5 مشاريع كبرى في السعودية تحدث فارقاً في اقتصاد المملكة

الرياض - محمد الاطلسي - إيماناً بأن المعرفة هي المحرك الرئيسي للاقتصاد، استهدفت المشاريع الكبرى في السعودية، المشهورة باسم «غيغا بروجيكتس»، الاهتمام باقتصاد المعرفة، كما تعتمد بشكل كبير على التقنية لتعزيز استخدامها في المملكة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تستهدف المشاريع الكبرى الخمسة في السعودية، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادي للمملكة، تحفيز الاقتصاد، وتعزيز الاستثمارات في القطاعات المختلفة، وفقاً لـ«رؤية 2030».

 

وبفضل الاستثمارات في المشاريع السعودية الكبرى التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، حققت أصوله قفزة في 2022، إلى نحو 2.91 تريليون ريال، بزيادة 15 في المئة مقارنة بعام 2021، علماً بأن نحو 68 في المئة من الأصول تعود إلى استثمارات محلية شملت تأسيس 25 شركة، وأضافت نحو 181 ألف وظيفة جديدة، وفقاً للتقرير السنوي للصندوق.

 

إعلان

 

 

 

 

المشاريع الكبرى في السعودية

وفقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030، فإن الوصول إلى اقتصاد مزدهر، من أهم أولوياتها، وذلك من خلال تنمية الاستثمارات، وتوفير بيئة مناسبة للنمو، واستحداث فرص عمل، فضلاً عن الالتزام بثقافة الاقتصاد الأخضر وتطويره، والحفاظ على تدابير الاستدامة.

 

إعلان

 

 

من جهته، يقول الخبير والمثمن العقاري السعودي، أحمد الفقيه لـ«CNN الاقتصادية»، إن «السعودية تحرص على تكريس مفهوم جديد من خلال ظاهرتين جديدتين على المشهد العقاري السعودي؛ الأولى هي إطلاق مبادرات صديقة للبيئة، على سبيل المثال لا الحصر مشروع (الرياض الخضراء)؛ وهو مشروع يخص العاصمة السعودية لزيادة المساحات الخضراء من الأشجار ضمن مبادرة حكومية لتشجير المدينة ذات الطابع الصحراوي، وهو أحد الأفكار الجريئة والمثيرة التي تحمل تحديات ليست سهلة».

 

وأضاف أن الظاهرة الثانية هي «ما يطلق عليه (أنسنة المدن)، ويظهر ذلك جلياً في كل المشاريع الجديدة التي تطلقها الجهات الحكومية أو صندوق الاستثمارات العامة، حتى تتمتع المشاريع والضواحي السكنية الجديدة ضمن المشاريع التي تطلق تباعاً بجانب إنساني يهدف إلى رفع ما يعرف بجودة الحياة؛ ويبدو جلياً أن الحكومة السعودية ماضية بنجاح في هذا الملف المهم».

 

من هنا، جاءت المشاريع الكبرى في السعودية التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، لبلوغ هذه الأهداف.

 

 

 

 

نيوم.. المستقبل الأخضر والفخامة والرفاهية

أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، مشروع «نيوم» بقيمة تُقدّر بنحو 500 مليار دولار، ليفتح المشروع باباً لإسهامات المستثمرين على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، كما دخل في شراكات مع القطاعين العام والخاص، ما يمكنه من الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوكتشين وحلول الطاقة المتجددة.

 

 

 

إعلان

 

 

 

ويعمل في الشركة أكثر من 2800 موظف من 86 دولة، علماً بأن المشروع يهدف إلى إنشاء مدينة متطورة لتكون منارة للابتكار والاستدامة والنمو الاقتصادي، فنحو 95 في المئة من مساحة نيوم التي تبلغ 26 ألفاً و500 كيلومتر مربع سيكون محمية طبيعية لن تُمس، إضافة إلى 41 جزيرة، ويندرج تحته عدد من المشاريع التي تشمل ذا لاين، وأوكساجون، وتروجينا، وسندالة.

 

ومن المقرر أن تستقبل أوكساجون -المدينة التي أُعلن عنها في نوفمبر تشرين الثاني 2021- الدفعة الأولى من سكانها العام المقبل 2024، وفقاً لما أورده مشروع نيوم على موقعه الرسمي، على أن تكون منظومة صناعية متقدمة تراعي مبادئ الاستدامة البيئية، وتعمل بالكامل بواسطة الطاقة النظيفة، بينما تسرّع التحول إلى مبادئ الاقتصاد الدائري.

 

 

بدورها، ستجسّد تروجينا الوجهة الجبلية المثالية للعيش والعمل والسياحة في عام 2026، وهي تقع على بُعد 50 كيلومتراً من ساحل خليج العقبة، وتشمل ارتفاعات تصل إلى 2600 متر فوق سطح البحر، وتغطي مساحة تبلغ نحو 60 كيلومتراً مربعاً.

 

 

وفي العام ذاته، ستُفتتح المجموعات النموذجية الأولى في مدينة «ذا لاين» التي يتوقع أن تحتضن تسعة ملايين نسمة.

 

وتتميز «ذا لاين» بخلوها من الشوارع والسيارات، وبالتالي فهي خالية من الانبعاثات الكربونية، إذ ستستمد المدينةَ بالكامل طاقتها من مصادر متجددة بنسبة 100 في المئة.

 

 

أما جزيرة سندالة -التي تبلغ مساحتها نحو 840 ألف متر مربع- فستجمع بين أرقى مستويات الضيافة العالمية، لتكون مقراً لثلاثة فنادق فائقة الفخامة، تضم 413 غرفة، منها 88 فيلا، بالإضافة إلى 333 شقة فندقية، لتستعد لاستقبال 2400 زائر يومياً بحلول عام 2028.

 

ومن المنتظر أن يصل عدد سكان نيوم إلى نحو مليون شخص بحلول عام 2030، على أن يرتفع عددهم إلى تسعة ملايين في عام 2045.

 

 

البحر الأحمر.. بناء قطاع سياحي مستدام

تعمل شركة البحر الأحمر العالمية على صورتها كوجهة سياحية متجددة وفاخرة، إذ يتبنّى مشروع البحر الأحمر نموذج أعمال جديد للتنمية المستدامة، إذ يهتم بالاستدامة البيئية إلى جانب الابتكار التكنولوجي والبنية التحتية الرقمية الذكية، تمكّن السعودية من استشراف آفاق اقتصادية جديدة وتعزيز التراث البيئي والثقافي، وفقاً لما أورده المشروع بالموقع الرسمي له.

 

 

يقع مشروع البحر الأحمر، بين مدينتَي أملج والوجه، وسيعمل على تطوير 22 جزيرة من أصل 90 جزيرة، إلى جانب 75 في المئة من الأراضي البكر التي لن تُمس.

 

وبحلول عام 2030، يتوقع أن يضمن نحو ثمانية آلاف غرفة في 50 فندقاً وألف وحدة سكنية، وفقاً لرؤية السعودية 2030، علماً بأنه يستهدف مليون زائر سنوياً.

 

 

أما مشروع أمالا فسيعمل بالكامل بالطاقة الشمسية، ما يوفر نحو نصف مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كل عام، ويمتد المشروع على مساحة 4155 كيلومتراً مربعاً، ويضم فنادق ووحدات سكنية ومراسي بحرية ونادياً لليخوت.

 

الدرعية.. استدامة المعالم التراثية والثقافية

وفي بداية عام 2023، أعلن ولي عهد السعودية، عن ضم الدرعية إلى المشاريع الكبرى في السعودية التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، بتكلفة إجمالية تصل إلى نحو 60 مليار دولار.

 

ويتيح مشروع الدرعية للسائحين الفرصة للتعرف على تاريخ المملكة وحضارتها، إذ تضم الدرعية المصنفة كأحد المواقع المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، العديد من معالم السعودية الثقافية والتراثية التي تعود بالزمن إلى أكثر من 300 عام مضى.

 

 

تركز مبادرات الدرعية أيضاً مثل سائر المشاريع الكبرى في السعودية على الاستدامة البيئية والتصدي لتغيرات المناخ، إذ تستهدف المحافظة على المياه، وكفاءة الطاقة، والصحة، وحماية الثقافة والتراث.

 

 

كما تتضمن أكثر من 26 معلماً ثقافياً، وثلاثة آلاف وحدة سكنية من الطراز النجدي، إلى جانب عدد من المشاريع الفرعية وهي حي الطريف، ووادي حنيفة، وحي البجيري، وساحة الملك سلمان، وجامعة الملك سلمان، إضافة إلى متحف آل سعود.

 

روشن.. إعادة هيكلة لمستقبل المدن

أٌطلقت شركة روشن في عام 2022، بهدف رفع نسبة امتلاك المواطنين السعوديين لمنازلهم إلى 70 في المئة بحلول عام 2030، كما تسعى إلى إعادة هيكلة مستقبل المدن، لتجمع بين أصالة الماضي والحياة العصرية مستلهمة الشكل المعماري من النمط التاريخي للمدن السعودية.

 

 

وتسعى روشن إلى المساهمة في زيادة الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى توفير فرص استثمارية جذابة بسعر السوق للجميع، وتطوير سلاسل التوريد المحلية.

 

 

لا تغفل المشاريع الكبرى في السعودية دورها تجاه البيئة في الطريق إلى تحفيز روافد الاقتصاد، فروشن تستهدف زراعة مليون شجرة و60 مليون شجيرة إلى جانب ما يزيد على 400 ألف منزل بحلول عام 2030.

 

 

قال الفقيه «بالنسبة إلى (روشن) فهي تسعى ضمن الأهداف الرامية لتحقيقها إلى استدامة المباني، كذلك أن تكون مشاريعها صديقة للبيئة».

 

 

وأضاف «نجحت (روشن) خلال السنة ونصف الماضية في تحقيق مبيعات بنحو 11 مليار ريال، وتعمل حالياً على مشاريع من خلال استحواذها على 200 مليون متر مربع من الأراضي، بينما تبني 40 ألف وحدة سكنية».

 

 

وتضم روشن عدداً من المشاريع الفرعية وهي العروس، والفلوة، وسدرة، ووارفة.

 

 

القدية.. عاصمة الترفيه

تهدف القدية ضمن المشاريع الكبرى في السعودية إلى إعادة توجيه مليارات الدولارات، التي قد تُنفق على السياحة الخارجية سنوياً إلى السياحة الداخلية، وذلك عن طريق إنشاء وجهة سياحية عالمية تضمن وجود السعودية ضمن أفضل الوجهات في العالم، إضافة لتوفير فرص الترفيه والرياضة والفنون.

 

 

ويمتد المشروع على مساحة تبلغ 376 كيلومتراً مربعاً، بينما تستهدف تطوير 223 كيلومتراً مربعاً، وفقاً للموقع الرسمي للشركة، وتسعى القدية إلى تقديم الفرص للمستثمرين، بما يشمل المقاولين، والموردين، وشركاء رأس المال الاستراتيجيين، وشركاء تطوير البنية التحتية، ومقدمي خدمات الرعاية الصحية، وذلك بهدف تعزيز ثقافة ريادة الأعمال وتمكين الشركات الناشئة، وفقاً لمستهدفات رؤية 2030.

 

 

يختتم الفقيه حديثه لـ«CNN الاقتصادية» قائلاً إن «المشاريع الكبرى من فئة الغيغا مثل نيوم والقدية والبحر الأحمر من أهم مواصفاتها التي تحرص عليها الحكومة السعودية هي أن تكون صديقة للبيئة وكذلك الاستدامة، وهذا رأيناه بوضوح من خلال إطلاق مشروع ( ذا لاين) الذي كان صديقاً للبيئة بامتياز حسب ما كشف النقاب عنه».

 

 

تأتي هذه المشاريع الكبرى في السعودية التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، ضمن مجموعة من المشاريع التي تأتي لتحقيق أهداف رؤية 2030.

 

 

وتتوالى مشاريع رؤية 2030، لتتضمن أيضاً برنامج جينوم السعودي، ومدينة الملك سلمان للطاقة، ومحطة الخفي لتحلية المياه، ومحطة رابغ، ومفاعل الأبحاث منخفض الطاقة، ومشروع محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، والرياض الخضراء، وحديقة الملك سلمان، والسودة للتطوير، ومبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، وغيرها الكثير الذي ينوع من روافد الاقتصاد السعودي، ويعزز من الاستدامة في ظل الأزمة المناخية.