احمد وائل عمر - القاهرة في الاثنين 4 نوفمبر 2024 05:31 مساءً - قال الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، إن اختيار القاهرة لاستضافة المنتدى الحضري العالمي، أفضل تجسيد لفلسفة وأهداف المنتدى، حيث مثلت هذه المدينة العريقة رمزا للثراء العمراني على مر التاريخ، والذي زاد تنوعا وتوظيفا لخدمة الإنسان، واقتصاده الوطني خلال السنوات الماضية من عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يقود نهضة عمرانية وحضرية فريدة في تاريخ المنطقة.
وأضاف في كلمته خلال المؤتمر، اليوم الإثنين، "سيكون من الأمثل استفادة بلداننا من هذه التجربة الرائدة، في مقاربة الاستحقاقات الوطنية المتعلقة بالتنمية الحضرية، وإعادة إعمار مدننا، استعانة بتجارب الشركات والخبرات، والعقول المصرية التي اسهمت في صناعة هذا التحول الحضري، والإنمائي العظيم.
وتابع: "صمم المنتدى الحضري العالمي منذ تأسيسه لدراسة آثار التحضر السريع على المدن والمجتمعات والاقتصادات الوطنية، لكنه أيضا مثل منصة فريدة بالنسبة لبلدان النزاعات المسلحة لعرض آثار الحروب والكوارث على واقع مدنها، ومستقبل اجيالها المتعاقبة، ولعله من حسن الحظ أن أكون هنا مع إخواني الرئيسين محمود عباس، وعبدالفتاح البرهان لنحكي قصص أخرى من تاريخ مدننا، ومعاناة شعوبها".
ومضى العليمي يقول: ففي اليمن أدت الحرب التي تسبب بها الحوثي إلى دمار هائل في قطاعات البنى التحتية والخدمات الاساسية، وفي المقدمة الكهرباء، والطرق، وخطوط النقل والموانئ والمطارات، والجسور، والمصانع، والمنشآت التجارية، وبلغة الأرقام تشير التقديرات الى تضرر خدمات المدن والحواضر اليمنية بنسبة 49 % خصوصها في أصولها من قطاع الطاقة، و 38 بالمائة من قطاع المياه والصرف الصحي، فضلا عن أضرار بالغة الكلفة في شبكة الطرق الداخلية، والاصول الخاصة بقطاع الاتصالات، بينما تضرر قطاع المساكن بشدة واعيدت نحو 16 مدينة يمنية عقودا إلى الوراء.
وأوضح رئيس القيادى اليمني، أنه بحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الصادر نهاية العام 2019 فإن إجمالي الخسائر الاقتصادية اليمنية قد ترتفع بحلول عام 2030 إلى 657 مليار دولار، في حال استمرت الحرب، ولم تستجب المليشيات الحوثية الارهابية لنداء السلام، ومتطلبات استعادة مسار التنمية.
وأكد أن المنتدى الحضري العالمي، لمناسبة جيدة في هذا السياق أن نثمن عاليا للأشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، وباقي دول تحالف دعم الشرعية، جهودهم المقدرة في الحد من وطأة الحرب على الشعب اليمني، ومنع انهيار شامل لمؤسساته الوطنية".
وقال إن الحكومة اليمنية تواجه تحديات بنيوية وتمويلية معقدة في مواجهة المتغيرات المناخية التي ضاعفت من أعباء التدخلات الطارئة، وتباطؤ انفاذ خطط التنمية الحضرية على مختلف المستويات، مضيفا: خلال العشر السنوات الماضية تسببت الأعاصير القوية بدمار واسع النطاق، بما في ذلك الفيضانات والانهيارات الأرضية والأضرار التي لحقت بالبنى التحتية ومنازل المواطنين، وبين ابريل، وأغسطس هذا العام على سبيل المثال، خلفت الفيضانات المفاجئة عشرات الضحايا، وأكثر من 100 الف نازح، وخسائر في البنى التحتية والحيازات الزراعية قدرت بنحو 350 مليون دولار.
واستطرد قائلا: رغم ذلك تواصل الحكومة اليمنية بدعم من أشقائنا والمجتمع الدولي الوفاء بالاحتياجات الحتمية للتخفيف من اضرار التغيرات المناخية بما في ذلك الاستثمار في البنية الأساسية، والاستجابة للطوارئ والمساعدات الإنسانية، وبناء القدرات المؤسسية والقطاعات المختلفة لتطوير خطط التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، وواننا على ثقة ان هذا المنتدى كما هي الفعاليات التي تستضيفها مصر الحبيبة دائما، سيمثل إضافة مهمة كأهم حدث حول التحضر والتنمية العمرانية الشاملة في العالم.
وأعرب العليمي عن خالص التقدير وأصدق التهاني لجمهورية مصر العربية قيادة وحكومة وشعبا على حسن التنظيم والاستضافة لهذا المنتدى الدولى الرفيع، كما قدم الشكر أيضا للأمم المتحدة على جهودها المقدرة من أجل تحفيز بلداننا على اللحاق بركب التنمية المستدامة في مختلف المجالات.