بسنت بكر تكتب لـ«دوت الخليج»: 30 يونيو.. من لم يعش التاريخ فليقرأ

جدة - نرمين السيد - الجين المصرى الذى حرك جموع المصريين للقيام بثورة 19، مد بجذروه فى تكوين الشخصية المصرية؛ ليقوم بثورة 30 يونيو، ولعل أجيال كثيرة قرأت عن ثورة 1919 لكن الأكيد أننا جميعا طالعناها بعيون مخرج الروائع حسن الإمام فى ثلاثية أديب نوبل نجيب محفوظ "السكرية - قصر الشوق - بين القصرين".

أعترف أن مشاهد ثورة 19 التي جسدها حسن الإمام بجموع من الممثلين، اعتقدت أنا في سنوات الطفولة أنها حقيقية، وكان صوتى الداخلى يردد هذا الشعار الذى كان يعتلى المشهد "عاش الهلال مع الصليب" وربما أدركت فى طفولتى دون أن أعلم هذا المعنى، فسألت إحدى مُعلماتى فى مدرستى التى تنتمى للبعثات الإرسالية التبشيرية المسيحية فى مدينة المنصورة وأنا الطالبة المُسلمه اسأل راهبتي الفرنسية ما هو الهلال وما هو الصليب فتشدو لى بلغة عربية تشوبها اللكنة الفرنسية "أنا المصري كريم العنصرين"، وتشرح لى أن العنصرين هما المسلم والمسيحى فى هذا الوطن، هو أنا وزميلتى ماريان والتي نتبادل معا يوميات طفولتنا اليومية داخل فناء المدرسة وهما صلب وتكوين هذا الوطن الذي لخصه بديع خيرى ورنمه تلحينا خالد الذكر سيد درويش.

وعندما مررت في سنوات صبايا وادراكاتى ولامست مداراتى "تاريخ الجبرتى" وسردياته عن الحملة الفرنسية وثورات القاهرة الأولى والثانية ضد الفرنسيين فى مصر، أدركت خيطا مشتركا في ما مر على هذا الوطن من ثورات وانقضاضات على من يغزو جذور تكوين الشخصية المصرية وهويتها.. ويقوم هذا الشعب ويقف وقفة رجل واحد عندما يشعر ويتأكد أن هناك خطرا حثيثا على طبيعته وتكوينه وهويته الممتدة في جذور التاريخ.

اندلعت ثورة القاهرة الأولى ضد جيش الاحتلال الفرنسى فى 20 أكتوبر عام 1798، وكان الأمر مفاجئا لنابليون بونابرت الذى لجأ لاستخدام العنف ضد الثوار حينما اشتعلت الثورة، لم يقدر الجنرال ديبوى حاكم القاهرة الموقف على حق قدره، ونشبت معركة قتل فيها الثوار ديبوى، فعين نابليون الجنرال بون مكان ديبوى وزادت أعداد الثوار، وشملت الثورة معظم القاهرة.

وفى ثوره القاهره الثانيه قام هذا الشعب وذلك بعد أن سلط عليهم الجنرال كليبر مدافعه وأحرق أحياء القاهرة، وذلك فى 21 أبريل عام 1800م ليقف ويدافع عن وطنه وهويته وجذوره.

يقول كتاب "النضال الشعبي"، لمحمد فرج، إن الثورة الشعبية شبت فى القاهرة فى 20 مارس سنة 1800، فى الوقت الذى كانت تدور فيه معركة عين شمس، وكان من زعماء الثورة عمر مكرم وأحمد المحروقى والشيخ الجوهرى، وشبت الثورة فى بولاق.

ويصف الجبرتى نشوبها فيقول: "أما بولاق فإنها قامت فى ساعة واحدة وكان الحاج مصطفى البشتيلى وهو من أعيان بولاق وأمثاله وهيجوا العامة وهيئوا عصيهم وأسلحتهم ورمحوا وصفحوا الغزاه".

وفى الثامن من مارس عام 1919، شهدت القاهرة اندلاع شرارة الثورة، وكشفت المجريات عن أسرار القاهرة، بعد أن أمرت السلطات البريطانية باعتقال مجموعة من المنتمين لحزب الوفد وحبسهم في "ثُكنات قصر النيل" إلى أن تم نفيهم في اليوم التالي إلى "مالطة"، ثم انتشرت أخبار نفي أعضاء الوفد في 9 مارس، ما تسبب في بدء مظاهرات الاحتجاج في القاهرة والمناطق الكبرى.

وفي كتابه، "سعد زغلول سيرة وتحية"، الصادر عام 1936، يصف عباس محمود العقاد، الأجواء في شهر الثورة قائلاً: "بدأ شهر مارس 1919 والأفق السياسي ينذر بهبوب العاصفة، فكانت تسوده حالة من هياج الأفكار، والأحوال تدل على إصرار الحكومة البريطانية على تثبيت حمايتها التي فرضتها 1914، ومع مماطلة الاحتلال في سفر الوفد المصري إلى مؤتمر الصلح لعرض القضية المصرية، كانت فكرة التوكيلات التي أقبلت كل طوائف في حماس منقطع النظير على توقيعها، آخر المساعي الممكنة".

ثورة 1919 كانت العلامة الفارقة على طريق الهوية المصرية، كونها أو تجمع مصري شعبي يرفع شعارات وطنية تتعلق باستقلال الأمة المصرية.

وما اشبه الثلاثين من يونيو بالبارحة عندما أعاد التاريخ ورقاته واستشعر المصريون نهب بلادهم وطمس هويتهم، فقاموا كما قاموا قبلا مرارا وتكرارا فكانت ثورة الثلاثين من يونيو التي استطاع المصريون من خلالها إزاحة جماعة الإخوان الإرهابية عن حكم البلاد.

الثورة التى أعادت ذاكرتى وحلمى المستحيل فى أن أعيش ثورة المصريين ضد طامسى الهوية عبر التاريخ، لهذا الوطن فكنت ممن آمن بها وساندها لاستعادتى وطنى وهويته، وطن المصريين وبلادهم وتاريخهم من يد جماعة الإخوان الإرهابية، والتي استغلت مصر في مصالحها الخاصة، وكادت أن تخربها، ولكن مصر استطاعت أن تعبر هذه المرحلة بفضل الله ثم رئيسها عبد الفتاح السيسي الذي جعل مصر وردة من بعد شوك حكم جماعة الإخوان الإرهابية لمصر.

ونجحت الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كسر شوكة الإرهابيين، ودحر الجماعات التكفيرية والإرهابية سواء في سيناء أو جميع أنحاء البلاد، عبر بناء استراتيجية متكاملة لمكافحة الإرهاب.

إن ثورة 30 يونيو، خلصت مصر من كابوس حقيقي نحو تغيير هوية مصر الثقافية والعمل على ارتدادها لحساب توجهات رجعية متخلفة.. إلى ثورة 30 يونيو فى ذكراها "ستبقين في وجدان هذا الوطن الثورة الشعبية في تاريخه الحديث والانتفاضة الحقيقية لدحر وإنهاء حكم جماعة ناهبة مريضة لم تستطع أن تقف كما يقول التاريخ، إلا سويعات ليكتب قدرها المصريون بالإطاحة هى وكل من وما تسول له نفسه للنيل من هوية هذا الوطن".

الإعلامية بسنت بكر مقدمة برامج بالراديو 9090

عرضنا لكم زوارنا الكرام أهم التفاصيل عن خبر بسنت بكر تكتب لـ«دوت الخليج»: 30 يونيو.. من لم يعش التاريخ فليقرأ على دوت الخليج فى هذا المقال ونتمى ان نكون قدمنا لكم كافة التفاصيل بشكل واضح وبمزيد من المصداقية والشفافية واذا اردتكم متابعة المزيد من اخبارنا يمكنكم الاشتراك معنا مجانا عن طريق نظام التنبيهات الخاص بنا على متصفحكم او عبر الانضمام الى القائمة البريدية ونحن نتشوف بامدادكم بكل ما هو جديد.

كما وجب علينا بان نذكر لكم بأن هذا المحتوى منشور بالفعل على موقع مبيدأ وربما قد قام فريق التحرير في دوت الخليج بالتاكد منه او التعديل علية اوالاقتباس منه او قد يكون تم نقله بالكامل ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.