سوريا .. ماذا يجري في ريفي حلب وإدلب

انت الأن تتابع خبر سوريا .. ماذا يجري في ريفي حلب وإدلب والأن مع التفاصيل

رياض - احمد صلاح - تتواصل بين جيش النظام السوري ومجموعات مسلحة على رأسها "هيئة تحرير الشام"، معارك في ريفي حلب وإدلب مع تقدم للفصائل إلى مواقع إستراتيجية قرب طريق حلب-دمشق الدولي وسط إطلاق متبادل للنيران أسفرت عن مقتل أكثر من 200 حتى الآن.

وبحسب حصيلة جديدة صدرت الخميس، عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل أكثر من 200 جندي في جيش النظام السوري ومقاتل من "هيئة تحرير الشام" وفصائل أخرى في اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين في شمال غرب البلاد.

وبحسب المصدر، فإن من بين القتلى 80 من "هيئة تحرير الشام"، و19 من "فصائل الجيش الوطني"، و54 عنصرا من قوات جيش النظام السوري في الاشتباكات التي اندلعت بعد شنّ الهيئة وفصائل متحالفة معها "عملية عسكرية" على مناطق النظام في حلب.

وتعدّ هذه المعارك التي تدور في ريفي إدلب وحلب "الأعنف" في المنطقة منذ سنوات، وفق المرصد، وتدور في مناطق تبعد قرابة 10 كيلومترات من أطراف مدينة حلب.

وأشار المرصد إلى أن الفصائل تمكنت من تحقيق تقدّم في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي حيث سيطرت على "قرى ذات أهمية إستراتيجية لقربها من طريق حلب-دمشق الدولي" في محاولة لقطعه.

وبحسب المرصد، سيطرت الفصائل على "قريتي داديخ وكفربطيخ، إضافة إلى قرية الشيخ علي" في ريف إدلب الشرقي، وعلى قريتين في ريف حلب الغربي. وأفادت مصادر محلية أن المعارك العنيفة متواصلة منذ صباح الأربعاء شرق مدينة إدلب، ترافقت مع غارات جوية.

وذكرت وكالة "الأناضول" التركية أن غارات روسية على بلدة دارة عزة في الريف الغربي لمحافظة حلب شمال سورية، أسفرت عن مقتل 4 مدنيين، وذكرت أن مقاتلات روسية أقلعت من قاعدة حميمين العسكرية في محافظة اللاذقية، شنت غارات على دارة عزة.

وبحسب الوكالة، سيطرت قوات "هيئة تحرير الشام"، الخميس، على خمس قرى شرق مدينة إدلب، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام السوري. وقالت إن عدد القرى التي سيطرت عليها فصائل المعارضة، الأربعاء، زاد عن 30 قرية في ريف حلب الغربي شمال سورية.

وفي تطور جديد، فتحت المعارضة جبهة قتالية بمنطقة سراقب شرق إدلب، حيث استولت على قرى ترنبة وداديخ وكفر بطيخ وجوباس وشابور، التي كانت خاضعة لسيطرة قوات النظام. وشنت القوات هجومًا بطائرات مسيرة على مطار النيرب العسكري في حلب، ما أدى إلى تدمير مروحية في الساعات الأولى من صباح الخميس.

وذكرت "الأناضول" أن "المعارضة باتت تسيطر على منطقة تقدر مساحتها بنحو 250 كيلومترًا مربعًا، مقتربة إلى مسافة خمسة كيلومترات فقط من مدينة حلب". وفي المقابل، كثفت قوات النظام استهداف المناطق السكنية بصواريخ أرض-أرض مع استمرار الاشتباكات.

وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة أقل نفوذا على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة. وشهدت جبهات ريف حلب في شمال سورية هدوءًا لأشهر طويلة قبل هذه المعارك.

ويسري في إدلب ومحيطها منذ السادس من آذار/ مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو، الداعمة للنظام في دمشق، وأنقرة، الداعمة لفصائل ومجموعات معارضة، وأعقب هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة اشهر.

وتشهد المنطقة بين الحين والآخر قصفًا متبادلاً تشنّه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب دمشق وموسكو. لكنّ وقف إطلاق النار لا يزال صامدًا إلى حدّ كبير.

وأعلن الجيش السوري أن تنظيمات مسلحة تشن منذ الأربعاء هجوما كبيرا على قرى آمنة وبلدات في ريفي حلب وإدلب الجنوبي.

وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان: "قامت التنظيمات المسلحة المنضوية تحت ما يسمى "جبهة النصرة" والموجودة في ريفي حلب وإدلب بشن هجوم كبير وعلى جبهة واسعة صباح يوم الأربعاء 27 / 11 /2024/ بأعداد كبيرة من الإرهابيين وباستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة مستهدفة القرى والبلدات الآمنة ونقاطنا العسكرية في تلك المناطق".

وأضاف البيان "قد تصدت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمرا حتى الآن، وكبدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح".

وختم البيان: "تقوم قواتنا بمواجهة التنظيمات الإرهابية بمختلف الوسائط النارية وبالتعاون مع القوات الصديقة".

من جهتها، تحدثت عدة مصادر عن تفاصيل اشتباكات الجيش السوري مع مقاتلي "جبهة النصرة" في ريف حلب الغربي الأربعاء.

وخاض الجيش السوري طوال نهار الأربعاء اشتباكات عنيفة مع تنظيم "جبهة النصرة" وحلفائه شمال غرب محافظة حلب، وتمكن من إيقاع خسائر بشرية وعسكرية كبيرة بهم.

وأكدت مصادر ميدانية بريف حلب الغربي لصحيفة الوطن "السورية"، أن وحدات الجيش السوري وبالتزامن مع تصديها لهجوم الإرهابيين منذ فجر الأربعاء، استهدفت خطوط إمدادهم الخلفية بالمدفعية الثقيلة وبسلاح الصواريخ الموجهة، واستطاعت تدمير تحصينات ومواقع لهم مع آلياتهم بمن فيها من الإرهابيين على طول جبهات القتال.

وقالت المصادر إن "صواريخ الجيش السوري ومدفعيته الثقيلة، دكت خطوط مقاتلي "النصرة" الخلفية في محيط بلدات تقاد والأبزمو وكفر عمة وكفر تعال وتديل غرب حلب، وكذلك في محيط مدينتي الأتارب ودارة عزة، وخصوصا في محور الفوج (111) شرق الأخيرة، حيث سقط عدد كبير من المسلحين بين قتيل وجريح".

وبالتزامن، شن سلاح الجو في الجيش السوري والطيران الحربي الروسي، غارات مكثفة طالت مواقع ونقاط تمركز المسلحين عند محاور الهجوم وفي محيط الأتارب وقرب بلدة الواسطة غرب حلب، ودمر أهدافا لهم عند دارة عزة وغرب قبتان الجبل، في وقت شلت راجمات الصواريخ حركتهم في قطاعات الجبهات على طول محاور القتال.

وأشارت المصادر إلى أن "التنظيمات المسلحة أطلقت وابلا من الصواريخ باتجاه بلدتي نبل والزهراء شمال حلب"، حيث أفادت مصادر طبية لـ"الوطن" بسقوط جرحى في صفوف المدنيين في البلدتين نقلوا إلى النقاط الطبية لتلقي العلاج.

وأوضحت مصادر محلية بريف حلب الغربي، أن "السكان نقموا على "النصرة" وباقي التنظيمات المتحالفة معه، لإرغامهم على النزوح من قراهم وبلداتهم إلى مناطق أكثر أمنا في ريف إدلب الشمالي بعد اشتداد المعارك في محاور سكنهم إثر تنفيذ الفرع السوري لتنظيم القاعدة عملية عسكرية برية شملت كل جبهات القتال غرب حلب".

ولفتت المصادر إلى أن "النصرة" أجبر أهالي بعض القرى والبلدات على هجرها الاربعاء بعد استقدامه تعزيزات إليها لشن العملية العسكرية، إذ أرغم جميع سكان مدينة الأتارب على النزوح غربا قبل بدء المعركة.

ونوهت إلى أن التنظيم "حول كل قرى وبلدات خطوط التماس إلى ثكنات عسكرية وأغلق معبر الغزاوية الذي يصل إدلب بريف عفرين الجنوبي الغربي، كما حول حركة المسافرين فيه إلى معبر دير بلوط، على حين ألغى العمليات الباردة في المشافي الميدانية ومشفى باب الهوى، واقتصرت العمليات على الجراحية بعد ازدياد أعداد المصابين في صفوف إرهابييه".

في غضون ذلك، استهدفت مدفعية الجيش السوري تجمعات "النصرة" بالقرب من بلدات آفس وسرمين وسان والنيرب ومعربليت بريف إدلب الشرقي، وفي محيط بلدات البارة وفليفل والفطيرة ودير سنبل في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وقرب بلدات العنكاوي والقرقور ومشيك وخربة الناقوس بسهل الغاب غرب حماة، وحققت إصابات مؤكدة في صفوف المسلحين.

وفي السياق استهدف الجيش الخميس، بطيرانه المسير والحربي وبمدفعيته الثقيلة مواقع "النصرة" وحلفائه من الميليشيات المسلحة في ريفي حماة وإدلب.

وبين مصدر ميداني أن الجيش استهدف بالطيران القتالي المسير مواقع المسلحين في آفس بريف إدلب، وبالمدفعية الثقيلة تحركاتهم ونقاط ارتكازهم في الزيارة والمشيك بسهل الغاب الشمالي الغربي، وفي البارة وكنصفرة وديرسنبل والفطيرة ومعربليت في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

وأوضح مصدر ميداني أن كل المحاور في أرياف إدلب وحلب اشتعلت الخميس، بضربات الجيش السوري والقوات الرديفة، مؤكدا أن زمن خفض التصعيد "انتهى" وعادت المعارك إلى جبهات حلب وإدلب، وأن المسلحين يتكبدون خسائر فادحة بالأفراد والعتاد، رغم ادعائهم بالسيطرة على نقاط عسكرية.

تركيا تعلّق

وعلقت وزارة الدفاع التركية على الاشتباكات التي حصلت الأربعاء بين تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي والجيش السوري في ريفي محافظتي حلب وإدلب.

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة اليوم الخميس: "نتابع عن كثب (النفير) الذي بدأته بعض المجموعات المسلحة المحلية، والاشتباكات بين فصائل المعارضة السورية وقوات الأسد، شمالي سوريا، والتطورات المتعلقة به".

من جهتها، قالت مصادر أمنية من وزارة الدفاع التركية إن "عملية فصائل المعارضة السورية باتجاه حلب تقع (ضمن حدود منطقة خفض التصعيد بإدلب) التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019.

وأشارت إلى أن "العملية المحدودة لجماعات المعارضة السورية المسلحة، قد توسعت بعد أن غادرت قوات النظام السوري مواقعها".

سهيل الحسن النمر وإغلاق الطريق الدولي

واغلق الجيش السوري الطريق الدولي من وباتجاه حلب على خلفية العمليات العسكرية ضد المسلحين على طول محاور ريف حلب الغربي.

وذكر الجيش العربي السوري، أنه أغلق مؤقتا الطريق الدولي من وباتجاه حلب وطلب من شركات النقل توقيف حركة الحافلات بالوقت الحالي، نظرا لوجود عمليات عسكرية بالقرب من طريق حلب دمشق ولحماية أرواح المدنيين.

وتزامنا مع ذلك، تداولت وسائل إعلام سوريا صورا تظهر وصول القائد في الجيش السوري سهيل الحسن الملقب بـ"النمر" إلى حلب.

250 عسكريا أوكرانيا في إدلب

وأكد مصدر سوري مطلع وصول 250 خبيرا عسكريا أوكرانيا إلى إدلب شمال غربي سوريا لتدريب مسلحي تنظيم "هيئة تحرير الشام" على تصنيع الطائرات بدون طيار.

وقال المصدر لوكالة "نوفوستي"، إن "هناك معلومات مؤكدة أن عدد الخبراء العسكريين الأوكرانيين الذين وصلوا إلى إدلب بلغ 250".

وأضاف: "تم توزيعهم على ورش صناعية وعلى عدة مواقع في مدينة إدلب وعلى أرياف جسر الشغور، لتصنيع طائرات بدون طيار".

وأردف: "يقوم العسكريون الأوكرانيون بتدريب المسلحين التابعين للحزب الإسلامي التركستاني بإمرة هيئة تحرير الشام ورفع سويّة استخدام الطائرات المسيرة والتقنيات وتطويرها بما يتعلق بالقدرة على زيادة سرعات التحليق والتصوير والاستهداف".

ولفت المصدر أنه "تم شحن ما يزيد عن 250 طائرة مسيّرة تم نقلها إلى إدلب على شكل دفعات تحت غطاء قطع التبديل وضمن بضائع مدنية تجارية".

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هناك معلومات متداولة تفيد بوجود مبعوثين أوكرانيين، ومبعوثين للمخابرات الأوكرانية، في محافظة إدلب السورية، يقومون بتجنيد مقاتلين من "جبهة النصرة"، للقتال في أوكرانيا.

الجولاني ورئيس الاستخبارات الأوكرانية

وأكدت مصادر لصحيفة "الوطن" السورية تواصل رئيس الاستخبارات الأوكرانية كيريل بودانوف ومتزعم تنظيم "النصرة" أبو محمد الجولاني، لتجنيد مرتزقة من عناصره للقتال إلى جانب قوات كييف ضد روسيا.

وأضافت مصادر مطلعة من منطقة وقف التصعيد شمال سوريا لصحيفة "الوطن": "يوجد تواصل مستمر بين رئيس الاستخبارات الأوكرانية كيريل بودانوف ومتزعم النصرة (هيئة تحرير الشام) المدعو أبو محمد الجولاني من أجل إرسال مرتزقة إرهابيين إلى أوكرانيا للوقوف إلى جانب قواتها ضد الجيش الروسي".

ولفتت المصادر إلى أن المعلومات الواردة من ريف إدلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي تشير إلى أن نشاط استخبارات كييف في الآونة الأخيرة في هذه المناطق لتجنيد إرهابيين شيشان وروس وايغور وتركستان وقوقاز لمصلحتها، بات واضحا وعلنيا، وتوقعت المصادر مضاعفة أعداد الإرهابيين الذين أرسلوا إلى الجبهات الأوكرانية بعد تجنيدهم لمصلحة كييف في الشهرين الأخيرين.

وأوردت صحيفة "أيدينليك" التركية في 9 شهر سبتمبر الجاري أن وفدا من أوكرانيا ذهب إلى إدلب في 18 حزيران الفائت، والتقى متزعمين من "النصرة" لإطلاق سراح عدد من المسلحين الشيشان والجورجيين المحتجزين في سجون التنظيم، واستشهدت الصحيفة بتقارير كردية ذكرت أن "تحرير الشام" أطلقت سراح بعض الشخصيات المتطرفة من سجونها، مقابل مغريات تسليحية.

أخبار متعلقة :