نشكركم على متابعتكم خبر دراسة .. “التمييز على أساس الجنس” يسبب الخرف لدى النساء على موقع دوت الخليج والان مع التفاصيل الكاملة
بسام محمد - أبوظبي في السبت 21 ديسمبر 2024 04:54 مساءً - متابعة: نازك عيسى
تُظهر الأبحاث أن النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض الخرف، وخاصة مرض الزهايمر، مقارنة بالرجال. وكانت التفسيرات التقليدية لذلك تعزو هذه الظاهرة إلى عاملين رئيسيين: الحياة الأطول للنساء والاختلافات الجينية بين الجنسين. إلا أن دراسة جديدة من مركز إيرفينغ الطبي في جامعة كولومبيا قدمت تفسيرًا إضافيًا، حيث أشارت إلى أن التمييز على أساس الجنس الذي تتعرض له النساء قد يكون له دور كبير في هذا الاختلاف.
الدراسة، التي شملت بيانات أكثر من 21,000 شخص، أكدت أن عدم المساواة في الوصول إلى الموارد والسلطة يؤدي إلى تغييرات ضارة في أدمغة النساء، ما يساهم في زيادة خطر إصابتهن بالخرف. أظهرت النتائج أن النساء في الولايات الأمريكية التي تشهد تمييزًا أكبر على أساس الجنس يعانين من 9 سنوات إضافية من التدهور المعرفي مقارنة بنظيراتهن في الولايات الأقل تمييزًا.
وقالت الدكتورة جوستينا أفيلا ريغر، العالمة المساعدة التي قادت الدراسة: “تشير نتائجنا إلى أن معالجة التفاوتات الاجتماعية قد تكون وسيلة فعالة للحد من عبء مرض الزهايمر بين النساء. ما نعرفه هو أن التفاوتات البنيوية تؤثر على الصحة الفردية من خلال خلق حواجز أمام الفرص والموارد التي تعزز الصحة، وفي النهاية تؤدي إلى تفاوتات في الأمراض الجسدية المزمنة التي تؤثر على صحة الدماغ، مما يؤدي إلى ضعف الإدراك والخرف”.
يُعتبر مرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للخرف، مرضًا يؤثر على حوالي 6.2 مليون أمريكي، ثلثاهم من النساء. كما تشير تقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن النساء يعشن في المتوسط خمس سنوات أطول من الرجال، مما يساهم في زيادة احتمالية تعرضهن للإصابة بالخرف.
في هذه الدراسة، قام العلماء بتقييم درجة “التمييز البنيوي على أساس الجنس” في كل ولاية أمريكية من خلال مقارنة عدة عوامل مثل نسبة الرجال إلى النساء في القوى العاملة، ومعدلات الوفيات بين الأمهات، وذلك خلال الفترة بين 1910 و1960. ثم قاموا بمقارنة هذه البيانات مع معدلات الخرف بين النساء في كل ولاية ممن وُلدن في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين.
أظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة “الزهايمر والخرف”، أن النساء في الولايات التي شهدت مستويات أعلى من التمييز على أساس الجنس كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بشكل ملحوظ. وبشكل عام، كانت ولاية ميسيسيبي هي الأكثر تمييزًا على أساس الجنس في الستينيات، في حين كانت ولاية كونيتيكت من الولايات الأقل تمييزًا.
ورغم أن الباحثين لم يحددوا آلية بيولوجية مباشرة تفسر هذا الاختلاف، فإنهم افترضوا أن التفاوتات في فرص العمل والموارد التي تم التعرض لها في مراحل مبكرة من الحياة قد تكون سببًا رئيسيًا في الفروق التي تم ملاحظتها.
وقالت الدكتورة أفيلا ريغر: “من الممكن أن يكون للتمييز عواقب مباشرة أو غير مباشرة تتراكم بمرور الوقت. من الضروري معالجة التأثيرات الكبيرة لهذا التمييز على الصحة الإدراكية للنساء، وهذا يعد أمرًا مهمًا بالنسبة لصانعي السياسات”.
تشير هذه النتائج إلى أن مكافحة التمييز الاجتماعي قد تكون خطوة مهمة نحو تقليل خطر الإصابة بالخرف، وهو أمر ينبغي أن يحظى بالاهتمام في الأبحاث والسياسات الصحية المستقبلية.
أخبار متعلقة :