بعد صيام شهرٍ كامل، لا بد لمعظمنا أن يعاني من مشكلة التجفاف في الجسم، سواء أحببنا ذلك أم لا.

لماذا؟ لأننا نمتنع عن شرب الماء والسوائل لساعاتٍ طويلة كل يوم، بجانب الامتناع عن الأكل. ولكننا ننسى أو نُهمل بشدة، تناول كمياتٍ كافية من الماء بعد كسر الصيام وحتى وقت الإمساك، وهو ما يزيد من جفاف الجسم وتداعياته على الصحة. ومن عوامل الخطر الإضافية للجفاف دوت الخليج الأمراض التي تكون مصحوبةً ببعض الأعراض كالاسهال، التقيؤ، ارتفاع درجة حرارة الجسم، او زيادة في التبول. وتنعكس اعراض الجفاف الحادة على الصائم بشعوره بجفافٍ شديد في الفم، جفاف الجلد وتجعده، الخمول، عدم التركيز، ضعف عام، الإفراط في النوم، قلة إدرار البول، الإمساك، واضطرابات في نُظم ومعدل نبضات القلب.

لذا من الضروري تعويض نقص السوائل في الجسم، بعد الصيام، لتجنب كل هذه المضاعفات الخطيرة على أجسامنا. بالطبع الماء هو أفضل مصادر تلك السوائل، لكن بعضنا لا يحبذ تناول الماء كما هو؛ لذا يعمدون للبحث عن بدائل شهية ومفيدة في ذات الوقت.

وهنا يبرز ماء جوز الهند، Coconut Water، الذي يتميز باحتوائه على العديد من العناصر الغذائية المهمة التي تُسهم في تعزيز الصحة بشكلٍ عام. وتزداد هذه الفوائد في حال اتبَعنا إرشادات خبراء الصحة والتغذية في التركيز على ماء جوز الهند العضوي.

نستعرض وإياكِ في مقالة اليوم، لفوائد ماء جوز الهند التي ستجعلكِ تختارينه ضمن منظومتكِ الغذائية اليومية والصحية.

فوائد ماء جوز الهند الصحية

ماء جوز الهند هو السائل الشفاف التي تحتويه ثمرة جوز الهند غير الناضجة؛ وعند نضوج ثمرة جوز الهند، يتم استبدال هذا السائل بلحوم جوز الهند. يُطلق على ماء جوز الهند أحيانًا، تسمية ماء جوز الهند الأخضر، كون الجوز الهند غير الناضج يميل للون الأخضر.

يعتمد الناس شرب ماء جوز الهند لمعالجة الجفاف المرتبط بالإسهال أو عند ممارسة الرياضة؛ ويشرح موقع "ويب طب" المختص لأبرز فوائد ماء جوز الهند كما يلي:

• مصدر جيد للعديد من العناصر الغذائية: لا شك في أن خيار تناول ماء جوز الهند هو خيارٌ صحيح بامتياز؛ إذ يحتوي ماء جوز الهند على نسبة 94% من الماء ونسبة قليلة جدًا من الدهون (لهذا يعتمده الكثيرون ممن يتَبعون حميةٍ غذائية معينة). كما أن ماء جوز الهند يختلف بصورةٍ تامة عن حليب جوز الهند، كون الأخير يحتوي على نسبة عالية من الدهون مقارنةً مع ماء جوز الهند.

من أهم العناصر الغذائية الموجودة في مشروب ماء جوز الهند الألياف؛ والكربوهيدرات؛ والبروتينات؛ والمغنسيوم؛ بالإضافة إلى الكالسيوم، والصوديوم. كما يحوي ماء جوز الهند كميةٍ كبيرة من البوتاسيوم، قد تصل إلى أكثر من 10 أضعاف الكمية الموجودة في المشروبات الرياضية الأخرى. والمعروف أن أهمية البوتاسيوم تكمن في دوره للمحافظة على توازن السوائل والكهارل في الجسم، خاصةً عند القيام ببعض التمارين الرياضية مهما كانت شدتها ومدتها.

2.     ماء جوز الهند مضاد للأكسدة: تطرقت العديد من الدراسات والأبحاث إلى هذه النقطة المهمة، منها تلك التي أُجريت على الحيوانات؛ وقد أظهرت أهمية وفوائد ماء جوز الهند بفضل احتوائه على مضادات الأكسدة. وتساعد هذه المضادات Antioxidants في التخلص من الجذور الحرة من أجل تجنَب الأضرار التي تُسبَبها، أثناء قيام الجسم بعملية التمثيل الغذائي، والتي قد تُدخل الجسم في حالة الإجهاد التأكسدي المُسبَبة بدورها بتدمير بعض الخلايا في الجسم. وهو ما يزيد من خطر تعرَضكِ للإصابة ببعض الأمراض.

3.     ماء جوز الهند وتأثيره على داء السكري: أظهرت بعض الدراسات والبحوث أيضًا، أهمية استخدام ماء الجوز الهند في خفض مستويات السكر بالدم، بالإضافة إلى مساهمته في تحسين العلامات الصحية الأخرى لدى الحيوانات الخاضعة للتجربة والتي تعاني من مرض السكري. ويعود ذلك لاحتوائه على المغنيسيوم الذي يعمل على زيادة حساسية الأنسولين وتقليل مستويات السكر في الدم، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني.

4.     الوقاية من حصوات الكلى: في حال واظبتِ على تناول كمية كافية من السوائل كل يوم وحسب احتياجاتكِ الصحية، فإنكِ تحمين نفسكِ من الإصابة بحصوات الكلى. ولكن ومهما كان الماء العادي مهمًا في هذه المسألة، إلا أنه تبيَن أن ماء جوز الهند يُعدَ أفضل من الماء العادي في الوقاية من حصى الكلى.

المعروف أن حصوات الكلى تتكون من اتحاد الكالسيوم والأكسالات (Oxalate)، بالإضافة إلى بعض المُركبات الأخرى التي تؤدي إلى تشكّل بلورات في البول. وتعمل العناصر المفيدة في ماء جوز الهند على تحطيم هذا الاتحاد ومنع تشكلَ البلورات في البول؛ وهو ما أثبتته دراساتٌ عدة.

5.     ماء جوز الهند مشروب رياضي صحي: يُعدَ ماء جوز الهند أحد المشروبات الصحية الطبيعية التي لا تحتوي على أي إضافات، مثل السكر، أو مواد التحلية الصناعية، أو الملون الغذائي؛ كما أنه شرابٌ قليل الكربوهيدرات بالمقارنة مع المشروبات الأخرى. وبالتالي يمكن للرياضيين والملتزمين بحميات معينة، الارتكاز إلى شرب ماء جوز الهند بكمياتٍ معتدلة.

كذلك فإن شرب ماء جوز الهند لا يتسبب بمشاكل صحية، مثل الغثيان، أو اضطرابات المعدة؛ وهي مسألةٌ مهمة عند القيام بالتمارين الرياضية المكثفة. لكن لا بدَ من التنبيه إلى ضرورة عدم إضافة أي من السكريات على ماء جوز الهند، كونه يمنع الترطيب المناسب الذي نحصل عليه من هذا المشروب عند تناوله.

فوائد إضافية لماء جوز الهند

بدورها؛ تُشيد عائشة اليحياني أخصائية التغذية الإماراتية، بمزايا ماء جوز الهند في تعزيز الصحة ومنع الأمراض.

مشيرةً إلى سلسلة فوائد أخرى نجنيها من تناول هذا المشروب ومنها:

•       خفض ضغط الدم وتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية: إن ارتفاع ضغط الدم هو أحد عوامل الخطر الرئيسية المرتبطة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. ومن المعروف أن معادن البوتاسيوم والمغنيسيوم تساعد في خفض ضغط الدم المرتفع.

وقد أظهرت بعض الدراسات البشرية أن ماء جوز الهند هو مصدرٌ جيد لكلا المعدنين. فيما كشفت العديد من الدراسات والبحوث الحديثة أن ماء جوز الهند يساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار LDL في الدم، ويساعد على زيادة مستويات الكوليسترول النافع HDL.  كذلك تُظهر الدراسات أن استهلاك ماء جوز الهند يُقلَل من خطر الإصابة بقصور القلب عند مرضى القلب، ويُخفَض من خطر ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية.

•       تنقية الجسم من السموم: إذ يعمل ماء جوز الهند على تسهيل إدرار البول، مما يساعد في تخليص الجسم بسرعة من السموم والفضلات الموجودة فيه. وهو ما ينعكس أيضًا على تحسين أداء وظيفة الكليتين.

•       تحسين صحة الجلد: وفقًا لأخصائية التغذية عائشة اليحياني، بمجرد البدء في شرب ماء جوز الهند بانتظام ، سوف تنسين علاج بشرتكِ بمنتجات التجميل المليئة بالمواد الكيماوية. فهو لا يعالج البشرة الجافة والمُصابة فحسب، بل إن السيتوكينات الموجودة في الماء تعمل كمُرطب طبيعي. وعندما تستهلكين هذه السيتوكينات بشكلٍ منتظم ، فإنها تمنع التجاعيد، وتُقلَل من التصبغ؛ كما يساعد ماء جوز الهند الطازج والعضوي على تقليل حب الشباب وتهيَج الجلد.

•       المساعدة على فقدان الوزن: من أكثر الفوائد المدهشة لشرب ماء جوز الهند دوت الخليج خسارة الوزن؛ إذ يُساعد ترطيب الجسم بشكلٍ كافٍ على منع تخزين الدهون، كما يحتوي ماء جوز الهند على الألياف التي تجعلكِ تشعرين بالشبع لفتراتٍ أطول، مم يُعزَز من إمكانية التخلص من الوزن الزائد.

•       علاج الإسهال: إذا كنتِ تعانين من مشكلة الإسهال، تنصحكِ اليحياني بشرب ماء جوز الهند؛ إذ لا يُعتبر الماء العادي فعالا في علاج الجفاف الشديد الناجم عن التقيؤ والإسهال.  

في حين أن التركيب الكيميائي الفريد لماء جوز الهند، يجعله أكثر قدرةً على إعادة ترطيب الجسم وإعطائه القوة والطاقة التي يحتاجها لمحاربة العدوى.

في الختام؛ فإن ماء جوز الهند بات من المشروبات العصرية الشائعة في السنوات الأخيرة، بفضل مذاقه الشهي ونكهته اللذيذة. وهو من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المهمة للجسم بما فيها المعادن، وهو ما يدعم فوائده الصحية بشدة.

إنما من الضروري الذكر أن ماء جوز الهند يحتوي على مجموعةٍ من الكهارل الطبيعية، مثل البوتاسيوم، والصوديوم، والمنغنيز؛ وهذه الكهارل أو الإلكتروليات تتغير كميتها ونسبتها في ثمرة جوز الهند خلال مراحل النضوج. كما من المهم عدم الإفراط في شرب ماء جوز الهند، لمنع ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم، ما يُسبَب عدم انتظام ضربات القلب ومشاكل في الكلى، بالإضافة إلى كثرة البول والإسهال لما له من تأثيرٍ ملين قوي، وخفض ضغط الدم بشكلٍ كبير. والأهم، إذا كان لديكِ ردود فعل تحسسية لدى جوز الهند، لا تتناولي هذا الماء واستشيري طبيبكِ الخاص دومًا.