انت الأن تتابع خبر "ذا أتلانتيك": من المستفيد من غياب رئيسي؟ والأن مع التفاصيل
رياض - احمد صلاح - شيّعت إيران، الثلاثاء، رئيسها إبراهيم رئيسي ووزير الخارجيّة وسبعةٍ آخرين، قضوا في حادث تحطم المروحيّة الرئاسيّة، حيث كانت مروحية رئيسي تمر عبر منطقة جبلية ضبابية وعرة في شمال غربي إيران.
الحكومة الإيرانية أفادت أن الجهود المبذولة لتحديد موقع التحطم أعاقها الضباب والرياح والأمطار الغزيرة، ونشرت لقطات لطواقم الإنقاذ وهي تهرع عبر الضباب، ورجحت أنّ وفاة رئيسي مجرد حادث، رغم أنّها فتحت تحقيقًا في فيه، ورجّحت قنوات غير رسمية إيرانيّة أنّ حادث التحطم نتيجة عطل فني، في حين أشارت مصادر أخرى أنّ المروحيّة ربما ارتطمت بجبل، ومع ذلك، فهناك شكوك واسعة تحيط بالحادث حيث يظن الكثيرون أنه اغتيال مدبر، حيثُ تحيطُ به أسئلة كبيرة دونَ إجابات، حول مصير الطائرتين المرافقتين، وحول الإقلاع في ظرف جويّ غير مناسب، وحول استقلال مسؤولين كِبار نفس الطائرة، وغير ذلك.
لكن في هذه الحالة من سيستفيد سياسيًا من وفاة رئيسي؟
* دولة الاحتلال الإسرائيلي
جاء الحادث بعد شهرين من شن إيران أول هجوم مباشر في تاريخها على دولة الاحتلال الإسرائيلي أطلقت خلاله أكثر من 300 صاروخ باليستي ومجنّح ومسيّرة، وذلك رداً على ضربة جوية دمّرت مقر القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل (نيسان)، وأسفرت عن مقتل سبعة من مسؤولي الحرس الثوري الإيراني على رأسهم القيادي محمد رضا زاهدي قائد تلك القوات في سوريا ولبنان، واتُهمت إسرائيل بتنفيذها.
وكان رد إسرائيل الأولي على الهجوم المباشر غير المسبوق على أراضيها ضعيفاً للغاية لدرجة أنه يمكن وصفه بأنه رد رمزي، حيث شنت إسرائيل هجوماً بطائرات مسيَّرة على قاعدة جوية وموقع نووي بالقرب من مدينة أصفهان بوسط البلاد.
وبحسب مجلة التايم الأميركية، فإن موقع الحادث يشجع على الشكوك حول تورط إسرائيل في مقتل رئيسي. فقد سقطت مروحية الرئيس الإيراني في غابة جبلية بالقرب من الحدود مع أذربيجان، وهي الدولة الأقل ودية بين جيران إيران، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها تحتفظ بعلاقات قوية مع إسرائيل، ولها تاريخ في التعاون مع الموساد.
* مجتبى نجل علي خامنئي
ينظر إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على أنه الحاكم الفعلي للبلاد.
وظل نجله، مجتبى خامنئي، في الظل لفترة طويلة، ولا يُعرف سوى القليل عن سياسات أو آراء الرجل البالغ من العمر 54 عاماً. إلا أن غالبية الإيرانيين كانوا ينظرون له ولرئيسي على أنهما المرشحان الوحيدان لخلافة المرشد الأعلى الحالي، الذي يبلغ من العمر 85 عاماً.
وعندما توفي مؤسس النظام الديني في إيران ومرشده الأول «روح الله الخميني»، في عام 1989، حل خامنئي محله بعد إبرام اتفاق غير مكتوب مع زميله رجل الدين علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي تولى الرئاسة بعد ذلك، تم بموجبه تعديل الدستور بسرعة لمنح المزيد من الصلاحيات للرئيس. إلا أنه من الواضح أن رفسنجاني ندم على الاتفاق بعد ذلك، حيث تم تهميشه سياسياً من قبل خامنئي قبل وفاته في عام 2017 بعد تعرضه لأزمة قلبية، فيما يعتبره الكثيرون في إيران «وفاة مشبوهة».
وبحسب «ذا أتلانتيك»، فإن هذه القصة تزيد من الشكوك الخاصة بتورط خامنئي في وفاة رئيسي.
* محمد باقر قاليباف
رئيس البرلمان الإيراني، والذي قاد عدة محاولات للوصول إلى كرسي الرئاسة في إيران.
وتحدثت «ذا أتلانتيك» مع مسؤول مقرب من قاليباف عن العواقب السياسية لحادث مقتل رئيسي، ليجيب على الفور بأن «قاليباف سيكون الرئيس الجديد».
وكان قاليباف، الذي يراه الكثيرون تكنوقراطياً أكثر من كونه آيديولوجياً، قائداً في «الحرس الثوري الإيراني» خلال الحرب الإيرانية العراقية، ومن المرجح أن يحظى بدعم ملحوظ في حال ترشحه.
وتميزت فترة ولايته الطويلة رئيس بلدية طهران (2005-2017) بدرجة من الكفاءة وقدر كبير من الفساد. وقد سلط أعداؤه السياسيون الضوء مؤخراً على حالات فساد مرتبطة به وبعائلته. وأخبر مسؤول مقرب من الرئيس السابق روحاني «ذا أتلانتيك» أن «مشكلة قاليباف هي أنه يريد تولي رئاسة إيران أكثر من اللازم. والجميع يعلم أنه ليس لديه أي مبادئ وسيفعل أي شيء من أجل السلطة».
أخبار متعلقة :