ترامب يعود منتصراً إلى البيت الأبيض ويبدأ عهداً جديداً من الاضطرابات

بسام محمد - أبوظبي في الاثنين 20 يناير 2025 04:54 مساءً - متابعة: نازك عيسى

يؤدي دونالد ترامب اليوم الاثنين اليمين الدستورية رئيسًا للولايات المتحدة في بداية ولاية ثانية مليئة بالتحديات، حيث تعهد خلالها بتعزيز صلاحيات السلطة التنفيذية، وترحيل ملايين المهاجرين، والانتقام من خصومه السياسيين، بالإضافة إلى تغيير دور واشنطن في السياسة العالمية.

يعد التنصيب تتويجًا لعودة ترامب إلى منصب الرئاسة بعد أن نجا من محاولات العزل مرتين، بالإضافة إلى اتهامات متعددة بالفساد ومحاولات اغتيال واتهامات بمحاولة إلغاء نتائج انتخابات 2020.

ستقام مراسم حلف اليمين في الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش داخل القاعة المستديرة بمبنى الكونغرس، الذي يُعد رمزًا للديمقراطية الأمريكية، والذي اقتحمه أنصار ترامب قبل أربع سنوات في محاولة فاشلة لمنع إقرار هزيمته أمام جو بايدن. للمرة الأولى منذ 40 عامًا، سيُجرى حفل أداء القسم في مكان مغلق بسبب البرد القارس.

ترامب، الذي أصبح أول رئيس أمريكي منذ القرن التاسع عشر يفوز بولاية ثانية بعد مغادرته البيت الأبيض، تعهد بالعفو عن أكثر من 1500 شخص موجهة لهم تهم تتعلق بالهجوم على الكونغرس في 6 يناير 2021. يأتي هذا الوعد ضمن سلسلة من الأوامر التنفيذية التي يعتزم ترامب توقيعها في وقت لاحق، والتي تشمل قضايا الهجرة والطاقة والرسوم الجمركية.

كما فعل في بداية ولايته الأولى عام 2017، يدخل ترامب البيت الأبيض مع وعد بإعادة هيكلة الحكومة الاتحادية، حيث أبدى تشككه في التحالفات العالمية التي قادتها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. وبعد فوزه في التصويت الشعبي على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، التي كانت نائب الرئيس جو بايدن، بمليوني صوت، يسعى ترامب إلى استغلال الأغلبية الجمهورية في مجلسي النواب والشيوخ لتنفيذ أجندته.

قبل حتى أن يتولى منصبه، أنشأ ترامب مركز قوة منافس، حيث التقى بزعماء دوليين وأثار القلق بتعليقاته المتعلقة بالسيطرة على قناة بنما وشراء جزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك، وفرض رسوم جمركية على أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.

نفوذه ظهر في جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، حيث نجح في إتمام اتفاق لوقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، وحذر من عواقب وخيمة إذا لم تُطلق حماس سراح الرهائن قبل تنصيبه. كما قال في حملته الانتخابية إنه سيعمل على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا من أول يوم في منصبه، رغم أن مستشاريه صرحوا أن التوصل إلى اتفاق سلام قد يستغرق عدة أشهر.

حظي ترامب بدعم كبير من إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، الذي أنفق أكثر من 250 مليون دولار لدعم حملته. من المتوقع أن يحضر حفل التنصيب عدد من أبرز شخصيات قطاع التكنولوجيا، مثل جيف بيزوس، مارك زوكربرغ، سوندار بيتشاي، وتيم كوك.

يتم تنصيب ترامب وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد حملة انتخابية تميزت بارتفاع العنف السياسي، بما في ذلك محاولتين لاغتياله. وقد أصابته رصاصة في إحدى المحاولات. كما ألقى ترامب خطاب تنصيبه في عام 2017، حيث تعهد بإنهاء “الفوضى الأمريكية”، وهو ما يتوقع أن يتكرر في خطابه اليوم، بعد سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل.

سيُقام عرض التنصيب التقليدي في قاعة كابيتال وان أرينا هذا العام، بعد أن كان يُحتفل به أمام البيت الأبيض. بعد مراسم التنصيب، سيوقع ترامب عددًا من الأوامر التنفيذية، بدءًا من تشديد قوانين الهجرة، بما في ذلك تصنيف عصابات المخدرات على أنها “منظمات إرهابية أجنبية”، وإعلان حالة الطوارئ على الحدود مع المكسيك. كما سيعمل على إلغاء اللوائح البيئية التي فرضها بايدن، وقد يسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.

من المتوقع أن تواجه العديد من أوامره التنفيذية طعونًا قانونية، ما يجعل مسار ترامب في ولايته الثانية مليئًا بالتحولات السياسية والقانونية.