مدينة تستور التونسية.. تاريخ مضىء على الحضارة الأندلسية

جدة - نرمين السيد - مدينة تستور التونسية

تعد مدينة "تستور" الواقعة في الشمال الغربي لتونس والتابعة لولاية باجة، واحدة من أجمل المدن التونسية، التي تخفي ثناياها تاريخا عريقا وتكشف معالمها عن قصص مميزة، فهي إحدى المدن الأندلسية التي أسسها الأندلسيون المهاجرون ،وأطلقوا عليها "تيكيلا" القديمة،" أي العشب الأخضر أو تستور.

وتقع المدينة على ربوة ارتفاعها على سطح البحر بين 70 مترا و90 مترا وتتوسطها البساتين الخضراء، وتحيط بها الجبال من كل الجهات.

وقالت خولة الشريف المسئولة بمركز التراث الثقافي بمدينة تستور، لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط بتونس، إن المورسكيين الأندلوسيين قاموا برسم حياتهم كما هي في الأندلس لتكون "تستور" قطعة أندلسية على أرض تونسية، مشيرة إلى أنهم قسموا المدينة إلى عدة أقسام منها شارع رئيسي يمثل الشريان الاقتصادي الذي يكون به المحال التجارية المتعددة، وفي أوله حمام عربي قبل الجامع الكبير الذي تزينه الساعة الشهيرة والتي تدور عكس المألوف "ساعة تستور"، ثم منطقة بطحاء الأندلس هي ساحة كبيرة بمثابة نادي اجتماعي تجتمع فيه الرجال بعد ساعات العمل الرسمية ويتم تبادل النقاش و الخبرات وما زالت محتفظة بنفس التقليد حتى الآن.

وأضافت أن المدينة الصغيرة يقبع بداخلها 14 مسجدا، بالإضافة إلى 7 زوايا لتحفيظ القرآن ومن يتمم الدراسة بها يذهب إلى جامع الزيتونة، مشيرة إلى أنه من عادات هذه المدينة أن تتكفل كل أسرة بطالب علم وفي المقابل يقوم هذا الطالب بتدوين كافة المخطوطات الهامة التي تم الاحتفاظ بها ونقلت هذا التاريخ.

وعن الصناعات التقليدية التي تميز طابع مدينة تستور، أوضح رابح العكاز رئيس جمعية المحافظة على الأندلسية أن أبرز هذه الصناعات هي "الشاشية التستورية" أي "القبعة" حيث قام المهاجرون الأندلسيون خلال القرن الثامن عشر بإرساء قواعد صناعية على عكس الصناعات المتعارف عليها في تونس، حيث إن صناعة الشاشية تستوجب 12 عاملا باستعمال عدة أدوات على مراحل عديدة.

وأضاف العكاز أن أجبان تستور هي الأشهر في تونس، فيختص التستوريون بصناعة الجبن المميز، الذي يعرف بمذاقه الطبيعي وقيمته الغذائية القيمة، خاصة وأنه مصنوع من منتجات طبيعية وبأيدي مزارعين مهرة توارثوا صناعة الجبن جيلا بعد جيل، وتمثل أحد الأذرع الاقتصادية للمدينة ذات الأصل الأندلسي، مشيرا إلى أنه يتم إعداد دورات تدريبية في صناعة الأجبان.

ورصدت موفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط خلال جولتها بالمدينة محلا لتفصيل "الجبة التستورية، ويقول محمد الهمامي إنه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 35 عاما"، مشيرا إلى أن هناك نوعين من الجبة المفتوحة والمغلقة وتتميز بتنوع أقمشتها و ألوانها الزاهية للسيدات و الرجال، ويتراوح سعرها من 350 دينارا حتى 1500 دينار، موضحا أنه يتم عمل دورات تدريبية مستمرة لنقل هذه الحرفة إلى الشباب و المحافظة عليها من الاندثار.

وحول الأكلات المميزة في تستور، قالت عفيفة أوزلي (معلمة) إن الأندلسيين نقل معهم أطباق شهية و متميزة منها "البناضج" (عجين السميد المحشو باللحم المفروم)، والكيسالس (أكلة تشبه البيتزا الإيطالية)، وهما أكلتان تتقن إعدادهما نساء تستور خاصة في المناسبات.

وأضافت أن الرمان يعد الثمرة التي تمثل شعار المدينة الأندلسية الشهيرة عبر التاريخ، والتي تحتل مكانة أولى في بيوت وحياة التستوريين.

ويبقى من المألوف موسيقى تستور وهي موسيقى الأندلس أشهر ما يتردد في أرجاء المدينة بل وتونس كلها، ويرسم ملامح الهوية الأندلسية الممتازة لتستور، ودائما يحتضنها المركز الثقافي للمدينة.

وتسعى جمعية المحافظة على ساعة تستور إلى تسجيل المدينة الأندلسية ضمن "قوائم التراث الثقافي غير المادي باليونسكو" من خلال رد الأشياء إلى أصلها من الأرضيات ووجهة بعض المنازل.

عرضنا لكم زوارنا الكرام أهم التفاصيل عن خبر مدينة تستور التونسية.. تاريخ مضىء على الحضارة الأندلسية على دوت الخليج فى هذا المقال ونتمى ان نكون قدمنا لكم كافة التفاصيل بشكل واضح وبمزيد من المصداقية والشفافية واذا اردتكم متابعة المزيد من اخبارنا يمكنكم الاشتراك معنا مجانا عن طريق نظام التنبيهات الخاص بنا على متصفحكم او عبر الانضمام الى القائمة البريدية ونحن نتشوف بامدادكم بكل ما هو جديد.

كما وجب علينا بان نذكر لكم بأن هذا المحتوى منشور بالفعل على موقع مبيدأ وربما قد قام فريق التحرير في دوت الخليج بالتاكد منه او التعديل علية اوالاقتباس منه او قد يكون تم نقله بالكامل ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.