تفاصيل جديدة مصنع «الكبتاجون» في سوريا.. طريقة تصنيع وتهريب غير قانونية ( تفاصيل مثيرة)

أحمد جودة - القاهرة - مصنع الكبتاجون، تم اكتشاف أحد أكبر معامل تصنيع حبوب الكبتاجون في ديسمبر 2024، في مدينة دوما بريف دمشق، سوريا، عُثِر داخل المصنع على آلاف الحبوب المخدرة، بالإضافة إلى معدات وأدوات متطورة تُستخدم في عملية التصنيع، أشارت تقارير إلى أن المصنع كان تابعًا للفرقة الرابعة في الجيش السوري، بقيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس السابق بشار الأسد.

بعد انهيار نظام الأسد، شهد إنتاج الكبتاجون في سوريا تراجعًا حادًا بنسبة تصل إلى 90%، وفقًا لمسؤولين أوروبيين وأردنيين، تمكنت قوات المعارضة من السيطرة على العديد من مصانع الكبتاجون في المناطق الساحلية ومحافظات حمص ودمشق، مما أدى إلى توقف شبه كامل للإنتاج.

تُعتبر سوريا مركزًا رئيسيًا لإنتاج الكبتاجون، حيث كانت مسؤولة عن إنتاج حوالي 80% من الإنتاج العالمي. تُقدّر قيمة تجارة الكبتاجون في سوريا بمليارات الدولارات سنويًا، مما جعلها مصدر دخل هام للنظام السابق وحلفائه.

مع اكتشاف هذا المصنع وغيره من المنشآت المماثلة، تتضح حجم وتعقيد صناعة وتجارة الكبتاجون في سوريا، مما يستدعي جهودًا دولية منسقة لمكافحة هذه الظاهرة والحد من تأثيرها المدمر على المجتمعات.

عملية تصنيع الكبتاجون:

الكبتاجون هو الاسم التجاري لمركب الفينيثيلين، وهو مادة منشطة تُصنَّع من خلال دمج الأمفيتامين والثيوفيلين، تتضمن عملية التصنيع غير القانونية عدة مراحل:

1. الحصول على المواد الخام: يتم تأمين المواد الكيميائية الأساسية، مثل الأمفيتامين والثيوفيلين، من مصادر غير مشروعة.

2. الخلط والتفاعل الكيميائي: تُخلط المواد الخام بنسب محددة وتُعرَّض لتفاعلات كيميائية تحت ظروف معينة لإنتاج الفينيثيلين.

3. التجفيف والتشكيل: يُجفَّف المركب الناتج ويُشكَّل على هيئة حبوب باستخدام مكابس خاصة.

4. التغليف والتعبئة: تُعبَّأ الحبوب في عبوات لتسهيل عملية النقل والتهريب.

طرق التهريب غير القانونية:

تتم عملية تصنيع الكبتاجون في سوريا عبر مراحل سرية دقيقة تستخدم فيها مواد كيميائية محظورة مثل الأمفيتامين والثيوفيلين، يتم الحصول عليها من الأسواق السوداء أو من خلال شبكات دولية لتوريد المواد الخام. 

تُخلط هذه المواد بنسب محددة وتُعرَّض لتفاعلات كيميائية معقدة، ثم تُجفَّف وتُضغط باستخدام مكابس متخصصة لتشكيل الحبوب. بعد ذلك، تُعبَّأ الحبوب في عبوات لإخفائها ونقلها.  

أما عن التهريب، فتتبع الشبكات الإجرامية أساليب مبتكرة وصعبة الاكتشاف، مثل إخفاء الحبوب داخل شحنات منتجات قانونية كالفواكه، الأثاث، والمنتجات الصناعية، أو تخزينها داخل معدات تقنية وأجهزة طبية. 

يتم تهريبها عبر مسارات برية وبحرية وجوية باستخدام وثائق مزورة أو عبر مناطق حدودية غير خاضعة للرقابة، تُعد سوريا اليوم مركزًا عالميًا لإنتاج الكبتاجون، حيث تُقدر كميات الإنتاج الضخمة بآلاف الأطنان سنويًا تُصدَّر إلى الدول المجاورة والأسواق العالمية عبر شبكات تهريب معقدة.

تُستخدم أساليب متعددة لتهريب الكبتاجون من سوريا إلى دول أخرى، أبرزها:

- إخفاء الحبوب داخل منتجات مشروعة: مثل الأثاث، الفواكه، حصى الزينة، وأجهزة تثبيت الضغط، لتجنب اكتشافها من قبل السلطات.

- استخدام طرق تهريب معقدة: تشمل شبكات تهريب تمتد عبر دول متعددة، حيث تُنقل الشحنات عبر الحدود البرية والبحرية والجوية باستخدام وثائق مزورة ووسائل نقل متنوعة.

التأثير الاقتصادي والسياسي:

أصبحت سوريا مركزًا رئيسيًا لإنتاج الكبتاجون، حيث تُقدَّر نسبة الإنتاج السوري بنحو 80% من الإنتاج العالمي. 

تُدر تجارة الكبتاجون مليارات الدولارات، مما يجعلها مصدرًا هامًا للعملة الصعبة. يُعتقد أن شخصيات من الدائرة الداخلية للنظام السوري متورطة في هذه التجارة، مما يمنح النظام وسيلة للضغط السياسي على دول الجوار.

الجهود الدولية لمكافحة الظاهرة:

تسعى العديد من الدول والمنظمات الدولية إلى مكافحة تصنيع وتهريب الكبتاجون من سوريا من خلال:

- تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي: لتبادل المعلومات حول شبكات التهريب ومساراتها.

- فرض عقوبات اقتصادية: تستهدف الأفراد والكيانات المتورطة في إنتاج وتجارة الكبتاجون.

- تقديم الدعم التقني واللوجستي: للسلطات المحلية في الدول المتضررة لتعزيز قدراتها على كشف وضبط شحنات الكبتاجون.

جولة في مصنع الكبتاجون في سوريا