حمدي عبدالله - القاهرة في الأربعاء 11 أكتوبر 2023 03:30 مساءً - أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن ما تشهده الأراضي الفلسطينية حاليا من تصعيد خطير وأعمال عنف وعدوان ما هو إلا دليل يؤكد مجددا أن منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار دون تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
وقال الملك عبدالله الثاني، في خطاب العرش خلال افتتاح أعمال الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة اليوم الأربعاء: «ليحصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتنتهي دوامات القتل التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء».
وأضاف: «ستبقى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس الشريف ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة».
وتابع الملك عبدالله الثاني: «سيظل موقف الأردن ثابتا ولن نتخلى عن دورنا مهما بلغت التحديات، في سبيل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والحفاظ عليها من منطلق الوصاية الهاشمية».
وقال العاهل الأردني إن بلاده لن تحيد عن الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة حتى يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه
وفيما يلي نص الخطاب:
«نفتتح أعمال الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة التاسع عشر.. هذه الدورة الأخيرة من عمر مجلسكم الكريم، الذي وضع حجر الأساس لمرحلة جديدة من مستقبل بلدنا، نستعد معها لفصل جديد من حياتنا السياسية، بعد التعديلات التي قمتم بإنجازها على التشريعات الناظمة للعمل الحزبي والبرلماني.
منذ ما يقرب ربع قرن ونحن على العهد، نسعى مع أبناء شعبنا لحماية مسيرتنا الديمقراطية.. وها نحن نمضي بها بخطى جديدة وثابتة من البناء والتعزيز والتحديث، وسنواصل العمل من أجل الحفاظ على هذه المسيرة الممتدة منذ نشأة الدولة.
يشهد العام المقبل، إجراء الانتخابات النيابية، ونسعى أن تكون الأحزاب البرامجية جزءا أصيلا ورئيسا في نظامنا البرلماني.. إن نجاح هذه المرحلة يعتمد على المشاركة الفاعلة من أبناء شعبنا وبناته، وتحمُّل كل طرف، مؤسسات وأفراد، مسؤولياته بروح وطنية عالية، لتعميق مسارنا الديمقراطي.
لقد قطعنا شوطا مهما على طريق تنفيذ مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري.. وأملي كبير أن تواصل السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية التعاون لدفع العملية إلى الأمام وعدم إعاقتها، لأن شعبنا يستحق مستقبلا أفضل.
وإذ أرى أن المرحلة المقبلة تستدعي ضخ دماء جديدة لتنفيذ التحديث، فإنني أدعو جميع مؤسسات الدولة والقيادات لدعم الشباب والنساء والأخذ بيدهم لتعزيز دورهم على الساحة السياسية فعلا لا قولا، فالمستقبل لهم، وعلينا أن نفسح الطريق أمامهم، وعهدي لهم ألا نسمح باغتيال أحلامهم في التحديث والتطوير.
إن ما تشهده الأراضي الفلسطينية حاليا من تصعيد خطير وأعمال عنف وعدوان ما هي إلا دليل يؤكد مجدداً أن منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار دون تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ليحصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتنتهي دوامات القتل التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء.
فلا أمن ولا سلام ولا استقرار من دون السلام العادل والشامل الذي يشكل حل الدولتين سبيله الوحيد.. وستبقى بوصلتنا فلسطين، وتاجها القدس الشريف، ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، لتنعم منطقتنا وشعوبنا كلها بالسلام الذي هو حق وضرورة لنا جميعا.
وسيظل موقف الأردن ثابتا، ولن نتخلى عن دورنا مهما بلغت التحديات، في سبيل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، والحفاظ عليها من منطلق الوصاية الهاشمية.. وسيبقى الأردن في خندق العروبة، يبذل كل ما بوسعه، في سبيل الوقوف مع أشقائه العرب.
هذا البلد له شأن ومكانة بين الدول، وهذا الشعب المعطاء لا يعرف الفشل، لأن تاريخه محطات من التحدي والإنجاز، فقد سطرنا قصص النجاح بأقل الإمكانيات، وبعزم الأردنيين وجهودهم.
وأخاطب أهلي وعزوتي أبناء الأردن وبناته، وأقول لهم: وطننا هذا عظيم بكل واحد فيكم، فلا تسمحوا لأحد أن يقلل من قيمة منجزاته التي صنعتموها أنتم، ولا تفتحوا بابا لحاقد أو جاهل، فلنكن جميعا بحجم الأردن ومكانته، وبمستوى شعبه وطموحاته.
سيبقى وطننا صامدا تحميه زنود النشامى من أبناء القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية، الذين قدموا التضحيات جيلا بعد جيل، وحموا الوطن بالمهج والأرواح، في سبيل إعلاء رايته، والحفاظ على منعته وقوته، ليبقى عزيزا مهابا، فلهم منا كل التقدير والتحية، ولن نتوانى عن تقديم كل الدعم لتطوير قدراتهم وتعظيم قوتهم.
أمامنا مستقبل لنبني أردن الخير والوفاء. أردن كان على الدوام، منطلقا لما هو أعظم، فلنمض بثقة نحوه، بعزيمة شعبنا، وقوة مؤسساتنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية، وطموح شبابنا الذي لا يعرف الحدود».
أخبار متعلقة :