الرياض - كتبت رنا صلاح - أعلن المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية عن رصد مؤشرات أولية تُشير إلى احتمالية هطول أمطار خلال الأسبوع المقبل على مناطق متفرقة من جنوب وغرب المملكة، وذلك بناءً على مخرجات النموذج العددي السعودي، الذي يُعد من الأدوات المتقدمة التي يعتمد عليها المركز في تتبع الحالة الجوية وتحليلها رطسهض بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
أجواء غير متوقعة .. الأرصاد السعودية ترصد سحبا ممطرة قادمة نحو هذه المناطق خلال أيام
بحسب البيان الرسمي الصادر عن المركز، فإن الفرص الأكبر لهطول الأمطار تتركز على المرتفعات الجبلية الواقعة ضمن نطاق عدة مناطق رئيسية:
- منطقة مكة المكرمة: وتحديدًا المحافظات ذات الطبيعة الجبلية مثل الطائف وما حولها، حيث من المتوقع نشاط السحب الركامية الممطرة.
- منطقة الباحة: المعروفة بارتفاعها وتضاريسها المعقدة، والتي عادةً ما تشهد نشاطًا مطريًا في المواسم الانتقالية.
- منطقة عسير: وبالذات مرتفعات أبها وبللحمر والنماص، حيث يُرجّح أن تتشكل السحب الركامية نتيجة التقاء التيارات الهوائية الباردة بالساخنة.
- منطقة جازان: خصوصًا المحافظات الجبلية مثل فيفا والعارضة والريث.
- أجزاء من منطقة نجران: التي من الممكن أن تتأثر ببقايا تأثير الكتل الرطبة الممتدة من الجنوب.
طبيعة الأمطار المتوقعة
من المهم التوضيح أن الأمطار المحتملة ليست من النوع العابر، بل من المتوقع أن تكون ركامية الطابع، تنشأ بفعل التسخين السطحي، وتتمدد رأسيًا لتكوين سحب شاهقة، تُعرف بقدرتها على إنتاج زخات قوية من الأمطار في وقت قصير، وربما تترافق أحيانًا بنشاط في الرياح السطحية، أو حتى تساقط لحبات البَرَد في بعض المواقع المرتفعة.
هذه السحب بطبيعتها تتشكل غالبًا خلال فترة الظهيرة إلى ما قبل المغرب، وهي الفترة الزمنية التي تشهد أعلى درجات تسخين سطحي يومي، ما يعزز من فرصة تشكل هذه الظواهر.
الخلفية المناخية للتوقعات
في سياق هذه التوقعات لا بد من التذكير أن المناطق الجنوبية الغربية من المملكة تُعد استثناءً من النمط الصحراوي العام فبينما تعاني معظم مناطق السعودية من الجفاف والحرارة الشديدة في فصل الصيف، تشهد المناطق المرتفعة جنوبًا وغربًا نمطًا مناخيًا مختلفًا، يعتمد على الرطوبة الموسمية القادمة من بحر العرب والمحيط الهندي، وهي ما تُعرف محليًا بـ"رياح الصيف الجنوبية الغربية".
هذه الرياح تحمل كميات من بخار الماء، وتصطدم بالمرتفعات الجبلية، فترتفع وتبرد وتتكاثف، مكوّنة ما يُعرف بالسحب الركامية الممطرة.
وبالتالي، فإن هطول الأمطار في هذه الفترة ليس ظاهرة غريبة، بل هو سلوك جوي معتاد، ولكنه يتفاوت من سنة لأخرى حسب شدة التيارات الرطبة وحركة الغلاف الجوي.