– تفاصيل تاريخية يعود عمرها قرابة ٦٠٠ عام
حاوره ـ عبدالله بن محمد باعلوي:
تصوير ـ محمد بن عبدالله الراسبي :
تتميز ولاية الكامل والوافي بمقومات سياحية ثرية ومتنوعة وأبرزها المواقع التراثية التاريخية ومنها بلدة الحيرة الكائنة بوسط الوافي والتي تأسست منذ ما يقارب 600 عام – حسب أثار تاريخية تتمثل في حصن وجامع وأصبحت (الحيرة) بلدة حضرية متكاملة بمنازلها ومساجدها وحصونها وقلاعها وأبراجها الدفاعية وسورها الممتد ومدارسها وللحديث عن هذه القرية.
تاريخ الحيرة
يقول الكاتب والباحث محمد بن عبدالله بن راشد الراسبي أحد أبناء ولاية الكامل والوافي والذي قدم بحثا متكاملا عن بلدة الحيرة بتفاصيلها ومكوناتها: تقع بلدة الحيرة في وسط الوافي (ولاية الكامل والوافي) وتبلغ مساحتها الإجمالية ما يزيد عن 300 ألف متر مربع إضافة الى البساتين المزروعة. ويحد منطقة الحيرة (الوافي) من الشمال مصلى العيد والمركاض (القديم) ومن الجنوب حدري بلاد ومن الشرق المسيلة الغربية ومن الشرق المصباخ.
وأشار الراسبي لقد تأسست منطقة الحيرة في بلدة الوافي منذ ما يقارب 600 سنة و(الحيرة) بلدة حضرية متكاملة بمساجدها ومنازلها ذات الطوابق المتعدة، وسورها الممتد حول الحيرة وحصونها وقلاعها المتعدة ،وابراجها الدفاعية المنتشرة التي تصل قرابة (15 برج) وأسواقها (السوق الحدري والسوق العلوي) ومجالسها العامة الخارجية والذي يسمى (البرزة) ومدارسها القرآنية وبساتينها المتنوعة وشوارعها التقليدية الواسعة وسككها المنظمة تخطيطا ومن معالم الحيرة أيضا علامة الفلج (النمر) وحصاة الكارية وسكة البوش والصاروج (حيث يتفرع الفلج).
وأضاف: كما تأسست الحيرة بعد اكتشاف وشق فلج الوافي والذي سمي (الوافي) نسبة لوفاء ماءه وغزارته وسرعة جريانه وصاحبه في تلك الفترة بناء جامع وحصن الوافي لدورهما الديني والسياسي وتيمنا باسم الفلج اطلق على البلدة اسم (الوافي) ويمتد الفلج قرابة 7500 متر طولي من منبعه (ام الفلج) حتى وصوله بداية الحيرة ويتخلله عشرات الثقاب لخدمته وتهويته إضافة للشريعة الخارجية موضحا بان معظم مكونات بيوت الحيرة مكونة من الطين مخلوطة بالحصى تبنى على أساس متين وذلك لصعوبة توفر الحجارة مثل احجار الجبل او الوديان مما اضطرهم الاعتماد على الطين ومنازل الوافي يصل ارتفاعها الى قرابة ال 7 امتار من الخارج وذلك بهدف الحماية من المخاطر وسمك الجدار الواحد يصل 50 الى 100سم سواء ذلك بين الغرف أو الجدران الخارجية والمنازل مرتبطة ببعضها البعض ليس بينها فاصل تمتد في خط متصل مستقيم ويقابلهم بيوت أخرى على نفس الطريقة الهندسية يفصلهم سكة بمساحة قرابة 3 امتار مؤكدا بأن عدد المنازل الموجودة في الحيرة ما يقارب ال400 منزل بغض النظر عن احجام المنازل والتي بنيت من الطين وتتراوح مساحة المنازل في الوافي ما بين ال100 متر و 3000 متر وغالبا ما تتخلل المنازل الكبيرة الأبراج والقلاع والغرف العلوية والتي تحتوي على عدة مرامي من جميع الجهات لمراقبة أي خطر داهم ،إضافة الى البوابات الخاصة (الدروازة) والمجالس المخصصة للضيوف وتصنف هذه البيوت او المنازل مثل الحصون (الخاصة) لكبر مساحتها وما تحتويه.
جغرافية المنطقة وأبرز مواقعها
وحول جغرافية المنطقة ومواقعها الرئيسية قال محمد الراسبي تنقسم الحيرة الى قسمين رئيسين الجزء الغربي والجزء الشرقي ويفصلهم ممر واسع بمسافة قرابة ال 19 مترا يمر من خلاله فلج الوافي وعلى جانبيه زرعت النخيل المتنوعة حسب ملاك المنازل قديما والواقعة امامها تلك النخيل، ومن أبرز مواقعها الرئيسية أولا بوابة الحيرة (الدروازة) وهي البوابة الرئيسية لمدخل الحيرة وذلك لأهمية موقعها وأسست أصلا من ضمن منظومة الحماية الدفاعية والحراسة المشددة وكانت تمر عبرها القوافل العابرة للنقل والتجارة والقادمين والمغادرين من والى الوافي ويتم إغلاقها ليلا كما يوجد جامعين هما جامع الوافي وهو من الجوامع التراثية الكبيرة في السلطنة من ما يقارب ال600 سنة وذلك على مراحل مختلفة وتم توسعته شيئا فشيئا آنذاك حتى وصل لهذه المرحلة حيث رمم الجامع بأمر سامي لأول مرة في بدابة الثمانينات ويتسع المسجد لأكثر من 700 مصلي ويتخلل الجامع فلج الوافي وبعض الثقاب والثاني هو جامع الصوبارة (المسجد الحدري) والذي بني ما يقارب 120 سنه بعد جامع الوافي أي ان عمره اكثر من 400 سنة ، بني المسجد لأهمية الموقع بوجوده في سوق الوافي (السوق الحدرى) وارتبط اسمه بوجود شجرة الصوبارة.
وأوضح (الراسبي) كما تتميز المنطقة بوجود سوق الوافي (السوق الحدري) وكان يعتبر مركزيا ونشط جدا آنذاك وفيه ما يقارب عدد 54 محلا تجاريا بين مخازن وبيع بضائع مباشرة ،إضافة الى برزات البيع الخارجية وصناعة الحلوى وبيع الاعلاف واللحوم والمناداة وتواجد الكثير من التجار ومرور قوافل البدو الرحل والتجارية والرحالة العابرين من صور والمتجهين الى جعلان والعكس وكان الأهالي ومن خلال السوق يصدروا التمور والليمون والبسور والأعلاف والمانجو للولايات المجاورة ويصدر منها إلى افريقيا والهند عن طريق البحر من خلال القادمين من ولاية صور من التجار والنواخذة والبانيان الهنود كما انه يوجد سوق اخر نشط في الحيرة وهو السوق (العلوي) شمال شرق الحيرة ويحتوي على قرابة 17 محلا بعضها مازال قائم ،وتتميز الحيرة كذلك بإقامة هبطة الوافي وهي من الهبطات المفضلة لدى الكثيرين سواء من تجار او اعلاميين لما تتميز به من ظروف مهيأة لوجود الظلال والمساحة الاستيعابية، والقوة الشرائية فيها، وتقام فيها ركضة العرضة للخيول والجمال وخاصة في هبطة تاسع والتي تعتبر ختام الموسم المنتظر لأهل الإبل ومئات الملاك من المشاركين.
وأشار محمد (الراسبي) من أبرز المواقع في الحيرة حصن الوافي (حصن بني راسب) والذي تم بناءه منذ ما يقارب ال600 سنة تزامنا مع بناء مع جامع الوافي بعد شق فلج الوافي مباشرة. كان يشكل الحصن النواة الرئيسية للقبيلة حيث كان الحماية والحصانة من المخاطر وتزيد مساحة الحصن عن 4500 متر مربع يتخلله برج قرابة ارتفاعه 30 مترا تقريبا، يتكون البرج من عدة طوابق إضافة لمجموعة من المنازل والغرف الطينية داخل الحصن ومدرسة للقران ، وبعد بناء الحصن تكونت منطقة الحيرة شيئا فشيئا كما توجد في الحيرة ثلاث مدارس قرآنية تعلم القران والفقه والكتابة والخط وغيره منذ مئات السنين وهي مدرسة سعود بن عبدالله الراسبي القرآنية غرب الحيرة وهي (قائمة من الطين) ومدرسة سعيد بن حمد الراسبي القرآنية شرق الحيرة (بناء حديث) إضافة الى مدرسة الحص في شرق الحصن وهي (مندثرة) ولهؤلاء فضل كبير كونهم أسسوا مدارس ووقفوا جزء من بيوتهم للمساهمة في نشر العلم لأبناء بلدتهم والتي درس وتخرج منهن أجيال من الحفاظ وكتبة العدل والخط والفقهاء منذ تأسيسهم لهذه المدارس وحتى قبل السبعينات. إضافة الى ذلك كان يتم تدريس كتاب الله للنساء في المنازل الخاصة آنذاك واحتضنت (الحيرة) اول مدرسة حكومية بفصول دراسية محدودة وبعدها تحول ذات المنزل الى اول عيادة طبية حكومية.
مطالبة
وللحفاظ على هذا الموروث من الاندثار قال الراسبي لما لأهمية الموروث الحضاري نكرر مطالبنا بتنفيذ ترميم حصن وجامع الوافي قريبا لما لهما من دور تاريخي في حضارة وتاريخ عمان العريق والحفاظ عليهما مقارنة بما تم في الولايات الأخرى.
عرضنا لكم زوارنا الكرام أهم التفاصيل عن خبر «الحيرة» بولاية الكامل والوافـي على دوت الخليج فى هذا المقال ونتمى ان نكون قدمنا لكم كافة التفاصيل بشكل واضح وبمزيد من المصداقية والشفافية واذا اردتكم متابعة المزيد من اخبارنا يمكنكم الاشتراك معنا مجانا عن طريق نظام التنبيهات الخاص بنا على متصفحكم او عبر الانضمام الى القائمة البريدية ونحن نتشوف بامدادكم بكل ما هو جديد.
كما وجب علينا بان نذكر لكم بأن هذا المحتوى منشور بالفعل على موقع الوطن (عمان) وربما قد قام فريق التحرير في دوت الخليج بالتاكد منه او التعديل علية اوالاقتباس منه او قد يكون تم نقله بالكامل ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :