الشباب الفلسطيني لتقديم الدعم الاستشاري والمادي لهم، وإنشاء وسيلة إعلامية خاصة بهم تنقل أنشطتهم ومعاناتهم، وعقد دورات تأهيلية للشباب بهدف تفعيل دورهم الإعلامي والحقوقي حول القضايا المجتمعية والسياسية، وتشجيعهم نحو اتخاذ زمام المبادرة والقيادة التي تُحقق التغيير الإيجابي.

جاء ذلك خلال مؤتمر الشباب الفلسطيني الثاني، شباب فلسطين نحو إطلالة وطنية جامعة..الفرص والتحديات والتوقعات) التي نظمها معهد بيت الحكمة في فندق المتحف على شاطئ البحر المتوسط قبالة مدينة غزة، برئاسة الدكتور أحمد يوسف أحد ابرز الشخصيات السياسية الفلسطينية الوازنة، وبحضور رجل الأعمال الفلسطيني عدنان مجلي-ضيف المؤتمر.

وطالبت الشخصيات إلى دعم مبادرات الأطر الطلابية والتجمعات الشبابية في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، وتعزيز روح المشاركة الوطنية من خلالها، والتأكيد على أهمية تعزيز واقع الشباب عبر حراك شبابي يُمارس عملية ضغط لتحريك الشارع نحو إنهاء الانقسام الداخلي، وتطوير الهياكل التمثيلية لهم، ودعم مشاركتهم في الإدارة والتخطيط.

د. أحمد يوسف

وقال أحمد يوسف رئيس المؤتمر: "لن نبيعكم شبابنا في هذا المؤتمر وهمًا كبيرًا، فبضاعتنا اليوم غدت مزجاة، عليكم العمل فيما بينكم لإعادة ترتيب صفوفكم والخروج برؤية وطنية شبابية لفرض مكانكم على الكل الفلسطيني". وأوضح يوسف خلال كلمته أن المؤتمر جاء للفت انظار المجتمع الفلسطيني للقيمة الاجتماعية والوطنية التي يمثلها الشباب، مؤكدًا أن الشروع في إنشاء تحالف بين الكتل والتجمعات الشبابية تمثل ثقلًا في الوقت الراهن.

وأضاف: "يجب عدم التفريط بأصوات الشباب، وضرورة توظيف هذا الثقل الانتخابي وتشكيل جبهة وطنية عريضة وتعزز من تطلعاتهم في المشروع السياسي".

وأعرب عن أمله أن تبذل مؤسسة عدنان مجلي التعليمية الخيرية جهدًا مأمولاً بتبني ورعاية بعض المبادرات الشبابية في قطاع غزة، مؤكدًا أن مؤسسة بيت الحكمة ستجتهد بعلاقاتها العربية والاسلامية والدولية لدعم بعض الانشطة في مجالات البناء والتنمية البشرية.

د. محمد المدهون

رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور محمود المدهون أكد أن مؤتمر الشباب الفلسطيني 2 هذا العام يأتي لمناقشة جادة وحكيمة لرؤى النخب السياسية للشباب، ورؤيتهم لحاضرهم ومستقبلهم.

وبيّن المدهون أن المؤتمر يأتي لتسليط الضوء على الدور الفاعل للشباب، وافساح المجال لهم؛ لاستشراف مستقبلهم والحديث عن تطلعاتهم، والمناظرة البناءة بين الشباب والنخب الفلسطينية.

رجل الأعمال مجلي

رجل الأعمال الفلسطيني عدنان مجلي-ضيف المؤتمر- قال إن الشباب الفلسطيني وخاصةً في غزة أمام عقبات كثيرة؛ لكن هناك فرص خاصة وأننا في عصر الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات الرقمية

وأوضح مجلّي أن عصر الوظائف والحكومية والقطاع الخاص انتهى؛ لم يعودوا قادرين على خلق الكثير من الوظائف ليس هنا بل في كل دول العالم، ولم يعد أمام الشباب سوى المبادرات والمشاريع الريادية الصغيرة".

وأضاف: "عدت للمساهمة في تطوير مجتمعي الفلسطيني، وعدت حاملًا خلاصة تجربتي لخدمة شعبي والتعليم والاقتصاد والابداع؛ لأنه الطريق الأمثل للوصول الى الحرية وتقرير المصير".

وشدد مجلّي على أهمية تطور النظام التعليمي في فلسطين، وإطلاق المبادرات الاقتصادية وتوفير الحماية لأصحاب الأعمال والاستثمارات.

ولفت مجلّي إلى أنه أطلق مؤخرًا بالتعاون مع عدد من أبناء فلسطين "الكونجرس الفلسطيني الاقتصادي العالمي"؛ معلنًا عن افتتاح التسجيل الالكتروني https://www.wpcongress.org/ar

ويعمل الكونجرس لإقامة هذه الشبكة بهدف خلق اقتصاد فلسطيني حديث في الضفة وغزة والداخل مرتبط بالأسواق العالمية والاقليمية؛ "من خلال فلسطينيي الشتات الذين يتميزون بتعدد مواهبهم وكبر استثماراتهم في الدول التي يقيمون بها" بحسب مجلّي.

ويهدف الكونجرس من خلال فلسطيني الوطن والخارج لإقامة اقتصاد فلسطيني عالمي وقوي يتمتع بشبكة مساهمة وحماية دولية، من خلال رجال الأعمال فلسطينيي الشتات ذوي التأثير والنفوذ؛ مستغلي جنسياتهم التي تؤثر في النفوذ والقرارات الدولية.

ودعا مجلّي لإقامة حكومة انقاذ وطني على أساس برنامج وطني تعد لانتخابات عامة ودخول حركتي حماس والجهاد الإسلامي لمنظمة التحرير، مؤكدًا أن ذلك يتطلب توحيد الكل الفلسطيني.

وقال: "المطلوب اليوم انتفاضة سياسية فلسطينية تشارك بها القوى الحية والشارع والشباب؛ تقوم على إعادة توحيد البلاد وإعادة احياء المؤسسات الفلسطينية عبر انتخابات عامة".

اوليفر ماكتيرنن

الباحث الدولي اوليفر ماكتيرنن عدّد أبرز التحديات التي تواجه الشباب الفلسطيني والتي تقيد الفرص لهم.

وقال ماكتيرنن في كلمته "إن الحصار المصري الإسرائيلي المستمر أوجد وضعًا اقتصاديًا غير مستقل، وأزمة انسانية، وتفاقم ذلك مع الانقسام السياسي الفلسطيني".

وأضاف: "كنتيجة لذلك غزة لديها أعلى معدلات البطالة في العالم، هناك 54% من القوى العاملة من الشباب عاطلون عن العمل ويمثلون 100 ألف خريج غير عامل".

وأكد ماكتيرنن أن غياب الاستقرار الدائم يحد من وجود المستثمرين، وهو ما يؤثر على فرص الشباب في العمل، مشددًا على ضرورة الضغط على السلطة الفلسطينية من أجل رفع العقوبات عن قطاع غزة.