بسام محمد - أبوظبي في الاثنين 6 يناير 2025 03:56 مساءً - متابعة: نازك عيسى

على مدار التاريخ البشري، لعب الشعر والأظافر دوراً مهماً في تحديد هوية الفرد ومكانته الاجتماعية. حتى أنه يمكن القول إن العناية بالشعر والأظافر تمثل فصلاً بين إنسان الكهف ورجل الأعمال العصري. في هذا السياق، تساءلت دراسة حديثة من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا عن الأسباب التي تجعل نمو الشعر والأظافر يختلف بين الأفراد.

ينمو شعر الرأس بشكل متوسط بمعدل سنتيمتر واحد شهرياً، بينما تنمو الأظافر بمعدل يزيد قليلاً عن 3 ملم شهرياً. لكن ماذا يحدث إذا توقفت العناية بالشعر والأظافر؟

عند إهمال العناية بالشعر والأظافر، يمكن أن ينمو الشعر والأظافر بشكل ملحوظ حتى الوصول إلى أطوال مذهلة. على سبيل المثال، سجلت الأوكرانية علياء نصروفا الرقم القياسي العالمي لأطول خصلات شعر على امرأة حية، حيث وصل طول شعرها إلى 257.33 سم. وفيما يتعلق بالأظافر، تحمل ديانا أرمسترونغ من الولايات المتحدة الرقم القياسي بأظافر يبلغ طولها 1306.58 سم.

هناك عدة عوامل تؤثر في معدلات نمو الشعر والأظافر، من أبرزها:

الوراثة تعد العامل الأكثر تأثيراً في نمو الشعر والأظافر. على الرغم من اختلاف معدلات النمو بين الأفراد، إلا أن هذه المعدلات تميل إلى الثبات داخل الأسرة نفسها. فقد يُلاحظ أن الأشقاء، خصوصاً التوائم المتطابقة، يمتلكون معدلات نمو مماثلة في الشعر والأظافر.

العمر يؤثر بشكل واضح على سرعة النمو. فعادةً ما يتمتع الأشخاص الأصغر سناً بمعدلات نمو أسرع، بسبب النشاط الأيضى العالي وتجدد الخلايا بشكل أسرع. ومع تقدم العمر، تتباطأ هذه العمليات الحيوية، مما يؤدي إلى نمو أبطأ للشعر والأظافر.

التغيرات في مستوى الهرمونات تلعب دوراً مهماً في نمو الشعر والأظافر. على سبيل المثال، يلاحظ العديد من النساء أن نمو الشعر والأظافر يزداد خلال فترة الحمل، بينما يمكن أن يتباطأ هذا النمو خلال فترة انقطاع الطمث أو في حالة ارتفاع مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول).

التغذية تؤثر بشكل كبير في صحة الشعر والأظافر ومعدل نموهما. على الرغم من أن الشعر والأظافر يتكونان أساساً من الكيراتين، إلا أنهما يحتويان أيضاً على كميات من الماء، الدهون، والمعادن التي تحتاج إلى استبدال مع استمرار نموهما. لذلك، من الضروري اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على العناصر الغذائية التي تدعم صحة الشعر والأظافر. نقص بعض المعادن مثل الحديد والزنك يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر وتكسر الأظافر بسبب تأثيره السلبي على دورة النمو أو ضعف بنية الشعر والأظافر.

من هنا، يمكن تفسير ارتباط الشعر الكثيف والأظافر القوية بالصحة الجيدة والمكانة الاجتماعية العالية، حيث يُنظر إليهما كدليل على العناية الذاتية والرفاهية.

تؤثر العديد من العوامل، بما في ذلك الوراثة، العمر، الهرمونات، والتغذية، على سرعة نمو الشعر والأظافر. الحفاظ على نظام غذائي صحي والاهتمام بالعناية الشخصية يمكن أن يسهم في تعزيز صحة الشعر والأظافر، مما يعكس بصورة غير مباشرة مستوى الصحة العامة والمكانة الاجتماعية للفرد.